تقاريرسلايدر

مصر.. الاستثمار في الاقتصاد الأزرق

الأمة| ركز المنتدى البيئي الساحلي الثاني عشر هذا العام على الاستفادة من عجائب البحر الأحمر في مصر مع تقديم وسائل مبتكرة للحفاظ عليها.

نظم الاتحاد العربي للشباب والبيئة المنتدى البيئي الساحلي الثاني عشر تحت شعار “تغير المناخ: اهتمام مشترك؛ الاقتصاد الأزرق: فرص مستدامة” في الفترة من 1 إلى 5 أغسطس/آب هذا العام.

تحتوي البيئات الساحلية في مصر على أنظمة بيئية مميزة تزخر بالتنوع البيولوجي، وهي ذات قيمة ليس فقط لجمالها المذهل ولكن أيضًا لدورها المحوري في تعزيز السياحة البيئية والحفاظ على المحميات الطبيعية.

وقال ممدوح رشوان الأمين العام لاتحاد الشباب العربي، في كلمته خلال الحفل، إن “المنتدى استضاف 150 شابا وشابة من 22 دولة عربية وأفريقية وخمس جامعات مصرية”.

وأضاف أن الدورة الحالية أقيمت بناء على موافقة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في دورته السابعة عشرة في 28 فبراير/شباط من خلال القرار 1124، وتم تنظيمها تحت رعاية إدارة البيئة والشباب والرياضة بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والمجلس العربي للمياه والمركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) ونقابة المزارعين وقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة ومحافظة البحر الأحمر.

وقال رشوان “يعتمد ملايين البشر في جميع أنحاء العالم على الصيد والسياحة والتجارة البحرية في معيشتهم. ووفقًا لتقديرات البنك الدولي في عام 2017، تولد الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالمحيطات 2.5 تريليون دولار سنويًا على مستوى العالم. وعلاوة على ذلك، كشفت دراسات من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عام 2021 أن المحيطات تمتص حوالي 30 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية”.

وأضاف أن الهدف الأساسي من المنتدى هو “تعريف المشاركين بالعجائب الطبيعية التي تتمتع بها محافظة البحر الأحمر، بما في ذلك المحميات الطبيعية والجزر البحرية”، كما تضمن برنامجًا شاملًا يضم رحلات علمية وترفيهية وسياحية، مثل زيارة جزيرة الجفتون في البحر الأحمر. وقال رشوان: “ينفذ المنتدى أيضًا مبادرات شبابية مختلفة تهدف إلى حماية البيئة وتعزيز السياحة المستدامة، مثل حملة تنظيف شواطئ البحر الأحمر وزراعة أشجار المانجروف”.

تضم منطقة البحر الأحمر في مصر ثلاث محميات طبيعية خلابة تعد من أروع المحميات على مستوى العالم، وتضم مناطق بحرية وبرية، وهي محمية الجزر الشمالية في شمال البحر الأحمر، ومحمية وادي الجمال في مرسى علم، ومحمية علبة في الجزء الجنوبي من محافظة البحر الأحمر.

وأضاف رشوان أن “محمية الجزر الشمالية تتمتع بأهمية خاصة، حيث تضم بعضاً من أشهر مواقع الغوص في العالم، وتضم 16 جزيرة من إجمالي 44 جزيرة في المنطقة المحيطة بها، كما أنها بمثابة موطن حيوي لتكاثر العديد من الأنواع البحرية النادرة مثل السلاحف الخضراء”.

وأوضح أحمد غلاب مدير المحميات البحرية والجزر الشمالية بمحافظة البحر الأحمر للمشاركين في المنتدى أن محمية الجزر الشمالية تعد من المحميات الرائدة على مستوى العالم والتي تجذب آلاف السائحين سنويا لما تتميز به من مواقع غوص مميزة، حيث تمتد المحمية على مساحة 2000 كيلو متر مربع وتتميز بوجود منطقة نادرة من الشعاب المرجانية ربما يعود تاريخها إلى ملايين السنين والمعروفة بشعاب عرق وفانوس أو “جنة محمية الجزر الشمالية”.

وأضاف غلاب أن هذا الموقع الذي تقطنه مجموعات كبيرة من الدلافين أصبح مقصدا مرغوبا وموقعا مميزا للغوص للسياح.

