مقالات

مصطفي البدري يكتب: فوضى ولا ضابط لها!!

مقدمة في نقطتين:

١-كثيرًا ما قلنا إن الفوضى أفضل طريق لكسر الاستبداد وإسقاط عروش الطواغيت؛ وهذا الكلام لابد أن يوضع في سياقه السليم دون تعميم الفوضى حتى لا يبقى رأس فوق كتف، أو حتى تُهدَم القيم والثوابت والمرجعيات المقدسة.

٢- كثيرًا ما انتقدنا بعض المدارس السلفية المعاصرة بسبب منهجهم الموالي للطواغيت والممكن للاحتلال من السيطرة على بلاد ومقدرات المسلمين؛ لكن هذا ليس إسقاطًا للمنهج السلفي القويم في التعبد والتعاطي مع نصوص الوحي.

كنت مشاركًا في مجموعة علمية (مغاربية) تدعو كل يوم (تقريبًا) ضيفًا للحديث في موضوع مما يهم عامة المسلمين؛ وسبب مشاركتي كانت دعوة لإلقاء محاضرة في موضوع ما أقوم أنا باختياره وتحديده، فاخترت موضوع (دور الجهاد في نشر رسالة الإسلام).

ثم بعد ذلك طُلِبَ مني أن ألقي سلسلة حولة السلفية المدخلية بحيث أفصل الكلام فيهم من جهة النشأة والمنهج والرموز والرد على ذلك بطريقة علمية واضحة؛ وقبلت ذلك واستعنت بالله على خوض غمار هذا الموضوع المهم، وألقيت فيه حوالي ثلاث محاضرات، وكان باقي لي محاضرة واحدة في هذا السياق.

المهم..

لم أكن أهتم كثيرًا بمتابعة ما يتم نشره في المجموعة بسبب كثرة الانشغالات؛ لكنني أمس فوجئتُ ببعض أسئلة توجه للضيف صاحب المحاضرة فيها شيء من التعرض للصحابة (خاصة الخليفتين أبي بكر وعمر) رضي الله عنهم أجمعين.

فقلت أسمع المحاضرة وأنظر ما فيها يدعو لذلك؛ فوجدت الموضوع حول خلافة أبي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم)، وأن عليّا (رضي الله عنه) كان أولى وأحق بالخلافة منهم!!

وبالطبع لم يخلُ الكلام من انتقاص للشيخين ووصفهما بالجهل والقسوة والهوى وغير ذلك مما هو ثابت في أدبيات الشيعة، ولا وجود له مطلقًا عند أهل السُّنَّة والجماعة!!

فقلت: لابد من الإنكار؛ لأن المسألة تحتمل الخلاف ولا تقبل تعدد وجهات النظر.

وفعلت ذلك بفضل الله، مما شجع آخرين أن يردوا كذلك؛ فقام الأخ المشرف (هداه الله) بتغيير إعدادات المجموعة بحيث لا ينشر فيها إلا المشرفين فقط.

وقام كذلك بتسجيل ردٍّ على كلامي، وصف فيه تعقيبي بأنه انفعال وإساءة للضيف!! كما ظهر منه موافقته للمحاضر في رأيه (الضال)!!

فخرجت من المجموعة (كما خرج آخرون وراسلوني بالثناء على كلامي بما فيهم أحد المشرفين).

فأردت أن ألفت بالمقدمة إلى أهمية الحفاظ على الثوابت الشرعية مهما أخطأ الرموز المبرزون في الحقول الدعوية؛ حيث لاحظت تلازمًا عند الكثيرين بين إنكار المنكر وإسقاط المنحرفين وبين هدم الثوابت ومخالفة القطعيات.

وبالطبع لأنني كنت مشاركًا معهم بشكل علني ولي محاضرات منشورة عندهم.. لزمني أن أُبَيّن ذلك وأوضحه علنًا، كما ألفت انتباه بعض الأفاضل الذين يشاركون معهم كالشيخ (الصديق الحبيب) الحسن بن عليّ الكتاني ليقوم بدوره هوالآخر بما له عندهم من حظوة ومكانة.

عسى أن يرجع الإخوة إلى رشدهم، وأن يتركوا هذا الطريق الذي يهدم الثوابت ويسقط الرؤوس.

وأشير هنا إلى أهمية إنكار المنكر الذي يكون معينًا لآخرين على المشاركة في إنكاره.

كما أعلن أنني لن أكمل سلسلة محاضراتي عندهم حتى يعلنوا البراءة من هذا المنكر.

والله من وراء القصد.

مصطفى البدري

باحث وداعية إسلامي. عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية. مراجع لغوي بالرابطة العالمية للحقوق والحريات، والندوة للحقوق والحريات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى