مصطفى خضري يكتب: لماذا لم يذكر أبو عبيدة اسم مصر في خطابه؟
لقد ذكر أبو عبيدة، المتحدث العسكري للقسام، في حديثه بالأمس، الحركات المقاتلة في لبنان، واليمن، والعراق، ووجه لهم الشكر والعرفان.
وفي الوقت ذاته، لم يذكر أبو عبيدة اسم مصر، كما لم يذكر اسم قطر، أو تركيا، أو غيرهم من الدول التي لها جهد سياسي ودبلوماسي.
وهو ما أثار لغطا في السوشيال ميديا، خاصة من المصريين، الذين عزو ذلك إلى خذلان النظام المصري لأهل غزة.
لكن الحقيقة أن أبو عبيدة لا يتحدث ارتجالا، وإنما يتحدث دائما وفق خطة محسوبة، فكل كلمة في خطابه يتم وزنها وتدقيقها مسبقا، بحيث يحتوي خطابه على رسائل محددة، مطلوب توصيلها لأطراف معينة، وبما يحقق أهداف المقاومة.
أما عن عدم ذكره مصر أو قطر تحديدا برغم قيامهم بأعمال الوساطة، فلأنهم لا يشاركون في القتال مثل الحركات المسلحة في اليمن ولبنان والعراق، وإنما يقومون بعمل سياسي، ومن يذكرهم ويشكرهم هم السياسيون، وقد حدث ذلك مرارا.
أما أبو عبيد:ة فعسكري، وكلماته محسوبة بدقة، حتى لا يفسد جهود سياسي حماس، الذين لهم دورهم المطلوب، ولديهم حربهم الخاصة، التي لا تقل عن حرب العسكريين.
أما دعوة أبو عبيد:ة أهل الأردن خصيصا؛ فالمقصود هنا أهل فلسطين، الموجودون في مخيمات الأردن، والذين يمثلون ما يقارب من ربع الشعب الفلسطيني تقريبا.
وخطابهم بشكل خاص؛ هو لتهديد جيش الاحتلال بفتح الجبهة الأردنية، وهو تهديد لعاهل الاردن أيضا كما هو تهديد للكيان الصهيوني.
ويبدوا أن لدى المقاومة ما يغضبها من العاهل الأردني، ويجعلها تهدده بتحريك الشارع في الأردن، وهو تهديد له ما بعده.
الباحث مصطفى خضري
رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام «تكامل مصر»