مقالات

مصطفى عبد السلام يكتب: مؤشرات نجاح حملة مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

هناك 5 تطورات حدثت هذا الأسبوع، وتشير إلى أن الحملات الشعبية لمقاطعة منتجات وسلع إسرائيل والداعمين لها لا تزال يشتد عودها وتقوى يوما بعد يوم، وأنها لم تتراجع كما يحاول بعض المناوئين للحملة الزعم من وقت لآخر. والدليل على ذلك ما يحدث داخل أكبر صندوق سيادي في العالم والجامعات الأمريكية والشركات الكبرى الداعمة للاحتلال ومنها ماكدونالدز وستاربكس.

التطور الأول:

تزايد الضغوط على صندوق الثروة السيادي النرويجي، أكبر صندوق سيادي في العالم، والبالغ حجمه 1.6 تريليون دولار للنظر في الشروط التي يستثمر بموجبها في إسرائيل بسبب الحرب في غزة، حيث دعا برلمانيون وعدة منظمات غير حكومية في النرويج أمس الثلاثاء، إدارة الصندوق إلى سحب الاستثمارات بالكامل من هناك. في حال إتمام هذه الخطوة فإنها ستمثل ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي ومناخ الاستثمار داخل دولة الاحتلال، حيث إن استثمارات الصندوق به تقدر بنحو 1.36 مليار دولار، كما يمتلك الصندوق النرويجي حصصا في 76 شركة إسرائيلية تعمل في أنشطة العقارات والبنوك والطاقة والاتصالات.

التطور الثاني:

قرار مطاعم كنتاكي الأمريكية الشهيرة أمس الثلاثاء إغلاق فروعها في ماليزيا بسبب المقاطعة الواسعة لوجباتها السريعة، الشركة اتخذت قرارها بعدما لاحظت أن الفروع الـ 108 باتت خالية من الزبائن منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال ضد أهالي غزة.

هذا التطور يعد تحولا مهما في استراتيجية العلامة التجارية لمطاعم كنتاكي، خاصة داخل بلد مهم له ثقل اقتصادي وسياسي في منطقة جنوب شرق آسيا.

سبق هذا التطور إعلان شركة Berjaya Food، المالكة لـ400 متجر ستاربكس في ماليزيا، عن تكبدها خسائر صافية بقيمة 42.6 مليون رينجيت في الربع الأخير من العام الماضي 2023.

لا تتوقف الحملة في ماليزيا على شركات الوجبات السريعة الداعمة للاحتلال، حيث كشفت شركة يونيليفر، التي تصنع منتجات دوف للعناية ومكعبات مرقة كنور، في فبراير الماضي، أنّ المقاطعة تسببت في هبوط مبيعاتها بنسبة 15% في الربع الأخير من 2023.

التطور الثالث:

الضغوط الشديدة التي يمارسها طلاب الجامعات الأميركية ضد داعمي الاحتلال من الشركات والمستثمرين، حيث يطالبون في حراكهم الحالي 30 مؤسسة كبرى بسحب استثمارات داعمة لإسرائيل تتجاوز قيمتها 493 مليار دولار.

والمتابع للحراك الطلابي يلحظ أن سحب الاستثمارات الأمريكية من دولة الاحتلال بات مطلبا متواصلا خلال المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية التي تجتاح الجامعات هذه الأيام دعما للقضية الفلسطينية، وكذا تظهر تلك المطالبات على اللافتات والمقالات الافتتاحية في الصحف الطلابية والشبابية.

مثلا في جامعتي ييل وكورنيل الشهيرتين، دعا الطلبة الجامعات الأميركية إلى التوقف عن الاستثمار في شركات تصنيع الأسلحة، في حين يضغط طلاب جامعة كولومبيا على الإدارة لبيع حصصها واستثماراتها في الصناديق والشركات الموجودة داخل المستوطنات الإسرائيلية، أو تستفيد من الحرب على غزة.

التطور الرابع:

وقف شركتي جنرال أتلانتيك وسي في سي صفقات استحواذ كبرى على حصص في شركات تدير علامات تجارية للوجبات السريعة الأميركية في إندونيسيا وماليزيا، في حين قلصت شركات أخرى نشاطها مثل شركة ميترا أديبيركاسا الإندونيسية التي تمتلك 79% من أسهم شركة ماب بوجا أديبيركاسا المشغلة لستاربكس. وكانت الشركة تخطط لافتتاح 100 متجر للأغذية والمشروبات هذا العام، ولكن المقاطعة أدت إلى تقليص العدد إلى النصف تقريباً.

وفي محاولة لتقليص أثر المقاطعة، غيّرت بيتزا هات اسم بعض محلاتها في اندونيسيا إلى ريستورانت، ورغم ذلك كانت هدفا لحملات المقاطعة.

التطور الخامس:

حدوث تهاوٍ لسهم شركة ستاربكس الأمريكية للمقاهي بنسبة 12% في تداولات أمس الثلاثاء ليصل إلى 10.66 دولارات، وذلك عقب إعلان الشركة عن حدوث تراجع في الأرباح والإيرادات ربع السنوية، تحت ضغط المقاطعة الواسعة التي عانتها بعد ظهور علامتها التجارية كداعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة. كما خفضت سلسلة المقاهي توقعاتها لأرباحها وإيراداتها للعام الحالي 2024، وتوقعت أن يظل أداء مقاهيها ضعيفا لمدة عام.

سبقت تلك المؤشرات الخمسة أيضا تطورات أخرى تمثلت في إعلان كبريات الشركات العالمية الداعمة للاحتلال، والمستهدفة من قبل حملات المقاطعة، حدوث تراجع كبير في مبيعاتها وخسائر قوية في قيمتها السوقية، ومن أبرز تلك الشركات ماكدونالدز التي أعلنت أمس الثلاثاء هبوط أرباحها بسبب نشاط حركة مقاطعة الشركات الإسرائيلية والداعمة للاحتلال، وكذا ستاربكس وبيتزا هات وغيرهما.

مصطفى عبد السلام

كاتب صحفي مصري، وخبير اقتصادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى