الأمة الثقافية

مصريات: “معبد دندرة”

زينب كامل الشرقاوي

دندرة: هو الاسم العربي للبلدة المصرية القديمة “أيونت”.

يقع معبد دندرة على الضفه الغربية لنهر النيل، على بُعد حوالي 5 كم شمال غرب مدينة قنا،

كانت عاصمة الإقليم السادس من أقاليم مصر العليا، وعُبد فيها الثالوث (حتحور، وحور بحدتي، وابنهما إحي)

يرجع إنشاء معبد دندرة الحالي للعصرين اليوناني والروماني، بداية من عهد (بطليموس التاسع) (سوتير الثاني) الذي حكمَ في عام 116ق.م، وانتهى في عهد الإمبراطور الروماني تراجان، في عام 117م.

تميّز معبد دندرة بالتيجان الحتحورية الرائعة، ومناظر الأبراج السماوية التي تزيّن سقوفه، وأسطورة اتحاد حتحور مع قرص الشمس، ومقصورة الإلهة نوت إلهة السماء، والتي لم تمثل في أى أثر في مصر كما مُثلت في هذا المعبد، والقبو (الممرات المنقورة تحت مستوى أرضية المعبد) الذي كان مخصصاً لحفظ أدوات الطقوس الخاصة بالإلهة حتحور، ثم الدرج المؤدي إلى سطح المعبد، والذي يشيع الرهبة في نفوس الصاعدين من خلال الظلمة التي يخترقها ضوء خافت من كوات جانبية، وعلى سطح المعبد نرى مقصورة اتحاد حتحور مع قرص الشمس، ثم الحجرات التي مُثلت على جدرانها قصة موت وبعث أوزير، والزودياك الذي استقر في متحف اللوفر.

ويتميز المعبد أيضا بأن أحد جدرانه الخارجية يتضمن منظراً فريداً في مصر كلها، وهو الذي يمثل الملكة كيلوباترا السابعة وأمامها ابنها وهما يتعبدان للإلهة.

تعد واجهة معبد دندرة من روائع الواجهات الخاصة بالمعابد المصرية القديمة، حيث يبلغ عرضها 35 متراً، ويبلغ ارتفاعها 12,5 متراً، يتصدر الواجهة ستة أعمدة متوجة برؤوس حتحورية على شكل الصلاصل الموسيقية التي يطلق عليها “السيستروم”.

يعتبر المعبد في حالة جيدة بالنسبة إلى المعابد المشابهة لتلك الفترة الزمنية، وطريقة الإضاءة التي تضاء بها غُرف القاعة تكاد تكون مطابقة تماما لتلك الطريقة التي كانت تضاء بها القاعة في العصور القديمة.

—————-

زينب كامل الشرقاوي (كلية آداب أسيوط، قسم الآثار)

المصدر: كتاب “مدخل إلى علم الآثار اليونانية والرومانية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights