تقاريرسلايدر

مستقبل التجربة الديمقراطية في الكويت على المحك

الأمة| حالة من القلق على مستقبل التجربة الديمقراطية في الكويت بعد قرار الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بحل مجلس الأمة – البرلمان- وتعليق العمل ببعض مواد الدستور 4 سنوات لمدة 4 سنوات.

القرار الذي اتخذه أمير الكويت بشكل مفاجئ كان صادمًا لعشرات النواب في مجلس الأمة بأعضائه الجُدد الذين لم يمضى على انتخابهم سوى شهر.

الأمير الذي تولى سدة الحكم في ديسمبر الماضي عقب وفاة شقيقه، قال في خطاب متلفز أمس الجمعة، إنه لن يسمح باستغلال الديمقراطية لتدمير الدولة.

في الرابع من أبريل الماضي، انتخبت الكويت برلمانًا جديدًا -مجلس الأمة- هو الرابع منذ شهر ديسمبر عام 2020، وبعدها بيومين استقالت حكومة، الشيخ محمد صباح السالم الصباح، كخطوة إجرائية عقب الانتخابات.

الشيخ مشعل الصباح، أوضح في كلمته، أن الفترة المقبلة ستشمل مراجعة جميع جوانب العملية الديمقراطية، على أن يتولى هو والحكومة خلال الـ4 سنوات السلطات التشريعية للبرلمان المكون من 50 عضوًا.

وخلال السنة الماضية شهدت البلاد تشكيل 5 حكومات كما شهد عهد الأمير السابق نواف تنظيم 3 انتخابات برلمانية، كما أدى عدم الاستقرار السياسي إلى إضعاف شهية المستثمرين في بلد يعد أحد أكبر مصدري النفط في العالم. وينجم عدم الاستقرار عن خلافات بين شخصيات من الأسرة الحاكمة والبرلمان.

أزمات سياسية

وبحسب برلمانيون كويتيون، فإن البلاد شهدت الفترة الماضية أزمات عديدة بسبب الخلافات الدائمة بين الحكومات التي يعينها الأمير والبرلمانيات المتخبة وهو ما يُعيق جهود التنمية والإصلاح الاقتصادي ويعطل المشاريع التنموية.

«قيس الأسطى»، المحلس السياسي الكويتي، علق على قرار الأمير، قائلًا إنه كان من ضمن الخيارات المطروحة في ظل حالة الجمود السياسي التي تشهدها الكويت، مؤكدًا في تصريحات لفضائية «الحرة» الأمريكية، أن الأزمة«ليست وليدة اليوم بل مستمرة منذ سنوات ونتج عنها انسداد في الأفق السياسي بالبلاد في ظل حالة الجدل المتواصلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية».

أغلبية المجلس من المعارضة

ويحظى تشكيل مجلس الأمة الكويتي الجديد بالأغلبية المعارضة وهو ما رجح استمرار حالة الجمود السياسي عقب أول انتخابات في عهد أمير الكويت الجديد، الشيخ مشعل الصباح.

وخلال كلمته، أشار الشيخ مشعل، إلى أن بلاده تحملت من المصاعب والعراقيل ما لا يمكن تحمله والسكوت عنه، مضيفًا: «نجد البعض يصل تماديه إلى التدخل في صميم اختصاصات الأمير واختياره لولي عهده متناسيًا أن هذا حق دستوري صريح للأمير».

انتكاسة الديمقراطية

صحيفة «واشنطن بوست»، سلطت الضوء على قرارات الأمير التي تسببت في مخاوف من أنها قد تمثل تحركًا نحو تفكيك أحد آخر الأنظمة السياسية شبه الديمقراطية في الشرق الأوسط.

ويصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية جورجيا، «مايكل هيرب»، ما حدث بأنه «انتكاسة خطيرة للديمقراطية في الشرق الأوسط حيث أن تعليق البرلمان يهدد بجعل الكويت استبدادية مثل باقي الملكيات الخليجية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى