زرت جنوب أفريقيا مرتين، صحيح أن الرحلة الأولى كانت مرهقة وطويلة واستغرقت أكثر من 24 ساعة، حيث سافرت من مطار القاهرة ثم مطار الدوحة ثم كينيا، فعاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبرج، وأخيرا كيب تاون المدينة الساحلية الجميلة التي تشبه الأسكندرية حيث شاركت في تغطية منتدى دافوس الاقتصادي.
قبل وخلال الزيارة كانت التحذيرات كثيرة، خلي بالك من جواز سفرك وفلوسك، احذر السرقة، حذاري من سائقي التاكسي، احذر السير بمفردك ليلا. هناك عصابات يمكن أن تخطفك.
في البداية شعرت بالقلق، لكن تبدد القلق بعد أن سرت في الشوارع وذهبت إلى الفندق، وعرف موظف الاستقبال أنني من مصر، هنا رحب بي بشدة وراح يتحدث بحب عن دور مصر التاريخي في تحرير الشعوب الأفريقية من الاستعمار، وعن القوى الناعمة لمصر، ومشاهير القراء، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والحصري ونعينع وغيرهم، ويعرب عن أمنيته في زيارة القاهرة.
عقب تلك النصائح شعرت إلى حد ما بنوع من الطمأنينة خاصة وأنه اعطاني عدة نصائح تتعلق بموقع المؤتمر الذي كنت سأتابعه وأماكن المطاعم والفسح، وأبلغني أن سجن نيلسون مانديلا التاريخي قريب من هنا حيث يقع في جزيرة روبن، ويمكن زيارته، وهو ما حدث بالفعل.
سألته عن حقيقة زيادة جرائم السرقة وأعمال القتل والنهب هنا، فضحك وقال إنه لا يوجد مجتمع مثالي، تجول في البلد وسترى بنفسك.
وعلى مدى أيام تجولت في جنوب أفريقيا، شعرت بالأمن ولم اتعرض لسرقة أو تهديد حقيقي، بل رأيت شعبا طيبا يدعم معظمه القضية الفلسطينية، ويعتبر أن الاحتلال الاسرائيلي عنصري ومجرم يجب إزالته. ومواقف مانديلا والحكومة الحالية خير دليل.
تحية لشعب وحكومة جنوب أفريقيا على تعرية الكيان المحتل أمام محكمة العدل الدولية، هذه الدولة تمثلني.
