مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية
أبوبكر أبوالمجد| تتوقع “الأمة” أن تكون المرشحة السمراء كامالا هاريس، هي أول سيدة تفوز بمقعد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ تأسيسها في الرابع من يوليو 1776، لكن كيف سيكون مستقبل هذا البلد الكبير الذي يعد القطب الأكبر لهذا العالم عقب تولي هاريس مسؤوليتها، وبعد أن تتم هزيمة رجل بذهنية دونالد ترامب، المضطربة؟!
مفاجأة محبطة
يقول وزير خارجية مصر السابق، نبيل فهمي، إن ترشيح ترامب يأتى كمفاجأة محبطة، فهذا الرجل غير المتسامح والعدوانى تجاه أى شىء لا يخدم مصالحه، بما فى ذلك خسارته بالانتخابات الماضية أمام الرئيس جو بايدن، يواجه العديد من المشكلات القانونية، والتى لم يتم حلها إلى الآن، وقد نجا مؤخرًا من محاولة اغتيال فاشلة. ورغم أن الجمهوريين فى حقيقة الأمر لم يقبلوا به، فإنهم يدعمونه مدفوعين بالخوف من موجة الدعم الشعبى التى اكتسبها.
وأوضح فهمي، أنه فى الآونة الأخيرة، تم تأكيد فوز ترامب، وكاد يُتوج كمرشح للحزب الجمهورى. وقد اختار لمنصب نائب الرئيس جى دى فانس، العضو الطموح عن ولاية أوهايو فى مجلس الشيوخ، والذى كان فى السابق أحد أشد منتقدى ترامب (من المعروف عن فانس معارضته الصارمة للمساعدات الخارجية، بما فى ذلك تقديم المساعدات لأوكرانيا)، ولكنه أصبح فيما بعد من أنصار ترامب ومؤيديه الجدد.
ولفت وزير الخارجية السايق، إلى أنه وباعتبار فانس متحدثًا لبقًا يتمتع بشخصية جذابة ومتعددة المهارات؛ فإن بإمكانه حمل راية «جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (MAGA) بعد انقضاء فترة ترامب، مضيفًا أنه من المفارقات أن الحزب الديمقراطى لم يكن أحسن حظًا من نظيره الجمهورى؛ إذ واجه هو الآخر تحديات كبيرة فى الالتفاف حول مرشحه- الرئيس الحالى بايدن- بعد أدائه الضعيف والمخزى ضد منافسه ترامب فى المناظرة التى أقيمت بينهما فى أوائل يوليو الماضى.
دعوات ديمقراطية
وأفاد فهمي، أنه على إثر انتكاسة بايدن أمام ترامب، سرعان ما دعا عدد من الشخصيات الديمقراطية البارزة وجامعى التبرعات الرئيس بايدن للانسحاب. وردًا على ذلك أكد بايدن، ومجموعة قريبة من مستشاريه وأفراد عائلته، نيته الترشح ووضع نفسه ليس فقط كمرشح قادر ولكن أيضًا كمنافس لديه أفضل فرصة لهزيمة ترامب، الذى صوروه على أنه الشيطان، ثم قاموا بعد ذلك بالتخفيف من لهجتهم بعد محاولة الاغتيال التى تعرض لها الأخير.
وأردف أنه فى ظل هذه الظروف، تم النظر فى الخيارات المختلفة لمن قد يكون بديلًا محتملًا وقويًا فى السباق الرئاسى المقبل. وفى النهاية، تم اختيار نائبة الرئيس، كامالا هاريس، كبديل للرئيس بايدن، مع اعتبار حاكم ولاية مينيسوتا، تيم فالز، نائبًا لها. وكان عدد كبير من الديمقراطيين قد امتنعوا فى البداية عن التعليق علنًا، آملين فى حدوث الأفضل، بينما كانوا قلقين بشأن السباق الرئاسى وتداعياته على مجلسى الشيوخ والنواب فى الكونجرس.
استطلاعات الرأي
وحول استطلاعات الرأي ذكر نبيل فهمي، أنه على مدار أسابيع، ظلت استطلاعات الرأى متقلبة ما بين بايدن وترامب. ولكن بعد المناظرة ومحاولة اغتيال ترامب بدا أن المشاعر تميل لصالحه. وفى الناحية الأخرى، استسلم بايدن فى نهاية المطاف لضغوط زملائه الديمقراطيين وأعلن امتناعه عن الترشح لولاية ثانية، والآن تضع استطلاعات الرأى هاريس وترامب وجهًا لوجه. ومع ذلك، لايزال من السابق لأوانه تقديم توقعات موثوقة ومبنية على الأدلة حول من سيكون الرئيس المقبل.
المستقبل
يرى وزير خارجية مصر السابق، أنه بغض النظر عن نتائج الانتخابات وهوية المرشحين، هناك العديد من الاستنتاجات المثيرة للاهتمام، والتى ينبغى للشركاء والخصوم أن يضعوها فى الاعتبار، ومن بينها النقاط التالية:
أولا: البحث هن هويتها السياسية، بين رجل رافض للنخبة والمؤسسات هو ترامب، وسيدة أقل عمرًا وتنتمي لهذه المؤسسات وتحترمها.
ثانيا: هل تستمر سياسة خارجية أمريكية أقل تدخلًا، على الرغم من أنها تظل أكثر استعدادًا للانخراط فى الخارج مقارنةً بأغلب الدول الأخرى.
ثالثا: سواء فاز ترامب أم أى رئيس ديمقراطى آخر، فسيكون هناك إحجام عن تخصيص الموارد الأمريكية، خاصة ما يتعلق بنشر القوات العسكرية خارج الحدود.
رابعًا: ترامب أو هاريس سيسعيان لعدم التورط في حرب مع روسيا، وإن كان ترامب عنده رصيد عند بوتين دون شك.
خامسا: حلف شمال الأطلسى يرحب أكثر بأى مرشح ديمقراطى؛ إذ ينظر إلى ترامب وفانس الجمهوريين على أنهما مثيران للمشاكل بسبب إيمانهما بأن أمريكا تتحمل الكثير من الأعباء بينما يستفيد حلفاؤها.
سادسا: لا يستطيع الديمقراطيون ولا الجمهوريون الانفصال اقتصاديًا عن الصين. ومع ذلك يبدو الديمقراطيون أكثر صرامة، إذ قاموا بالفعل بتنفيذ عقوبات اقتصادية مختلفة فى حين ظلوا رسميًا ملتزمين بسياسة الصين الواحدة.
سابعا: فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فإن مواقف الديمقراطيين والجمهوريين متشابهة حاليًا إلى حد كبير؛ إذ يقدم كلا الحزبين التزامًا ثابتًا لإسرائيل، على الرغم من عدم ارتياح إدارة بايدن لنتنياهو. ورغم أن كلا الحزبين يفضل حل القضية الإسرائيلية- الفلسطينية؛ فإن أيًا منهما لن يتنازل عن موقفه من أجل الصواب والخطأ؛ ومن ثم فإن حل الدولتين سيظل بعيد المنال، بل وأكثر بعدًا فى عهد ترامب.