د. خالد سعيد يكتب: احذروا التطبيع بالجَمال

اشتعلت مواقع التواصل تعليقاً ومزاحاً وانبهاراً بمشاهد بعض «الأسيرات» من بين صفوف العدو، مع ما يبدو على وجوههن من تعبيرات ناطقة بالامتنان وربما الإعجاب بآسريهم من جنود الحق وأبطال الطائفة المنصورة بأرض الصمود والبطولة.
وهذا وإن كان طبيعياً بعدما رأت تلكم الأسيرات الشهامة والرجولة متجسدة ربما لأول مرة؛ حيث تعشن بين أفيخاي وإيلي ومردخاي وإلياهو وأشكال لا يعلم بها إلا الله.
ولكنني رأيت في المشهد وجهاً آخر كصورة من صور التطبيع العكسية، يظهر فيها الانبهار بالجمال والنعومة؛ كإحدى أخطر صور التقبل النفسي، وإنكم يا عباد الله وإن لم تكونوا على خطوط القتال؛ إلا أنكم تجاهدون عدوكم مع إخوانكم بدعائكم وحرقة قلوبكم وتأييدكم لهم ومقاطعتكم لعدوهم، وهذا هو الشعور الذي ينبغي أن يتحرك به كل مسلم ومؤمن، ولا يليق بمجاهد أيا كان موقعه ان ينظر لمثل هذا في خضم المعركة.
وإن كان إخوانكم قد أجبروا كثيراً من الشعوب الغربية على التطبيع مع قضيتهم بالرجولة، فلا تعطوا عدوكم فرصة التطبيع معكم بالجمال والنساء، فإن بعض المجندات أجمل من هذه وأكثر نعومة، لكنهن تقصفن وتقتلن من أطفالنا ونساءنا ورجالنا الآلاف كل يوم.
وإن وجهاً من وجوه الأسيرات المحررات لهو أجمل من هذه وأطهر وأنقى مائة مرة، ولو شوهه حريق قدري أهمل المجرمون علاجه حتى غيب جماله وكاد يقضي عليها.