مشاورات أمريكية إماراتية تؤجل التصويت علي قرار جديد لمجلس الأمن لوقف حرب غزة
كشفت مصادر عن تأجيل تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار حول الوضع في غزة والذي كان مقررا الإثنين، إلى الثلاثاء لإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات حول النص المقترح، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
ويدعو مشروع القرار الذي طرحته الإمارات كافة الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ويطلب من الأمانة العامة للأمم المتحدة إنشاء آلية لمراقبة المساعدات.
كما يطالب مشروع القرار الأمم المتحدة بتأكيد أن المساعدات “إنسانية” وبتقديم معلومات إلى “السلطة الفلسطينية وإسرائيل” حول أنواعها، ويدعو إلى توفير الوقود اللازم لتوزيع المساعدات.
ويطالب مشروع القرار أيضًا بالإفراج عن جميع الرهائن (الأسرى)، ويدين أي انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
وذكرت المصادر أن الولايات المتحدة تطالب بإجراء تعديل على عبارة “إنهاء الاشتباكات” الواردة في نص مشروع القرار.
واستخدمت الولايات المتحدة في التاسع من ديسمبر الجاري حق النقض ضد مشروع قرار للمجلس يدعو إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في غزة حيث تواصل إسرائيل حملة قصف مدمرة وهجوما بريا واسع النطاق.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا غير ملزم بهذا الصدد بغالبية 153 صوتا من أصل الدول الأعضاء الـ193، في حين صوتت 10 دول ضده، وامتنعت 23 عن التصويت.
ويتعرض مجلس الأمن لانتقادات شديدة منذ اندلاع الحرب على غزة، إذ لم ينجح سوى في إصدار قرار واحد في منتصف نوفمبر الماضي يدعو إلى “هدنات وممرات إنسانية”، فيما تم رفض 5 مسودات، منها اثنتان بسبب استخدام واشنطن حق النقض.
ويأتي تصويت اليوم فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ74 على التوالي مخلفا دمارا هائلا وأزمة إنسانية وصحية متفاقمة، وعددا من الشهداء تجاوز 19 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن أكثر من 52 ألف مصاب.
من ناحية أخري أكدت مصادر دبلوماسية تم التوصل إلى تفاهم حول اتفاق مبدئي بين مفاوضي البعثتين الاماراتية والأمريكية على لغة مشتركة للفقرة الثانية “الفقرة الصعبة في مشروع القرار الاماراتي المصري الفلسطيني – نظرا لموقف الادارة الامريكية – وهي فقرة تطالب بوقف عاجل ومستدام للاعمال العدائية.
وافادت المصادر أن الاتفاق بين البعثتين على اللغة الجديدة مازال مرهونا بموافقة البيت الأبيض عليه بعد ان ارسلت به اليهم البعثة الامريكية في نيويورك ليلة البارحة، معلنة موافقة البعثتين عليه، ولكن ذلك سيتطلب موافقة “مجلس الامن القومي الامريكي لاعتماده في القرار “
. تفاصيل اللغة الجديدة للفقرة الثانية لم تفصح عنها مصادرنا، فهم يحافظون عليها كسر صناعة القنبلة الهيدروجينية، لانها مازالت تحتاج إلى ختم الموافقة من البيت الأبيض، ولكنها وبكل تأكيد انفراجة -قد- تبشر بفرص أكبر لتمرير مشروع القرار الاماراتي المصري الفلسطيني، عند التصويت عليه في مجلس الامن.
واشارت المصادر إلي أن الولايات المتحدة وبكل تآكيد لا تريد استخدام الفيتو ثانية أمام الرأي العام العالمي ضد مشروع قرار إنساني بالدرجة الاولى، وهي حقيقة أدركها المفاوضون الإماراتيون جيدا فضغطت الامارات في المفاوضات الثنائية بكل ما تملك خلال اليومين الماضيين، من اجل الحصول على أقصى قدر من التنازلات الأمريكية.
ولفتت المصادر إلي أن المفاوضات بين البعثتين الامريكية والاماراتية استمرت إلى وقت متاخر ليلة الاحد، ونسق خلالها الجانب الاماراتي المفاوض عن قرب وبصورة كاملة مع البعثتين المصرية والفلسطينية في نيويورك. ونستطيع ان نرجح الان ان مشروع القرار الإماراتي المصري الفلسطيني يحظى بفرصة أكبر في الحصول على الاجماع داخل مجلس الامن الليلة، إذا ما أقر البيت الأبيض اللغة المقترحة البارحة من البعثتين الأمريكية والاماراتية في نيويورك