اقتصاد

مصر تطلق استراتيجيتي “المدن الذكية الوطنية” و”العمران الأخضر الوطني” 

أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين، استراتيجيتي “المدن الذكية الوطنية” و”العمران الأخضر الوطني”، اللتين تهدفان إلى تعزيز الجهود الوطنية الجارية في مجال التوسع الحضري، وذلك خلال حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي بالقاهرة.

وقال السيسي خلال كلمته إن المنتدى الحضري العالمي يعقد في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات عالمية متتالية، من حروب مدمرة وتداعياتها الكارثية على المدن والمجتمعات الحضرية وجميع مناحي الحياة.

وشدد على ضرورة حشد الجهود وممارسة الإرادة السياسية لإحلال السلام وإنهاء الصراعات وإعطاء الأولوية للتنمية والإعمار وإعادة البناء.

وأضاف أنه “وعندئذ فقط يمكننا الشروع في جهود جادة لمعالجة التحديات الحضرية في المجتمعات التي مزقتها الحروب والقتال والنزوح والمجاعة والأمراض”.

وأضاف السيسي أن الحروب والصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع غزة ولبنان، ربما تكون بمثابة تذكير صارخ بالخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول نتيجة اختيارها الحرب والصراع على السلام والاستقرار.

وقال إن “المعاناة اليومية التي تعيشها شعوب هذه الدول تتطلب استجابة عاجلة وقوية لوقف إراقة الدماء والدمار والبدء في إعادة الإعمار والتنمية”.

وأكد السيسي أن مصر أثبتت باستمرار التزامها بدعم أشقائها في إنهاء العنف وتخفيف حدة تداعياته الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.

وجذب المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر العديد من رؤساء الدول والشخصيات الدولية البارزة، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ويان فان زانين، رئيس بلدية لاهاي، وأناكلوديا روسباخ، وكيلة الأمين العام والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

وحضر الحفل أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وألقوا كلمات في الحفل.

وفي كلمة افتراضية، وصف الأمين العام للأمم المتحدة مدينة القاهرة المستضيفة للمنتدى بأنها مدينة ضخمة نابضة بالحياة ومغناطيس للابتكار والإبداع لأكثر من ألف عام، معرباً عن تطلعه إلى المزيد من الفرص للتنمية الحضرية المستدامة خلال المنتدى.

وأشار غوتيريش أيضًا إلى أن المدن هي محركات قوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية ومحفزات للحلول المستدامة، معتبرا أن السلطات المحلية والإقليمية ضرورية لحل العديد من القضايا وعلى كل المستويات، بما في ذلك الأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه، أكد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على نشأة المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، مشيرا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة وافقت على المنتدى قبل 23 عاما باعتباره مؤتمرا غير تشريعي – وهو مكان يجتمع فيه أصحاب المصلحة ويتشاركون الآراء.

وأضافت أنه “تم الاعتراف به لاحقًا أيضًا باعتباره إحدى المنصات لرصد وإعداد التقارير بشأن الأجندة الحضرية الجديدة والتزامنا العالمي المشترك بالتوسع الحضري المستدام”.

من جانبه، أعرب عمدة مدينة لاهاي عن سعادته بالمشاركة في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، وقال: “أشعر بالفخر والسرور لتمثيل الدائرة المنظمة ذاتيا من الحكومات المحلية والإقليمية المجتمعة ضمن فريق العمل العالمي”.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسية اليمنية أن الرئيس السيسي يقود نهضة عمرانية غير مسبوقة في مصر.

وحول الأزمة اليمنية ، أعرب العليمي عن شكره لمصر وأعضاء تحالف دعم الشرعية في اليمن على جهودهم، مشيرا إلى أن البلاد تكبدت خسائر تزيد عن 650 مليار دولار بسبب الحرب المستمرة.

من جانبه، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان أن مصر حققت إنجازات كبيرة ونهضة تنموية شاملة، أثبتت قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص بقيادة السيسي.

وتطرق البرهان إلى الحرب الدائرة في السودان ، مشيرا إلى أن الشعب السوداني يواجه معركة تستهدف مستقبله وموارده الوطنية، مؤكدا أن شعب السودان وقواته المسلحة عازمون على الحفاظ على الدولة.

كما أكد الرئيس الفلسطيني على الخطوات الكبيرة التي قطعتها مصر في مجال بناء المدن الحضرية المستدامة.

وتطرق عباس أيضا إلى العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة ، مشيرا إلى أن مشاركته في المنتدى تأتي في ظل الدمار والإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إن “80% من منازل غزة ومرافقها ومستشفياتها ومدارسها تعرضت للتدمير”، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي يفرض تحديات كبيرة تعيق التنمية الحضرية المستدامة في فلسطين.

يعقد المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر ، في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024 تحت شعار “كل شيء يبدأ من المنزل: إجراءات محلية من أجل مدن ومجتمعات مستدامة”، بدعوة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل). ويمثل هذا عودة المنتدى إلى أفريقيا لأول مرة منذ أكثر من عشرين عامًا.

أسست الأمم المتحدة المنتدى الحضري العالمي في عام 2001، حيث عُقد أول حدث له في نيروبي بكينيا في عام 2002. ومنذ ذلك الحين، عُقد المنتدى الحضري العالمي كل عامين في مدن مختلفة حول العالم. ويُعترف به الآن باعتباره ثاني أهم حدث للأمم المتحدة بعد قمة المناخ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى