في تصعيد جديد ضد الممتلكات الطبيعية الفلسطينية، أقدم مستوطنون إسرائيليون اليوم الثلاثاء على تدمير محمية طبيعية في قرية كيسان شرق بيت لحم، في اعتداء وصفه السكان المحليون بأنه ممنهج ومدعوم من قوات الاحتلال.
وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، قام المستوطنون بتدمير المرافق الحيوية داخل المحمية، حيث طالت أعمال التخريب برك المياه، الملاجئ، الأشجار، كاميرات المراقبة، آبار المياه، الألواح الشمسية، والمولدات الكهربائية.
السكان أكدوا أن قوات الاحتلال وفّرت الحماية المباشرة للمستوطنين أثناء تنفيذ الاعتداء، مما يؤكد تنسيقًا واضحًا بين الجانبين في فرض واقع جديد على الأرض.
المحمية المتضررة كانت تُعدّ من المساحات البيئية القليلة التي يخدمها المجتمع المحلي في كيسان، وهي قرية محاصرة بمستوطنات إسرائيلية عدّة
وتتعرض باستمرار لهجمات تطال مصادر رزق السكان وأمنهم البيئي. سكان القرية الذين لا يتجاوز عددهم 600 نسمة، أصبحوا في مواجهة شبه يومية مع سياسات التوسع الاستيطاني، حيث تم الاستيلاء على معظم أراضيهم خلال السنوات الماضية.
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها كيسان للاعتداء، ففي فبراير الماضي قام أحد المستوطنين بتدمير شبكة مياه الشرب الوحيدة التي تخدم عدة عائلات في القرية، وسط صمت دولي وتغاضٍ من المجتمع الدولي.
هذا الاعتداء، الذي استهدف البيئة والحياة الطبيعية، ليس فقط هجومًا على البنية التحتية بل يُعدّ جزءًا من استراتيجية أشمل تهدف إلى تهجير السكان الأصليين وتوسيع السيطرة الاستيطانية في المنطقة، ما يجعل الوضع في كيسان نموذجًا صارخًا لما تواجهه القرى الفلسطينية الواقعة في مناطق التماس مع الاستيطان.
السكان، من جهتهم، ناشدوا المؤسسات الحقوقية والبيئية المحلية والدولية للتدخل العاجل، مطالبين بحماية ما تبقى من أرضهم ومواردهم الطبيعية. ورغم كل ذلك، يبقى السؤال مطروحًا: إلى متى يستمر الصمت أمام هذا النوع من الجرائم البيئية التي تُرتكب في وضح النهار؟.