أعلنت مصر أن إسرائيل ستفرج عن أكثر من 1890 أسيراً فلسطينياً ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والمقرر أن تبدأ الساعة 08:30 من صباح الأحد بالتوقيت المحلي.
أعلنت القاهرة، في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، نجاح جهودها الدبلوماسية المكثفة، التي قامت بها بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيانها إن المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تستمر 42 يوما، ستشهد إطلاق حماس سراح 33 أسيراً إسرائيلياً مقابل إطلاق إسرائيل سراح أكثر من 1890 أسيراً فلسطينياً.
وذكر البيان أن مركز عمليات مشتركا مقره مصر سيشرف على تبادل المعتقلين وتسليم المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد عقب استئناف العمليات في معبر رفح .
والتزم الوسطاء بضمان تنفيذ الاتفاق عبر مراحله الثلاث ضمن الجدول الزمني المتفق عليه، مما ينهي الكارثة الإنسانية التي عانى منها سكان غزة منذ أكثر من عام.
لقد أودت الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة بحياة ما لا يقل عن 46899 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن إصابة أكثر من 110 آلاف آخرين. وقد أدى هذا الدمار إلى تحويل الأراضي الفلسطينية إلى أنقاض، مما جعلها غير صالحة للسكن إلى حد كبير.
وأعربت مصر عن أملها في أن يكون وقف إطلاق النار بمثابة بداية لجهود أوسع نطاقا، داعية إلى التعاون الإقليمي والدولي لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
ودعت المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، إلى دعم وتثبيت الاتفاق، وتثبيت وقف دائم لإطلاق النار، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وحث البيان أيضا على التحرك السريع لتنفيذ خطة شاملة لإعادة إعمار غزة.
وتؤكد مصر على أهمية الإسراع في إعداد خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الطرفين، وتمهيد الطريق للعودة إلى المفاوضات، واتخاذ الخطوات اللازمة لحل القضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين، وفقاً للقرارات الدولية.
ويجب أن يتضمن هذا الإطار إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بحسب النص.
وأكدت مصر التزامها بالعمل مع شركائها، بما في ذلك قطر والولايات المتحدة، لضمان الاستقرار والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما وجهت القاهرة الشكر لقطر على تعاونها المثمر والمستمر في تيسير التوصل إلى الاتفاق.
كما أشاد بالدور المحوري الذي تلعبه الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس ترامب ومساهمات الرئيس جو بايدن في حل الأزمة.
وأكد البيان على الجهود المصرية المبذولة منذ بداية الأزمة لاحتواء تداعياتها على كافة المستويات.
“تم تشكيل لجنة دائمة لرصد الأزمات، والتركيز على تكثيف توصيل المساعدات إلى غزة للتخفيف من معاناة الحرب.”
فتحت مصر معبر رفح من جانبها مرارا وتكرارا للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون انقطاع واستقبال الجرحى، حتى اجتاحت إسرائيل رفح واستولت على الجانب الفلسطيني من حدود المعبر في مايو/أيار 2024.
قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي إن 50 شاحنة وقود ستدخل قطاع غزة عندما يبدأ وقف إطلاق النار يوم الأحد.
وقال عبد العاطي إن القاهرة تسمح “بدخول 600 شاحنة يوميا إلى القطاع، بما في ذلك 50 شاحنة وقود”.
اصطفت مئات الشاحنات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي ـ الذي كان في السابق نقطة دخول حيوية للمساعدات، قبل أن يتم إغلاقه منذ مايو/أيار الماضي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده السبت مع نظيره النيجيري، قال عبد العاطي “نأمل أن تتجه 300 شاحنة إلى شمال قطاع غزة”، حيث يعيش الآلاف محاصرين في ظروف وصفتها وكالات الإغاثة بأنها كارثية.
وحذر العاملون في المجال الإنساني من التحديات الهائلة التي قد تعيق عمليات الإغاثة – بما في ذلك تدمير البنية التحتية التي كانت تعالج الشحنات في السابق.
وبحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول، تم تدمير أو إتلاف ما يقرب من 69 في المائة من المباني في الأراضي الفلسطينية، وفقا للأمم المتحدة.
لقد نزح ما يقرب من جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل، ويأمل الكثير منهم في العودة إلى الشمال، حيث تمارس إسرائيل بنشاط التطهير العرقي إذا صمدت الهدنة.