مصطفى عبد السلام يكتب: جرائم «الدعم السريع» المخجلة بحق السودانيين
لم تترك قوات الدعم السريع في السودان بقيادة حميدتي جريمة فظيعة ومخجلة ومشينة إلا واقترفتها بحق السودانيين منذ خوضها حرباً شرسة ضد الجيش السوداني بداية من شهر إبريل 2023، قتل وتجويع وتطهير عرقي وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وممارسة سياسة الأرض المحروقة وإحراق المباني العامة والممتلكات الخاصة، وتنفيذ عمليات إرهابية في العديد من الولايات والمناطق التي تسيطر عليها.
إعدام المدنيين العزل والمقاتلين العزل في السودان، واستخدام سلاح بيع المخدرات في تمويل الحرب المستعرة، وتدمير ممنهج للبنية التحتية بما فيها أنابيب النفط والمطارات والطرق ومحطات الطاقة وشبكات إنتاج الكهرباء، ونهب البنوك واستهداف البنك المركزي السوداني ووحدات القطاع المصرفي، والسطو على مناجم الذهب وتهريب إنتاجها إلى الخارج خاصة إمارة دبي.
اعتداءات جنسية على نطاق واسع
كما ترتكب قوات الدعم السريع اعتداءات جنسية من قبل مسلحيها على نطاق واسع طاولت صغاراً، كما تحدثت تقارير أممية عن جرائم اغتصاب واسعة ارتكبتها تلك القوات بحق الأطفال والنساء.
ووفق تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أمس الثلاثاء، فقد تم رصد ممارسات بشعة أجبر فيها مسلحون عائلات على تسليم بناتهم ليغتصبن أمام ذويهم، بل إن رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، سليمة إسحق، قالت قبل أيام إن قوات الدعم السريع “اغتصبت مئات النساء في السودان، وأكثر، وأننا رصدنا 554 حالة، وهذا العدد بسيط جداً مقارنة بما يحدث في الواقع”.
وارتكبت قوات الدعم السريع كذلك جرائم إبادة جماعية وفظائع بحق الشعب السوداني ترقى إلى جرائم حرب كما تؤكد منظمات دولية عدة، وذلك بتمويل من دول بالمنطقة تمدهم بالمال والسلاح والعتاد والطائرات المسيرة والميلشيات.
فظائع ممنهجة في كل ربوع السودان
وأظهر تحقيق استقصائي أجرته “نيويورك تايمز” على مدى 6 أشهر، أن قوات الدعم السريع ترتكب “فظائع ممنهجة في كل ربوع السودان، بما في ذلك التطهير العرقي الذي تنفذه في الغالب تحت أنظار قادتها”.
ووثقت الصحيفة الأميركية الشهيرة 3 أنماط عامة من الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم منذ اشتعال الحرب، مثل إعدام الأسرى العزل، وإحراق المجتمعات المحلية عمداً، والاعتداء المباشر على المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي. ووثقت منظمة هيومن رايتس ووتش، والأمم المتحدة، وجماعات أخرى حالات عنف جنسي في 5 ولايات على الأقل منذ اندلاع الحرب.
لا تتوقف جرائم قوات الدعم السريع عند هذا الحد، بل تمارس سياسة التجويع والتعطيش، والسرقة والسطو على الأموال والمدخرات والمساعدات الإنسانية على نطاق واسع والتي جعلت السودان تشهد أكبر كارثة إنسانية في العالم، فالقوات تمنع وصول السلع الغذائية والرئيسية إلى الأسواق التجارية، بل تدمر تلك الأسواق كما حدث في مدن رئيسية مثل الخرطوم.
جرائم غسل الأموال وتزور العملة
وترتكب كذلك وعلى نطاق واسع، جرائم غسل الأموال وتزور العملات النقدية حيث إن هناك انتشاراً كثيفاً للعملات المزيفة في مناطق سيطرة الدعم السريع، ولا سيما النقود ذات الفئات الكبيرة. ويتباهى المسلحون والمنتسبون إلى قوات الدعم بإنتاج عملات مزيفة، وبيعها لمتعهدين يتولون توزيعها، حيث يبيعون مبلغ مليون جنيه مزور، بمبلغ 400 ألف جنيه.
من بين جرائم قوات الدعم السريع كذلك استهداف محطات إنتاج وتوليد الكهرباء وقطع التيار وإثارة الذعر والعتمة بين السكان، أحدث مثال على ذلك هو هجوم تلك القوات أمس الثلاثاء بطائرات مسيرة بعيدة المدى على أكبر محطة لتوليد الطاقة في السودان في سد مروي، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق شاسعة من شمال البلاد. كما استهدفت القوات بالمسيرات أيضا مطار مروي، وقبلها ضربت عشرات المحطات الكهربائية عبر إطلاق المسيرات، منها ضرب محطات الكهرباء بولاية النيل الأبيض جنوبي الدولة، واستهداف محطة أم دباكر الحرارية لتوليد الكهرباء.
كل تلك الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع المدعومة من الخارج عمقت الأزمات المعيشية والفقر والبطالة والغلاء والنزوح الداخلي والهجرة إلى الخارج واختفاء السلع الرئيسية وتوقف عجة الإنتاج في السودان، كما دعمت الانهيارات في قيمة العملة المحلية وتهاوي الأنشطة الاقتصادية المختلفة من زراعة وصناعة وسياحة وتجارة وخدمات، وأدخلت الدولة في نفق مظلم وطرق مجهول.