مصطفى عبد السلام يكتب: حب الناس رزق
وقد يأتيك الرزق في شكل دعوات صالحات من شخص لا تعرفه ولم تلتق به من قبل، يتصل بك ليبلغك أنه كان يدعو لي منذ قليل وهو يطوف حول الكعبة المشرفة، وبعدها يرسل لي فيديو أثناء الدعاء، وأخر يقول لي إنه تذكرني بدعوة وهو على جبل عرفات.
وقد يأتيك في شكل رسالة على الماسنجر تصلك من صديق أو متابع في منتصف الليل وأنت تخلد إلى النوم، تقول الرسالة «إنا الآن في أشرف بقعة في الكرة الأرضية، أدعو الله لك بكل ما تحب».
وثالث يسألني وهو يسعى بين الصفا والمروة: «قل لي بماذا أدعو لك، ما هي دعوتك المفضلة»، فأجب على الفور: «أن يرزقنا الله نعم الستر والأمن وراحة البال والعافية ومساعدة الناس والإخلاص في العمل».
تقرأ الرسائل الجميلة فتشكر أصاحبها، وبعدها تبتسم وتحمد الله على حب الناس الذي لا يقدر بمال وتنام.
وقد يأتيك الرزق في صورة شخص يتصل بك من عاصمة عربية، ويقول لك «إنني أحبك في الله، ومنذ سنوات أمنيتي أن أسمع صوتك»، فتحمد الله على هذا الحب، وتتصل به على الفور من باب جبر الخواطر.
وقد يأتيك الرزق في شكل رسالة على الماسنجر من شخص لا أعرفه قال لي إنه يعيش في إيطاليا، يستشيرني في أمر مالي خاص، كيف يدير مدخراته وما يحوزه من مال، هل يتخلص من اليورو الضعيف ويشتري دولار أم لا، فأجبه بالتفصيل، فيشكرني.
وأخر يسأل: كيف يسدد ديونه؟، وثالث يستفسر: هل الوقت مناسب لشراء عقار وأين، أو شراء ذهب؟
وعندما أجب عن أسئلة هؤلاء يشكرونني بشدة، وقبل أن ينهي أحدهم المكالمة يقل لي «أنت من الناس الموثوق فيهم بالنسبة لي، وأنني أصدق كل كلمة تقولها أو تكتبها، أنت لا تخدع أحدا»، فاشكره ممتنا له هذه الثقة.
حب الناس رزق، ودعواتهم الخالصة والصالحة رزق، ومحاولة مساعدة من تعرف ومن لا تعرف رزق.