مصر والسودان تتفقان على تشكيل فريق عمل مشترك لإعادة الإعمار
كتب: سهيل علي
أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، عن اتفاقه مع نظيره السوداني، علي يوسف الشريف، على تشكيل فريق عمل مشترك يهدف إلى التركيز على إعادة إعمار السودان بمشاركة فعالة من الشركات المصرية. جاء ذلك خلال اجتماع بين الوزيرين ناقشا فيه سبل تعزيز التعاون الثنائي ودعم استقرار السودان، معربين عن الأمل في إنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأكد عبد العاطي أن مصر تتابع بقلق بالغ التطورات في السودان، مشيرًا إلى أن استعادة السلام والأمن في البلاد يمثلان أولوية قصوى لدعم التنمية وإعادة الإعمار. وأضاف: “نأمل في سرعة إنهاء هذه الحرب التي تسببت في معاناة كبيرة للشعب السوداني الشقيق”.
أمن البحر الأحمر على طاولة النقاش
كما ناقش الوزيران قضية أمن الملاحة في البحر الأحمر، حيث أكد عبد العاطي أن أمن البحر الأحمر يقتصر على الدول المطلة عليه، مشيرًا إلى أن مصر تواصل مشاوراتها مع السودان حول هذا الملف الحيوي في ظل التحديات الإقليمية والداخلية التي تواجهها المنطقة.
وشدد عبد العاطي على أن “السلامة الإقليمية للسودان خط أحمر”، معربًا عن رفض مصر لأي محاولات لتشكيل أطر موازية للإطار السياسي القائم في السودان. وجاءت تصريحاته في إشارة واضحة إلى الميثاق الذي وُقع في العاصمة الكينية نيروبي، والذي يقضي بتشكيل حكومة سلام انتقالية موازية لقوات الدعم السريع، وهو ما تعتبره الحكومة المصرية تهديدًا لوحدة السودان واستقراره.
مصر تدعم وحدة السودان
أكد عبد العاطي أن مصر تدعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في السودان عبر الحوار الوطني الشامل، معتبرًا أن أي حلول خارج الإطار السياسي القائم لن تكون مستدامة. وقال: “نرفض أي تدخلات خارجية أو محاولات لتقسيم السودان أو إضعاف مؤسساته الشرعية”.
يأتي هذا الاتفاق بين مصر والسودان في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية وأمنية كبيرة، حيث تسعى مصر إلى لعب دور محوري في دعم استقرار جارتها الجنوبية، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين.
تشكل الاتفاقية بين مصر والسودان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثنائي ودعم جهود إعادة الإعمار في السودان. ومع ذلك، يبقى تحقيق السلام الشامل والعادل التحدي الأكبر الذي يواجه السودان، حيث تحتاج جميع الأطراف إلى التوافق على رؤية موحدة لبناء مستقبل مستقر للبلاد.