الأحد مايو 19, 2024
مقالات

مصطفى خضري يكتب: انتصار ٧ أكتوبر وبداية الهجرة العكسية لليهود

عندما صنع البريطانيون الكيان الصهيوني؛ كانت أوروبا كلها تضج من اليهود، وطباعهم الدنيئة، ومشاكلهم المتزايدة، وخستهم التي فاقت كل حد.

كان اليهود داخل دول أوروبا هم نقطة الضعف في طريق تقدمها، ولطخة قذرة في نسيجها المجتمعي.

وهذا ما رآه هتلر عندما قرر جمعهم في معسكرات النازي، حتى لا يكونوا طابورا خامسا في ظهر قواته التي اجتاحت أوروبا.

وقد جائت الفكرة البريطانية بإيجاد وطن بديل لهم في فلسطين؛ كحبل إنقاذ لأوروبا كلها.

كما أنها كانت فكرة جيدة بالنسبة لليهود بعد أن أصبحوا منبوذين في البلدان التي يعيشون فيها، كما أن تجربتهم مع هتلر قد ساعدت على تنفيذ الخطة البريطانية.

وقد ضربت بريطانيا بهذا التوطين هدفين بسهم واحد :

أولا، تخلصت هي وأوروبا من جميع مشاكل اليهود وقاذوراتهم.

وثانيا، وضعت مسمار جحا في منطقة الشرق الأوسط لتحكم سيطرتها على هذه المنطقة الهامة بالعالم.

وبعد أن ورثت أمريكا أملاك بريطانيا؛ صارت هي الراعي للكيان الصهيوني، ولكن ليس بمقدار تحكم بريطانيا به في السابق.

بل صار لهذا الكيان المحتل قدرة على اختراق النظام الأمريكي نفسه، من خلال مجموعات الضغط وعلى رأسها ( إيباك).

والتي تمول حملات الكثير من النواب والسيناتورز، وتدفعهم بالتالي إلى تبني مصالح الكيان الصهيو:ني ولو على حساب أمريكا نفسها.

الأن تغير الوضع، ولا يوجد لدى الجيل الأوروبي الحالي نفس النظرة السابقة لليهود عند أسلافهم، فالحاليون ليس لديهم نفس التجربة مع اليهود ليكون لديهم نفس الموقف.

وحتى اليهود الصهاينة الأن في وضع مختلف عن أسلافهم، حيث التعليم المتقدم، والثراء الكبير، والوظائف المرموقة، والمهن التي تحتاجها أوروبا تحديدا، خاصة بعد تراجع معدل المواليد وتحول أوروبا إلى مجتمع الشيخوخة.

وبعد انتصار ٧ أكتوبر، ومع ما يحدث في غزة؛ سيفضل اليهود من أصحاب الأموال والمهن والوظائف المرموقة ترك الأرض المحتلة، والذهاب إلى الغرب عموما وأوروبا خصوصا، في هجرة عكسية لهجرة أسلافهم.

ولن يتبقى في الأرض المحتلة إلا العسكريين والعجائز وأصحاب المهن الحقيرة، الذين ليس لهم مكان في الغرب.

وقتها سيكونون لقمة سهلة لرجال الضفة المحتلة قبل أبطال غزة.

مصطفى خضري

رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام «تكامل مصر»

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب