الأحد سبتمبر 8, 2024
حوارات سلايدر

مصطفى النعيمي يكشف إستراتيجية إيران الجديدة في ظل رئاسة “بزشكيان”

المسجد الأقصى حسب العقيدة الشيعية في السماء فكيف يدافعون عنه؟

الغرب يستخدم مع إيران نظرية “الصبر الإسترتيجي” لكنه لن يمكمها من صناعة القنبلة

حوار: أبوبكر أبوالمجد| هو مصطفى النعيمي، المتخصص بالشأن الإيراني، وتدخلاتها في المنطقه العربيه لا سيما في سوريا لبنان العراق اليمن. يعمل باحثًا مشاركًا في المنتدى العربي لتحديد السياسات الإيرانيه بالقاهرة.

 

حاورته “الأمة” بعد فوز مسعود بزشكيان برئاسة إيران في انتخابات غاب عنها الناخبون بنسبة قاربت على 90%، بهدف الوقوف على رؤيته للتوجهات الخامنئية في ظل الإصلاحيين، وهل ثمة خلاف بين الأصوليين والإصلاحيين في ظل هيمنة المرشد على خامنئي على كل السلطات؟

** ما هو مستقبل إيران في ظل رئاسة بزشكيان، وهل كان الاختيار الأفضل لخامنئي؟

 

اعتقد بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أو غيره من الرؤساء الذين كانوا من المفترض أن يكونوا بدلًا منه كمرشحين منافسين له لن يغيروا السياسه الخارجيه الإيرانيه في تعاطيها مع الملفات الإقليمية لا سيما في بؤر الصراع. وهنا أتحدث عن ملفات، العراق سوريا لبنان اليمن، وما زلنا نشاهد أن هنالك تحرك بنذات الاستراتيجيه لا سيما في الأزمه العراقية، حيث نلاحظ أن ما يطلق عليها فصائل المقاومه الإسلاميه تعمل مع ما يطلق عليها أيضًا اأنصار الله الحوثي على استهداف الولايات المتحده واسرائيل في مياه البحر الأحمر، إضافة إلى البحر الأبيض المتوسط، في دلالة واضحه على أن النهج الإيراني في استهداف خصومه ما زال مستمرًا، وعلى تنسيق كبير، ليس فقط في سوريا وإنما ربما قد يكون في ساحات أخرى بعيدة عن سوريا والغاية من تلك التحركات تخفيف العبء العسكري عن هذه الميليشيات، لاسيما العامله في الجغرافيا السورية واللبنانية، ولاحظنا ذلك أيضًا من خلال محاولة ميليشيا حزب الله نقل المعركة من الجنوب اللبناني إلى الجنوب السوري، حيث شهدنا قبل يومين اشتباك بالأسلحه المتوسطة والثقيلة ما بين كل من الجيش الإسرائيلي، وميليشيا حزب الله، وتحديد قوات النخبه فيما يطلق عليها “قوات الرضوان”، وهي من قوات النخبه لميليشيا حزب الله والعاملة في الجغرافيا السورية تريد نقل المعركة من داخل لبنان الى سوريا، وذلك نظرًا لوجود اشتباك دولي كبير، ولن تخسر ميليشيا حزب الله فيما لو كان الاشتباك داخل الإرادة السورية، فهي تحافظ على كتلتها الصلبة في لبنان ولا تهتم كثيرًا بالوجود في داخل سوريا، وهذه الإستراتيجية تدار مباشره من المرشد الإيراني علي خامنئي.

** في إيران أزمة خلافة خامنئي.. فهل تم حل هذه الإشكالية أم أنها لا تزال قائمة؟

 

خليفة خامنئي أرى بأنه من المبكر جدًا الحديث عن من سيخلفه في ظل تلك الصفعات التي تلقاها محور إيران برمته، لا سيما حتى في داخل إيران يتم الحديث عن مقتل قادة كبار ومنهم رئيس الجمهوريه ووزير خارجيته الذين قضوا إثر تحطم المروحية في مدينه أذربيجان شمال غرب إيران، فبالتالي هنالك مجموعه من الأزمات كانت أعلى مستوى لها مقتل رئيس الجمهورية، إضافه إلى وزير خارجيته الذي يمثل صانع السياسه الخارجيه الإيرانية، وعراب اتفاقية بكين للتهدئه في المنطقة العربية مع المجموعه العربية بشكل عام، والذي كان له دور كبير في رسم سياسه إيران الخارجية في المرحله السابقة، وكان دوره وفق الرؤيه الإيرانية من المرشد بشكل مباشر بأنه كان دور استثنائي ودور محوري ومهم جدًا، لذلك الصفعة التي تلقتها إيران لن يتم تجاوزها بسهولة، فما زال حتى هذه اللحظه هنالك خلل في الإدارة، ومن الصعوبة بمكان أن يتم اختيار البديل، نظرًا لأنه يخضع إلى مؤسسة أو مجلس استشاري، منها مجلس تشخيص النظام الذي يوكل إليه مهمة اختيار المرشد بموجب مشروع توافقي ما بين المؤسسات الحاكمة في طهران.