وفي اليوم الثاني من المنتدى، استكشف الشباب المشاركون جزيرة الجفتون، إحدى أهم الثروات الطبيعية في محافظة البحر الأحمر. وقال غلاب إن “جزيرة الجفتون محاطة بالعديد من الجزر الأخرى، وكل منها تقدم مجموعة من الأنشطة مثل الغوص والسباحة، بما في ذلك جزيرة أبو منقار، ومجاويش، وشعاب الفانوس، المشهورة بتنوعها البيولوجي النادر”.

وأشار غلاب إلى الوضع الحرج الذي تعيشه العديد من الشعاب المرجانية على مستوى العالم، معرباً عن مخاوفه من الخسائر الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وحوادث التبييض التي أثرت على هذه النظم البيئية في السنوات الأخيرة. وأشار إلى الدعم الذي تقدمه وزارة البيئة برئاسة الوزيرة ياسمين فؤاد لتوفير البحوث وتعزيز الموارد لحماية البيئة الطبيعية في البحر الأحمر.

وأضاف أن الوزارة زودت محافظة البحر الأحمر بقوارب للحد من الصيد الجائر وتنفيذ برامج الدوريات ورصد أوضاع الشعاب المرجانية وتعشيش السلاحف وتنسيق الجهود لحماية التنوع البيولوجي والموارد المائية في البحر الأحمر، كما نفذت برامج تعليمية في المدارس.

وأضاف غلاب أن “محميات البحر الأحمر تضم الشعاب المرجانية الصلبة والناعمة، وتتمتع بمجموعة متنوعة من الحياة البحرية التي تضم 250 نوعًا من الشعاب المرجانية، و1100 نوع من الأسماك، و43 نوعًا من أسماك القرش، إلى جانب نبات المانجروف Avicennia marina الذي يوجد فقط في مصر. بالإضافة إلى ذلك، تدعم المنطقة 12 نوعًا من الأعشاب البحرية وتستضيف نوعين من السلاحف البحرية التي تعشش على شواطئ البحر الأحمر”.

وأكد على الدور المحوري الذي تلعبه الشعاب المرجانية في دعم تجمعات الأسماك، وقال إن “أسماك القرش تساهم بنحو 120 ألف دولار سنويا في الاقتصاد السياحي، بينما تساهم الدلافين بنحو 1.85 مليون دولار. وتقدر القيمة الاقتصادية للمتر المربع من الشعاب المرجانية بنحو 300 دولار”.

وفي الوقت الحاضر، «يوجد في البحر الأحمر 2500 قارب سياحي، وأكثر من 1000 سفينة صيد، و1200 عوامة تهدف إلى حماية الشعاب المرجانية والحياة البحرية».

الشرق والغرب. وقد أطلق عليه الإغريق القدماء أسماء مختلفة، منها بحر القلزم عند العرب، ويستمد البحر “حمرته” المميزة إما من لون الجبال التي تصطف على شواطئه أو من وجود الشعاب المرجانية في مياهه. 

ويتم تعزيز هذا اللون المميز من خلال الطحالب والعوالق البحرية ذات الصبغة الحمراء، والتي عندما تضيئها أشعة الشمس، تعطي البحر مظهره المحمر.

تتميز محميات البحر الأحمر بأنها محميات طبيعية بالغة الأهمية ومتنوعة في مصر، حيث تضم مناطق ساحلية وبحرية وجزر وغابات المانجروف. ومن بين المحميات البحرية البارزة جزيرة وادي الجمال، التي تشتهر باستضافة أعداد كبيرة من الصقور وأنواع الطيور المقيمة والمهاجرة مثل طيور النورس والسنونو والعقاب النساري والملاعق والبلشون الصخري. 

وتشتهر الجزيرة أيضًا بمواقع الغوص الرائعة وموائل السلاحف البحرية وأشجار المانجروف والشعاب المرجانية المحيطة.

وتشكل جزر حماطة الأربع، وهي شوريت وسيال وأم الشيخ ومحبس، مجموعة بارزة أخرى في محميات البحر الأحمر وتتميز بمواقع الغوص ذات المستوى العالمي. وتعد شعاب ساتيه الموطن الثاني للدلافين الدوارة بعد شاطئ صمداي، أيضًا على البحر الأحمر.

/الأهرام/

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى