مقالات

مضر أبو الهيجاء يكتب: الأردن.. الدولة العازلة هل تصبح الدولة الواصلة؟

أماني مشروعة

عندما شكلت بريطانيا دولة ومملكة الأردن أطلقت عليها اسم الدولة العازلة BOVER STATE، وقد أقامتها وشيدتها ورعتها سياسيا وماليا لتكون دولة عازلة بين عموم الأمة العربية شرقي نهر الأردن، وبين اليهود المحتلين القادمين من روسيا وأمريكا وأوروبا وتركيا والمغرب العربي وإيران.

اليوم ومع تصاعد اليمين الدولي والتبدلات الكبرى في السياسة الأمريكية عالميا وإقليميا، ومع تربع ترامب الأحمق الجريء والمتهور على سدة الرئاسة في البيت الأبيض، فإن مشروع خلخلة الضفة الغربية إن تقدم للأمام -لا سمح الله- فإنه يعني لا محالة العبث بالواقع الاجتماعي والديمغرافي والسياسي الأردني، وذلك للدرجة التي قد تؤول لإزاحة العائلة الهاشمية من الحكم.

كان ولا يزال الساسة في الأردن يتحركون وفق الاملاءات الغربية البريطانية والأمريكية، الأمر الذي أسهم طيلة عقود بإضعاف القضية الفلسطينية والتجرؤ على الأقصى المبارك.

فهل يستيقظ الأردن وساسته الوطنيين الشرفاء، وأحزابه الفاعلة، ومؤسساته المجتمعية العاملة، ويصححوا المسار قبل أن يصل إليهم البلدوزر الأمريكي فيحطم الجميع؟

وبكلمة يمكن القول أن الأردن إذا أراد أن يحفظ نفسه وكيانه ومستقبله، فقبلته الصحيحة ليست لندن ولا واشنطن، بل القدس ودمشق في حلتها البهية الآن.

إن تحول الأردن من الدولة العازلة إلى الدولة الواصلة، هو ما سيضمن حفظ القدس والضفة ودعم واقع الصمود الشعبي في غزة، فبقاء الفلسطينيين على أرضهم هو خامة النصر وعنصرها الأساس، ولتكن بداية الدولة الواصلة برعاية عناصر القوة والتماسك والصمود لدى الفلسطينيين وتدعيمها.

دعم صمود الفلسطينيين

وإذا كانت إيران اللعينة قد خدعت الأحزاب والحركات الفلسطينية المقاومة طيلة أربعة عقود، ثم تركتهم يقتلون بوحشية في العراء بعد أن قضت وطرها منهم في زواج متعة حرام، فإن واجب العرب والمسلمين على المستوى الرسمي أن يتلقفوا الحالات الفلسطينية المقاومة وأن يدعموا تواجد وصمود الفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية والاجتثاث الممنهج في مدن الضفة بدءا بالمخيمات، وذلك بعد أن تمت ابادتهم في قطاع غزة.

إن واجب الأردن ألا يغفل عن وجود جيش مؤهل مرعب وضخم، من المستوطنين الذين تم تسليحهم وتدريبهم خلال معارك غزة، وذلك بغرض انشاء جيش مختلف مفترس وجديد من المستوطنين المهووسين الذين يطلون من كل جبال الضفة الغربية على مدن الضفة الشرقية.

إن خطوة الأردن في تصحيح مسارها السياسي في تلك اللحظة -لإنقاذ نفسها أولا- سيكون بداية تراكمية تعيد تصحيح الأوضاع العربية، لاسيما بعد أن اقتلع ثوار الشام بدمائهم الطاهرة الزكية مشروع الهلال الشيعي، وباتوا هم -بفضل الله- حكام سورية الجديدة، وهو ما وعاه حكام السعودية، فهل يعيه حكام الضفة الشرقية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights