مقالات

مصطفى خضري يكتب: المناورة التي فاقمت خسائر الاحتلال في الأيام الأخيرة

تعتبر قوات النخبة في القسام، هي درة المجاهدين، وأقوى فريق خاص ضمن الفصائل الفلسطينية، حيث أنه الأعلى تدريبا، والأكثر تجهيزا، والأحدث عتادا وتسليحا.

وكانوا يكبدون قوات الاحتلال خسائر كبيرة، في محاور المواجهة، الذي يقاتلون عليها، أكثر مما يتكبد العدو في النقاط الأخرى.

وقد لاحظت القيادة الميدانية لجيش الاحتلال ذلك، وبالتالي تأكد لدى العدو، أن هذه المحاور القوية التي يخسرون عليها، أكثر من غيرها، يقاتل فيها نخبة القسام.

فبدأ جيش العدو يركز هجماته في المحاور الأخرى، ليتجنب مواجهة نخبة القسام، ويزيد من الضغط على باقي الفصائل الأقل قوة، ليحقق توغلا أكثر من المحاور التي تقاتل عليها نخبة القسام.

وقد كانت المقاومة جاهزة وبالمرصاد لإبطال خطة العدو؛ فقامت قيادة المقاومة بمناورة ميدانية، وتبادل للأماكن، بين قوات نخبة القسام وقوات الفصائل الأخرى، وعلى رأسها سرايا القدس.

فأصبحت الفصائل تقاتل على المحاور القديمة لنخبة القسام التي يتجنبها العدو، ولا يركز فيها هجماته المكثفة في الأيام الأخيرة، فاستطاعوا أن يلحقوا بالعدو خسائر كبيرة، نظرا لأنهم أصبحوا في حالة ميدانية أكثر قوةً وأقل ضغطًا.

وفي نفس الوقت، أصبحت قوات الاحتلال، التي كانت تتقدم في المحاور القديمة للفصائل، بعدم احتراز وثقة زائدة، تواجه من حيث لا تدري القوة الضاربة لنخبة للقسام.

فوقعت في كمائنه المحكمة، وواجهت قواته المغوارة، والتي كانوا يرتعبون من مواجهتها.

ولم تسمح لهم طبيعة الأرض، وتوغلاتهم السابقة المتسرعة، بالقدرة على الانسحاب أو المناورة بالقوات.

 وأوقعت فيهم نخبة القسام خسائر فادحة، تضاف إلى الخسائر التي أوقعتها فيهم الفصائل الأخرى، في محاور القسام القديمة.

وهذا ما يفسر كم معدات العدو التي تم دمرت، وقواته التي قتلت في أخر ٧٢ ساعة قبيل الهدنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى