كشفت هيئة الاستعلامات العامة المصرية، في تقرير اقتصادي حديث، عن خطة طموحة لعدد من الشركات المصرية لتنفيذ مشروعات إعادة إعمار في ليبيا بقيمة تُقدّر بنحو 5 مليارات دولار، في خطوة جديدة تعكس تسارع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وتكرّس لمكانة مصر بوصفها الشريك التجاري الأكبر لليبيا.
مصر… الشريك التجاري الأول لليبيا
التقرير نقل عن أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، خلال مشاركته في منتدى الأعمال المصري الليبي الذي عُقد في 19 يوليو الجاري، أن الصادرات المصرية إلى ليبيا تخطت حاجز الملياري دولار، وهو ما يعزّز من مكانة القاهرة بوصفها الشريك التجاري الأول لطرابلس. ويأتي هذا التبادل النشط في إطار ما وصفه الوكيل بـ”رغبة متبادلة في تكثيف الشراكة الاقتصادية وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات المشتركة”.
تراجع الاستثمارات الليبية في مصر
في المقابل، أشار الوكيل إلى تراجع ملحوظ في الاستثمارات الليبية داخل السوق المصرية، بنسبة تصل إلى 25%. فبينما كانت ليبيا تحتفظ بموقع متميز على خارطة الاستثمار الأجنبي في مصر، تقلّص عدد الشركات الليبية العاملة إلى نحو 511 شركة فقط، برأسمال مسجّل يبلغ 4 مليارات دولار، لكن الاستثمارات الفعلية منها لا تتجاوز 2.4 مليار دولار.
استثمارات مصرية غير مسبوقة في ليبيا
أما على الجانب الآخر، فقد أشار التقرير إلى أن الاستثمارات المصرية في السوق الليبي تجاوزت للمرة الأولى حاجز 2.5 مليار دولار، وهو ما يشير إلى تفوّق مصر الاستثماري في العلاقة الثنائية، وهو أمر يُعد سابقة لم تحدث من قبل. ويعكس هذا التحول رغبة واضحة من الشركات المصرية في التوسع داخل ليبيا، لا سيما في ظل الفرص الواعدة التي يتيحها ملف إعادة الإعمار في البلد الغني بالموارد والذي يشهد تحولات سياسية وأمنية متسارعة.
أفق جديد للتعاون الاقتصادي
هذه الأرقام تعكس – بحسب مراقبين – تحوّلاً استراتيجياً في العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وطرابلس، وتفتح الباب أمام شراكات أوسع في قطاعات مثل البنية التحتية، والإسكان، والطاقة، والنقل، والخدمات اللوجستية، خاصة مع وجود دعم حكومي معلن من كلا الطرفين لتعزيز التعاون الثنائي وتذليل العقبات البيروقراطية.
ومن المنتظر أن تتوسع هذه الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة مع توقيع اتفاقيات إضافية وتفعيل ما تم التوصل إليه خلال المنتديات الثنائية، ما يجعل السوق الليبي إحدى أولويات الاستثمار المصري في المرحلة القادمة.