مصطفى خضري يكتب: لماذا تم سحب لواء جولاني من غزة؟
كان إعلان جيش الاحتلال، لسحب أحد أهم ألويته العسكرية من غزة أثناء القتال؛ مفاجأة كبرى.
ففي العرف العسكري، لا يمكن سحب الجنود من الميدان إلا لسببين:
الأول: هو المناورة بالقوات بسحبهم من أحد محاور القتال، وتوجيههم لمحور آخر.
أما الثاني: فيكون بعد خسارة القوام الرئيسي للقوات المقاتلة، وخوف القيادة من هروب الجنود المتبقين من الميدان.
فاللواء جولاني الذي تم الإعلان عن سحبه من محاور القتال؛ يعرف في الكيان الصهيوني باسم اللواء رقم واحد، وقد اشتق اسم هذا اللواء من اسم منطقة الجليل حيث يوجد مقر هذا اللواء. وقد تم إطلاق اسم قرية الجحيم على مركز تدريب هذا اللواء، فهو جيش النخبة الأول في الكيان الصهيوني.
البنية الأساسية لهذا اللواء هم طلاب المدارس الدينية المتشددة، كما يوجد عرب ودروز فية بنسبة خمسة وثلاثون بالمئة.
ويتكون هذا اللواء من عدد ثلاثة كتائب من دبابات ميركافا-4، وكتيبة مهندسين، وكتيبتين من المدفعية، وكتيبة مظليين، وسرية حرب إلكترونية، وسرية خدمات طبية.
وهو بمثابة لواءين عسكريين في لواء واحد، حيث أن عدد قواته يقترب من عشرة آلاف مقاتل.
ولهذا اللواء تحديدا احترام كبير داخل الكيان المحتل، ويعتبرونه فخر العسكرية الصهيونية.
وقد سبق قتل أحد أهم قادته السابقين غسان عليان بغزة في حرب ٢٠١٤، وكان ذلك حادث جلل، حيث أنكر جيش الاحتلال مقتله في البداية، ثم اضطر للإعلان عن ذلك؛ بعد افتضاح الأمر، نتيجة إعلان حماس عن ذلك وتوثيقها لمقتله.
وقد تم سحب ما تبقى من لواء جولاني، نتيجة تقرير استخباراتي لجيش الاحتلال، عن هروب ميداني لبعض جنوده، واحتمالية كبرى لهروب جماعي، وذلك بعد الخسائر المهولة التي مني بها هذا اللواء تحديدا في غزة.
فقد قتل كل قادته الأساسيين والاحتياطيين، وكذا معظم ضباطه، ودمرت معداته وتم إحلالها لأكثر من مرة.
وبعد أن امتلأت المقابر العسكرية وثلاجات الموتى بما يقارب ربع عدد جنوده، وامتلأت مستشفيات الكيان بربع آخر ما بين عاجز ومحترق؛ لم يتبقى في الميدان إلا ما يقارب نصف جنود هذا اللواء، وذلك بإحصاء ما قبل ٧ أكتوبر.
الباحث مصطفى خضري