
المقصود بالدرجة الأولى هم المسلمون وليس الإخوان فحسب، تماما كما أن المقصود من الحرب الإسرائيلية على غزة وفلسطين بالدرجة الأولى هو الشعب الفلسطيني المسلم وليست حماس وحدها.
إن المنظومة الغربية الصليبية والمتصهينة قبلت بتبوؤ الإخوان مواقع متقدمة في مصر والأردن والسودان وتونس والجزائر، وتعاملت مع ذلك بشكل سياسي براغماتي، ولكنها لم تقبل في يوم من الأيام أن تتبوأ الشعوب المسلمة مكانة متقدمة في صنع القرار وصياغة واقع الحال، وبهذا المنطق اختطفت الثورات الشعبية من خلال بعض الأحزاب الإسلامية التي ارتبطت بمنافع حكومية، فأجهضت الوليد قبل أن يشتد عوده!
إن كل معارك النظام العربي الرسمي مع حركات الإخوان لم تتوقف عند الهياكل التنظيمية، بل امتدت حتى طالت الإسلام والمسلمين وجزت عشبهم بعد أن كبر ونما، وهو ما كان.
وعلى خطى النظام العربي الرسمي سارت وبهم اقتدت إسرائيل حذو القذة بالقذة،
فجعلت من حركة حماس نافذة لجز العشب في فلسطين، واقتلاع شعبها وإضعاف قضيتها الأممية!
فأين تكمن المشكلة وأين محلها في منهجية الأعمال الإسلامية؟
ولماذا تتقدم قيمة الحركات والجماعات التنظيمية في ميزان التغيير عن الشعوب المسلمة وجسم الأمة الفاعل والكبير؟
لا شك بأن هناك معضلة تحتاج إلى إعادة نظر وتفكير وصياغة تصور جديد، لينهي حالة اختطاف الحزب والتنظيم لجماعة المسلمين، وينهي حلول الجماعة التنظيمية محل الأمة.
إن رفض المراجعة، والاستكبار أمام الحقائق الواقعية المعتبرة عند العقلاء، سيطيل عذابات الأمة ويكرر السقطات ويستهلك الرصيد،
لاسيما وأن الغرب يملك أسباب القوة، وقد أطال النظر، وأجاد فهم وممارسة اللعبة، فصاغ نظرية كلاسيكية لتدمير الأمة وجز عشبها كلما نما وكبر من جديد.