

إن كلمة وتوصيف الانتماء الفلسطيني جغرافيا لا تصنع هوية ثقافية إلا عند عبيد وثن الأرض والوطن، وهم الذين قد تبوأ سايكس وبيكو في وعيهم مكانة النبي المرسل، وذلك بعد أن رسم حدود انتمائهم وأطر مشاعرهم ذلك الوغد السامري القزم!
الهوية الثقافية لفلسطين
إن الهوية الثقافية التي يجب أن تصوغ الإنسان ـفي فلسطين كما غيرهاـ من حيث فكره ومشاعره،
وقلبه وعقله، هي الهوية القائمة على هدي الإسلام العظيم والانتماء لأمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،
وهذا الأصل الذي كانت عليه شعوب الأمة قبل أن يأتي السامري الوغد منذ قرن، ليعيد صياغة هويتها من خلال صناعة عجل في كل أرض وبين كل بني قوم، وذلك ليكون معبودهم من دون الله،
ويصبح هذا العجل المسمى وطن هو من يحلل ويحرم أو يمدح ويزكي كما يذم ويقبح، ويحدد مشاعر ومواقف الولاء والبراء!
إن أي فلسطيني لا يشعر بإخوانه الذين يحرقون أحياء في العراق، أو أخواته اللواتي يغتصبن في الشام،
أو أطفالنا الذين يموتون جوعاً في اليمن بأيدي أذرع المشروع الإيراني السياسي الطائفي المعادي للأمة والمفارق لهويتها الثقافية،
هو الفلسطيني القزم الذي يقوده السامري صانع عجل الوطن.
إن التحدي الأصغر الذي نعيشه في بلادنا اليوم هو التخلص من اعتداءات المحتلين،
وإن التحدي الأكبر الذي يجب أن تعيشه الأمة جمعاء هو كيفية التخلص من آثام التقسيم الذي أحدثه الكاهن الأكبر وعززه أتباع العجل، فكان سببا لعذابات وشقاء كبير.
وإذا كنا معذورين بالواقع القهري الذي صنع حدودا إدارية فصلت شعوبنا عن بعضها البعض ورسم لها رايات بألوان وفصل لها جوازات سفر،
فإننا متهمون في ديننا وفهمنا وسويتنا إن عززنا الانفصال الشعوري بيننا، والقائم على الوحدة الثقافية التي عمادها الرسالة التي جاء بها نبي الرحمة للعالمين،
وهي رسالة ودين جاء ليصنع واقعا ويبني مواقفا لا أن يبقى غبارا فوق الكتب.
العداء للمشروعين الصهيوني الإيراني
إن العداء والموقف الواجب تجاه الصهاينة المحتلين والمعتدين، هو نفس العداء الواجب تجاه المشروع الإيراني المحتل والقاتل للمسلمين،
وذلك حتى يرفع يده عن بلادنا ويكف عن قتل وحرق واغتصاب أهلنا المستضعفين، وهو حر بعد ذلك إن أراد أن يكفر ويعبد الصنم.
أما إن كنا عاجزين عن مواجهة إيران وقطع أذرع الملالي المجرمين، فليس أقل من أن نستنكر سياساتها ونعلن موقفنا تجاه منكراتها -كما هو الواجب تجاه إسرائيل-
ونحرم التطبيع والعلاقة معها، لا أن نحالفها ونمدحها ونعيد الترويج لشياطينها القتلة الإرهابيين، غير عابئين بخلق ولا انتماء ولا دين.
وأنا كفلسطيني أنتمي لأمة تصوغها الهوية الثقافية القائمة على الإسلام العظيم، أعلن عدائي لإيران وأذرعها المجرمة،
حتى ترفع يدها عن العراق واليمن والشام، وأطالب شعبي العظيم بالتحرك في القدس وغزة والضفة لإيقاف وللتنديد بإعدام العراقيين،
والذين فدوا بدماء آبائهم فلسطين.