مضر أبو الهيجاء يكتب: الوصفة السحرية في معادلة التحديات السورية
إضاءات سياسية حركية استراتيجية

للمرة الألف أقول: إن المشروع الصهيوني الغربي أقام ذراعا من شحمه ولحمه على جزء من أرض الشام المباركة اسمها فلسطين.
لم يقم الكيان الإسرائيلي على أرضنا المباركة فلسطين ولم يمت أبناء اليهود المحتلين لأجل الزيت والزعتر والزيتون، ولا حتى لأجل أقصى المسلمين.. فلماذا إذن؟
الجواب تجده عند المشروع الغربي الصليبي الذي لا تحيا يوما بدونه إسرائيل.
إن إقامة الغرب لإسرائيل جاءت لتستهدف إقليم الشام المبارك ومصر الكنانة -خزان الأمة ووقودها الكبير- وإقليم العراق العظيم،
وأول إنجازاتها كانت فصل إقليم مصر عن الشام بكيان منتن وغريب.
إن وعي تلك الحقيقة يوجب التعامل معها والإعداد لها، كما يوجب فهم أن ما يجري اليوم في دمشق والسويداء وجرمانا وغيرها، لا يخرج عن عبث وتحريك الإسرائيليين ومن خلفهم،
وذلك بهدف منع نهضة أحفاد الصحابة على أرض المعراج الشام المباركة، الفاعلة والمؤثرة في تغيير وتحريك أوضاع المنطقة.
اعلم يا أخي المسلم على أرض الشام المباركة أن أساطين الكفر لا تنام من شدة قلقها من صحوة المارد الإسلامي على أرض الشام، والذي سيحرك مصر الخزان والعراق الأصيل.
إن كل فعل جزئي وردة فعل تلقائي منزوع عن فهم الصورة الكلية، سيفضي لا محالة لاستفادة الخصوم من صوابنا كما استثمار أخطائنا.
فكيف إذن نتجاوز الصعاب؟
الجواب:
إن مؤشر النجاح الأول في التجربة السورية -بعدما نجحت الثورة وحررت معظم مدن سورية- يكمن في قدرتها على حل إشكالاتها وتحدياتها الداخلية،
فإن نجحت بذلك فهذا مؤشر لقدرتها على تجاوز التحديات الخارجية … فما هي الوصفة السحرية؟
الوصفة السحرية في التجربة الواعدة على أرض الشام الأبية.
إن التحديات التي تواجه التجربة الإسلامية في سورية على صعيدين، داخلي وخارجي، الأمر الذي يستدعي تبني استراتيجية متعاكسة في التعامل معهما على النحو التالي:
أولا: التحديات الداخلية
عندما تكون التحديات داخلية يجب أن يتقدم الرأس ويتبعه الجسد، والمقصود أن تنتظم صفوف الشعب السوري وثواره وكياناته وعلمائه ووجهائه خلف الدولة لمواجهة التحديات الداخلية، بحيث تنضبط تمام الانضباط وفق الإيقاع المطلوب من قبل الدولة والحكام الجدد.
ثانيا: التحديات الخارجية
عندما تكون التحديات خارجية، فلن يقوى مطلقا على مواجهتها منفردا الرأس، وإن فعل فإنه سيكون تحت المطرقة حتى يتنازل ويرضخ،
الأمر الذي يوجب تبني استراتيجية معاكسة، تقضي بتقدم الجسد على الرأس،
أي تقوم الدولة بتصدير الجسد والشعب السوري ومكوناته ووجهائه ومجالسه وأطره العلمية ليتصدر في المشهد الخارجي وتكون له الكلمة والقرار من خلال مؤسسة الدولة.
فالشعب والشعب فقط هو الذي يمنع اختطاف التجربة،
الأمر الذي يوجب على الحكام الجدد الحديث بشفافية مطلقة والمشاركة الحقيقية وليست الصورية مع الشعب،
في كل ما يتعلق بالتحديات الخارجية، لاسيما أن الدولة وليدة غضة وطرية.
وقبل كل هذا بعده.. يكفيكم أن الله معكم ما دمتم معه، أليس الله بكاف عباده؟
حمى الله سورية أرضها وشعبها وحكامها الجدد، وأعانهم على طريق الجهاد الحقيقي حيث البناء والبناء والبناء الذي يتطلب رشدا وفهما وصدقا وجدية وصبرا.
وبكلمة أقول:
إن من كان صادقا في حبه لمولوده الذي رزقه الله إياه بعد طول انتظار، فإنه يحفظه ويرعاه ويخاف عليه،
ويقبل بالصبر على الجوع والبرد ونقص جميع المتع،
وذلك لأجل أن يرعى ويحفظ نمو وليده.
فإياكم ثم إياكم يا ثوار وشعب سورية الكريم أن تتهاونوا في رعاية المولود الذي رزقكم الله إياه، وارعوه حق رعايته،
ولا تطالبوه بالعطاء بل امنحوه كل شيء حتى يشتد عوده، فسيعطيكم كل ما عنده بعد أن يشتد ظهره ويكبر.. فهل وصلت الفكرة؟