** هل يمكن للتطبيع العربي الإيراني أن يغير سلوكها العدائي تجاه البلدان العربية وشعوبها؟

 

اعتقد بأن إيران برغماتيه بالمطلق وهي تدافع عن نفوذها المتعدد من خلال ما يطلق عليها الأذرع الموالية لها، والتي تعتبر مصدًا عسكريًا وأمنيًا متقدمًا لطهران في المنطقة، وهي لا تتورع في دماء المنظومة العربية والإسلامية بشكل عام، وبالتالي موقف إيران من مشروع الدولة حتى هذه اللحظه غير دقيق، وكل من يظن بأن إيران تحكم بنظام الدولة هو ليس مطلعًا على حقيقة إدارة منظومة الحكم في طهران، والتي ما زالت تقاد بنظرية الثورة وتصديرها كإستراتيجية من أجل تحقيق نفوذ أكبر في المنطقة العربية، لاسيما ما شاهدناه في الدول الأربعة التي تحتلها وموقفها ضد أذربيجان الشيعية، وأرمينيا المسيحية، هو خير دليل على أن إيران تبحث عن مصالحها بعيدًا عن الدين.

لكن بنفس التوقيت هي تتخذ العباءة الدينية كإستراتيجية للسيطرة على سذج الشعوب، وخاصة من الذين يعملون ضمن مشروعها.

وقد شاهدنا ذلك فيما جرى في فلسطين في السابع من أكتوبر الفائت، وكيف أثبت للعالم أجمع بأنه لا وحدة للساحات مطلقًا وإنما هو شعار الغاية منه توظيف قدرات الشعوب العربية في مواجهة خصوم إيران، وهذا ما لا تدركه الشعوب العربية بشكل عام؛ لكن بنفس التوقيت لو سلطنا الضوء حول الرد الإيراني على مقتل رئيس جهاز الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان أمام مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمه السورية دمشق لتؤكد لنا بأن وحدة الساحات تطبق فيما لو حصل ضررًا لإيران بشكل مباشر؛ بينما لو حصل أي ضرر مضاعف لحلفائها فلا يعنيها ذلك مطلقًا، وإنما تقوم بدعمهم وقيادة العربة من الخلف، وبنفس التوقيت تحكم تلك القدرة على دعم نظرية حافة الهاوية، بحيث أنها لا تنخرط مباشرة في الدفاع عن حلفائها؛ لكن بنفس التوقيت تقوم بتغذيتهم عسكريًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا وسياسيًا، دون أن تكون هي المتضرر فيما لو حصل أي نوع من الاشتباك المباشر مع إيران.

** هل تختلف إيران الملالي عن إيران الشاة؟ وهل دعم جمهورية إيران للمقاومة الفلسطينية كما يبدو أم له صورة أخرى لا يراها كثيرون؟ وهل تختلف نوايا الفرس عن نوايا الصهاينة للأمة العربية؟

مسألة قضية الدفاع عن القضية الفلسطينية لو فصلناها ودخلنا إلى العمق السياسي والديني سنلاحظ أنها تجيش الأمة العربية لمواجهة إسرائيل كهدف؛ لكن يتخلله أيضا بعض المصالح وهي أن هنالك مشروعان في المنطقة تريد اتهام المنطقة العربية، فبشكل عام المشروع الصهيوني ومشروع الملالي وبالتالي لن يكون هنالك أي إجراء يخدم القضية الفلسطينية نظرًا لوجود الكثير من المؤشرات التي أثبتت بأن إيران تدافع عن نفوذها وليس القضية الفلسطينية وما يحصل اليوم ما بعد السابع من أكتوبر إلى اللحظة التي نتحدث فيها لم تقم إيران بتوجيه ضربة مباشرة إلى الجانب الإسرائيلي رغم امتلاكها القدرات العسكرية والقتالية الكافية وفق زعمها لتحرير فلسطين، وهي على حدودها الشماليه موجودة وبشكل كبير سواء كان في الساحه السورية أو حتى اللبنانية وصولًا إلى الساحة العراقية وما تمتلكه من صواريخ باليستية، ومسيرات، وسبق لها أن استخدمت المسيرات والصواريخ في ردها على استهداف زعيم ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان أمام مبنى القنصلية محمد رضا زاهدي، وبالشق الديني العقائدي اعتقد بأن إيران ترى وفق نظرية علي لارجاني بأن المسجد الأقصى قد رفعت إلى السماء وأن ما يطلق عليه اليوم المسجد الأقصى هو ما بناه المسلمون بعد أن رفع إلى السماء، فبالتالي لا يوجد هنالك ضمن العقيدة الشيعية مسجد أقصى، فكيف لهم أن يدافعوا عن مبنى قد رفع إلى السماء وأن المبنى الذي قد تم بناؤه قام السنة ببنائه وفق نظريتهم، فهذا من حيث المبدأ غير موجود ضمن عقيدتهم ولن يقوموا في يوم من الأيام بالدفاع عن المسجد الأقصى من منطلق عقائدي؛ لكن من منطلق عباءة دينية يجيشون فيها الشعوب العربية هذا وارد وهم يعملون عليه وما زالوا حتى هذه اللحظه التي نتحدث فيها يؤمنون بنظرية الثورة، وليست دولة بدلالة تحرك أذرعهم في المنطقة العربية والاشتباكات الحاصلة ما بين الأذرع والولايات المتحده وحلفائها خير دليل على ذلك.

