مصطفى خضري يكتب: كيف خدعت المقاومة الصهاينة في مفاوضات الهدنة؟
لقد تفاجئ الجميع بتعثر تنفيذ الهدنة بين الكيان الصهيوني و المقاومة في غزة، قبيل ساعات معدودة، من الوقت المفترض للتنفيذ، والذي كان مقررا له صباح الخميس.
وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب في العالم أجمع، خوفا من عدم تنفيذ الهدنة، واستمرار هذه الحرب، التي يمكن أن تتطور وتصبح حربا عالمية.
لكن الوسطاء (مصر وقطر وأمريكا) استطاعوا لملمة الأمر، والاتفاق على تنفيذها صباح اليوم، بعد تغيرات في بعض شروطها.
فماذا حدث في الساعات الأخيرة؟ وأثر في مسار هذه الصفقة.
لقد حاول العدو الصهيوني التلاعب في الصفقة، بتغيير بعض شروطه بعد الاتفاق، لكن المقاومة كانت تتحسب لذلك، ووضعت خطتها منذ البداية.
وبمجرد تغيير العدو لشروطه المتفق عليها؛ غيرت المقاومة أيضا شروطها، بشروط أكثر إستراتيجية، كانت تعدها سلفا، وأصبح العدو في حيص بيص.
فلو قبل بالشروط الجديدة للمقاومة؛ ستزيد من فرص انتصارها عليه، وتصنع لها أفضلية إستراتيجية في مستقبل الصراع.
ولو تراجع عن الصفقة؛ سينفجر الشارع الصهيوني في وجهه، وهو الملوم في كلٍ، حيث أنه غير شروطه في أخر لحظة كما تعود.
فاضطر العدو في النهاية؛ إلى الرضوخ لشروط المقاومة، وتنفيذ الهدنة، وفق ما قررته غزة لا الكيان الصهيوني.
أما ما هي الشروط الإستراتيجية، التي فرضتها المقاومة؟
فيبدو أنها ستظل في جعبة الوسطاء الضامنين، حتى تقرر المقاومة الإفصاح عنها.
الباحث مصطفى خضري
رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام «تكامل مصر»