كابوس أسود ينتظر العرب والمسلمين في الشام في حال نجاح الإدارة الأمريكية باختطاف مولود الثورة السورية المباركة، وذلك من خلال إخضاع حكامها الجدد لرؤيتها التوسعية الطاغوتية الظالمة، والتي تعمل بشكل متسارع على إعادة هندسة المنطقة ودولها من جديد، دون اعتبار كبير لإرث سلفها وشريكها الذي رسم حدودها وهندس أشكال الحكم فيها منذ مائة عام نكدة.
إن عنوان ودليل ومدخل إخضاع حكام سورية الجدد من قبل الفرعون الأمريكي الأكبر هو خنوعهم وموافقتهم الآثمة على التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم إسرائيل -لا سمح الله-.
إنه حقا كابوس أسود ينتظر العرب والمسلمين، ليكون أقوى صفعة أمريكية تصفع وجوه وجباه الثوار العرب والمسلمين بكبر وقبح ووقاحة خلال مائة عام خلت!
فهل ينجح الكاهن الأمريكي في النصف الثاني كما نجح في النصف الأول، حين أدار ثورات الربيع العربي العظيمة وانقلب عليها وعبث بمكوناتها، وجير دماءها في سياق معادلات هدم تهيئ الأرض وتحرثها لما يريد بناءه هو من خلال منظوره، المفارق والمناقض لما أرادته الشعوب وتاقت إلى تحقيقه ودفعت ثمنه دماء فلذات أكبادها!
الكابوس الأسود الزاحف!
إن نصف المعادلة الثاني الذي يريد تحقيقه الكاهن الأمريكي هو الكابوس الإسلامي الأسود الذي يتقدم بخطوات حقيقية سريعة ومقلقة في الديار الشامية، حيث يختطف الكاهن الأمريكي -سياسيا- بسرعة مريبة ودهاء كبير دماء شهداء أعظم ثورة شهدتها المنطقة العربية في القرنين الأخيرين، ودفع فيها المسلمون دماء أحفاد الصحابة في الشام، والتي لم يدفع مثيلها من قبل، ثم يأتي الطاغية الكبير ترامب ليمتطيعا ويبتلع ثمراتها ويقودها في الاتجاه الأكثر شرا وقبحا وإثما، أي باتجاه التطبيع والاتفاق والتحالف مع قتلة النبيين ومحتلي أرض مصر والشام، وسافكي دماء المسلمين في أرض المعراج .. إسرائيل المعادية!
من الموجع القول أن الساحة السورية تشهد غيابا أو خفوتا في صوت العلماء والثوار على حد سواء، وهي ظاهرة عجيبة تستحق الدراسة الذهنية والسيكلوجية، حيث أن حالة الجمود السياسي والخنوع الذهني التي حققها النظام الأسدي المجرم خلال خمسين عاما، تتمدد اليوم وبعد التحرير في سلوك مشابه لحالة القطيع تجاه الحكم الجديد الذي لم يمض على فترته الانتقالية أكثر من خمسة أشهر!
البحث عن الغنائم في معركة أحد الشام!
من اللافت أن هناك جنوحا عن الثورة بمعنى الاضطراب في مسيرة استكمال عمليتي الهدم والبناء في اتجاه تحقيق الأهداف، وذلك نتيجة زحف كزحف الجراد وسباق نحو مغانم المرحلة الجديدة، الأمر الذي سبقت إليه النخب العوام، دون توقف واعتبار لما آلت إليه معركة أحد، وذلك حين أخطأ بعض الرماة وخرجوا عن مسار المعركة واليقظة الواجبة، حيث شدتهم إليها المغانم العابرة والزائلة!
فهل يلتفت العلماء الربانيون والدعاة المصلحون والثوار الأوفياء لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بصورته التي تبني الخير ولا تنقصه، وتهدم الشر ولا تزيده؟
خصوبة الحل كامنة في الأرض!
1/لم تهيمن الإدارة الأمريكية حتى اللحظة على مفاصل سورية جميعها، رغم نجاحها النسبي بشكل مباشر، أو غير مباشر من خلال نفوذ بعض مكوناتها العربية في المشهد السوري مستخدمة المال.
2/لم تتمكن السلطة السورية الجديدة من الحكم، لاسيما وهي لا تزال انتقالية وغير منتخبة، ولا تملك جهازا أمنيا يمكن أن يرهب ويرعب ويخضع الشعب.
3/لم يمض فترة طويلة على الانفتاح في سورية، والذي لم يتحقق بعد، وهو حلم مشروع.
استبعاد الكابوس يحتاج إلى مسارات ثلاث! (السلطة- العلماء والنخب-الشعب)
إن خصوبة الحالة السورية، وامتلاك الشعب لأرضه، وحلول العلماء في جميع المستويات، وبقاء السلطة في المرحلة الانتقالية… جميعها تشكل أرضية خصبة لمنع الغول الأمريكي أن يهيمن على سورية، وإخضاعه السريع لحكامها الجدد، الأمر الذي يستدعي:
1/ دورا علمائيا دعويا اصلاحيا ينبه الشعب لخطورة الحوت الأمريكي الذي يريد ابتلاع سورية، وتحويلها لحالة علف تخدم رؤاه.
2/ دور شعبي يتعاظم في رفض الهيمنة الأمريكية ويحرم ويجرم التطبيع مع إسرائيل، والذي إن حصل فسينقل عموم المنطقة من مشهد السادات المصري الخائن، إلى مشهد السادات السوري البطل!
3/ مزاحمة النخب السياسية للحكومة القائمة، من خلال قوائم وتكتلات تتبارى فيما بينها على من يقدم الخير للشعب، محافظا على ثوابته وانتمائه وانحيازه لقضايا الأمة.
العلاقة مع الحكومة الانتقالية الحالية!
لا شك بأن كل ما سبق يدعم ويفيد ويقوي حكام سورية الحاليين في معركتهم مع الكاهن والحوت الأمريكي، وذلك في حالة انسجامهم الحقيقي مع فكرة رفض هيمنة المشروع الصليبي الأمريكي على سورية، وتحريمهم للتطبيع مع أسوأ أعداء الأمة والدين إسرائيل القاتلة.
أما إن كانت لهم رؤية مناقضة فهو الكابوس القادم لا محالة!
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 6/6/2025 عيد الأضحى المبارك 1446ه