** ما سر هذا الصبر الغربي المريب على نظام الملالي رغم كل موبقاته حول العالم؟

 

منح إيران الفرصة اوروبيًا وغربيًا بخصوص التجاوزات والانتهاكات لما يخص برنامجها النووي والباليستي والمسيرات والأنشطة غير المشروعة، دعني اسميها الإرهابية التي تهدد الأمن الدولي اليوم وبشكل واضح وصريح يعلنها عبر ما يطلق عليها الحوثي، حيث بان أنها ستقوم بقطع طرق الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وكذلك أيضًا في مضيق هرمز وصولًا إلى محاولتها التموضع في سوريا في بانياس بالتحديد، وذلك أيضًا لقطع طرق الملاحة البحرية الواصلة بين مياه البحر الأبيض المتوسط إلى مياه البحر الأحمر خير دليل على أن هذه الميليشيات دعني اسميها لا تؤمن بنظرية الدولة مطلقًا سواء كانت ما يطلق عليها الحرس الثوري الإيراني كذراع عسكرية خارجية وفيلق القدس أو حتى نظرية الدولة في الداخل نتحدث عن المفاعلات النووية والصبر الاستراتيجي من قبل دول الاتحاد الأوروبي أمام المراوغة القصوى من قبل إيران وبالرغم من وجود برامج للعقوبات ومنها آليه سناب باك لفرض حزم عقوبات متتالية على مشروع إيران النووي إلا أنها لم تحد من المشروع؛ ولكن فتحت مسارات جانبيهة من أجل منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، وذلك من خلال برنامج الاغتيالات في الداخل الإيراني لاسيما ما بعد مقتل محسن فخر زاده عراب برنامج المفاعلات النووية في إيران إضافة للكثير من القادة الذين قد اغتيلوا عبر طائرات مسيرة إسرائيلية كانت تنطلق من الأراضي الأذربيجانية وفق ما يرجعه الكثير من المراقبون وأنا كذلك ارجح تلك الفرضية، فبالتالي إيران حتى وإن امتلكت القدرة على إنتاج أجهزه الطرد المركزي من طرازات حديثة تستطيع استخدام مشروعها في البرامج غير السلميه اعتقد بأنه من الصعوبة بمكان بالرغم من التهديدات المستمره الإيرانية بأنها قد قاربت أو شارفت على الانتهاء من إنتاج أجهزه الطرد المركزية اي ار 8 والتي تستطيع من خلال تخصيب اليورانيوم بنسب فوق 80% والتي من خلالها تستطيع إنتاج القنبلة النووية؛ لكن بنفس التوقيت على الصعيد التقني إيران حتى هذه اللحظه التي نتحدث فيها لا تمتلك وسائط التصنيع، إضافة إلى وسائط النقل ما بعد التصنيع وصولًا إلى وسائط الحفظ، وكذلك أيضًا البرامج العسكرية المختصة بتحميل القنابل النوويه ضمن البرامج الصاروخية ووسائط الإطلاق عمومًا فهي حتى اللحظه لا يمكنها الحصول عليها وتحتاج لسنين طوال ما لم يكن هنالك دعم من إحدى الدول، وهنا أتحدث عن الصين وكوريا الشمالية إضافة إلى روسيا وليس بمقدور تلك الدول تقديم الدعم الكافي من أجل وصول إيران النوويه نظرًا لحجم الكوارث التي ستنجم فيما لو امتلكت إيران تلك القنبلة كأقل تقدير على المحيط الإقليمي، وكذلك أيضًا تهديد المنظومة الدولية برمتها وما زالت المنظومة الدولية تتعامل مع إيران كدولة مارقة، وليست كدولة مستقرة وبالرغم من وجود سلسلة من العقوبات المتصلة إلا أن إيران من خلال مراوغتها وعملها ضمن نطاق حافة الهاوية إلا أنها لم تنجر إلى مواجهة مباشرة مع المنظومة الغربية بشكل عام والولايات المتحده بشكل خاص وبالتالي تحاول دول الاتحاد الأوروبي ترويضها لعدم امتلاكها القنبلة النووية والتداعيات التي من الممكن أن تنجم عن ذلك؛ لكن هل ستبقى إيران صامتة؟

أنا أرى بأن إيران تعمل وببطء شديد لكنها تحتاج لوقت طويل لامتلاك تلك التكنولوجيا التي تهدد المنظومة الدولية برمتها.

 

Please follow and like us:
Avatar
صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب