ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.
إلى الدعاة والحكام والمحكومين، والثوار -على الباطل- الأبرار والميامين.. إن استحضار عداوة مشروع الملالي الإيرانيين وتغييب عداوة وخطورة المشروع الإسرائيلي الصهيوني تطرح علامة استفهام كبيرة على كل فرد وكل حركة وجماعة، وهي تشير إلى اتهام كبير!
إضعاف إيران!
إن إضعاف أمريكا لإيران الطائفية وتحجيمها مرتبط بانتهاء مهمتها الكبرى، وقد أدتها على خير وجه يرومه المشروع الأمريكي الصليبي، فقد قام الملالي الإيرانيين المجرمين بتمزيق وتهجير وتفتيت المنطقة العربية وشعوبها، وأوجدوا فيها سكينا طائفية تنحر أولادها دون توقف!
نفش إسرائيل!
أما اليوم فإن المشروع الأمريكي الصهيوصليبي قرر نفش ذراعه الإسرائيلي ومنحه صلاحيات متقدمة ووسائل جديدة خارقة وحارقة، إضافة لتأييد سياسي منقطع النظير، ليقوم بما عجزت عنه المشاريع المتخادمة معه كالنظام العربي الرسمي وإيران الطائفية وداعش وقسد وأخواتهما.
دور إسرائيل متقدم ومتمم لدور حكام العرب وملالي طهران!
ورغم أن كلاب أمريكا كبشار الأسد والسيسي وبقية سقط المتاع من حكام العرب قاموا بدور مسعور نحو شعوب المنطقة وعذبوها وشردوها وقتلوا وسجنوا نخبها، ورغم أن إيران الطائفية فعلت بالعرب والمسلمين ما لم يفعله اليهود بالبشرية منذ بعثة موسى عليه السلام، ورغم أن داعش تعمل كمنفذ رخيص ومبتذل لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية والدولية … رغم كل هذا التدمير إلا أن ما تستهدف تحقيقه الحكومة العالمية المتربعة والمسيرة للإدارات الأمريكية يروم أكثر من ذلك بكثير، ألا وهو استعباد العوالم البشرية بشكل هستيري مجنون، سينتهي ويتوج بالقضاء المذهل عليها، فالله يقول: إنا من المجرمين منتقمون.
الدور المنوط باليهود قبل هلاك أمريكا!
وحتى يحين موعد هلاك الطاغوت الأمريكي وفق سنن التدافع الربانية التي تتجاوز تدبير البشر وتقهره لتحفظ الخير وتمنع فساد الأرض، فإن الكيان الإسرائيلي سيقوم كمنفذ حقير بما يمليه عليه أولياء نعمته الذين يتربعون اليوم على عرش المشروع الأمريكي وإداراته.
مسرح غزة والكلام لك يا جارة!
أفرطت الإدارة الأمريكية في دعم إسرائيل السياسي وإسنادها لسحق سكان غزة، حتى منحتها أكثر الصواريخ فتكا بالبشر والشجر والحجر، وذلك للدرجة التي بات فيها نتنياهو القذر الرعديد والحقير يتفنن بحرق الأطفال والنساء في الخيام على مرأى من العالم ومسمع، وبات جيش إسرائيل ومرتزقته يتسلون بحروب الجوع وشواء لحوم الفلسطينيين متألقين وعلى اللقطة حريصين ومتنافسين!
ورغم أن الرصيد الفلسطيني بات ينفد، ورغم استشهاد الأبطال من كل قيادات الجهاد والمقاومة، سواء من أبناء الصف الأول أو الثاني أو الثالث وحتى الرابع، ورغم التنازل المؤقت والموضوعي عن الأهداف البعيدة والمتوسطة وكثير من الأهداف القريبة، الذي قدمته عموم المقاومة مقابل إيقاف المعركة بشكل مضمون، ورغم حراك الشارع الإسرائيلي المقلق والمهدد للحكومة الإسرائيلية الفاشية الحالية.. إلا أن المدير الحقيقي الأمريكي الذي يدير المسرح يرفض بشكل جوهري إيقاف المعركة بمعنى انهاؤها تماما، حيث يستهدف إرعاب الشعب السوري وترعيب ثواره، وتغيير تصورات نخبه وقياداته، وإخضاع حكامه الجدد، حتى يعيد بناء سورية الثانية وفق التصور الأمريكي ومعاييره، التي ترتبط بهندسة المنطقة برمتها لصالح التحديات القادمة والمفروضة عليه، سواء الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، لاسيما التنين الأصفر الزاحف بصمت!
الجحيم الذي ينتظر اليهود!
كما أحرقت الإدارة الأمريكية أهل غزة بصواريخها وبأيدي إسرائيلية محترفة في القتل البشع، فقد قضت السياسية الأمريكي وإداراتها المتعاقبة بهلاك اليهود القادم، وذلك بعد أن استخدمتهم في أبشع مجازر العصر، وبعد أن تطوعت وقبلت وتفننت وأبدعت قيادات اليهود المحتلين بالقيام بالدور الأقذر!
إن مستقبل اليهود جحيم قادم سيطالهم في كل مكان، وهو أمر لا ينتظر إلا أن تغمض أمريكا إحدى عينيها عن إسرائيل أو يحل فيها الضعف والانكسار المنتظر، وحينئذ لن تتوقف شعوب العالم عن القصاص دون تمييز بين المدنيين والمحاربين -تماما كما تفعل إسرائيل اليوم-، وفي ذلك الحال لن يجد اليهود المدنيون المسالمون في العالم غير المسلمين يحتمون بقيم دينهم وأحكام شريعتهم، لاسيما وأنهم خبروها جيدا منذ أن احتضنهم النبي عليه السلام في المدينة، وكذلك فعل المسلمون في الأندلس والمغرب وتركيا وحتى الأمس القريب.
سورية على المحك فهل تنجو خلف طالوت؟
لن تنجو أرض الشام وأهلها إلا بالثبات على الحق وخلف العلماء الربانيين، ورفض التطبيع، وخلاف ذلك جحيم وجوع وغضب من الله لا يحابي المفرطين.
مضر أبو الهيجاء
جنين-فلسطين 8/7/2025