من أجمل الخطابات والمقاربات السياسية التي استمعت إليها في ربع القرن الأخير هي الكلمة والمقاربة السياسية التركية التي عرضها وزير الخارجية التركي -الإسلامي الخلفية كردي العرق- حول الأحداث الأخيرة في السويداء السورية، والتي تديرها الإدارة الأمريكية من خلال يدها التنفيذية في المنطقة العربية والشرق أوسطية (الكيان الصهيوني)، مستفيدة من الخامات الرخيصة لبعض قيادات الطوائف غير المسلمة والمتنفذة.
كنت أبحث دوما عن كيفية تنزيل وثيقة المدينة -التي صاغها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشمل فيها يهود بني النضير- على الحالة الفسيفسائية العقائدية في الشام ومصر والعراق، وقد طرحتها فيما سبق لصياغة العلاقة مع الدروز والنصيرية، وذلك في مواجهة خطاب من اعتبرهم مسلمين انطلاقا من فكرة اللحمة الوطنية! ولكنه تجاوز حقائق الدين وغش بها شعوب المنطقة، ولم يبن علاقة متوازنة مع المخالفين، رغم تنازله عن نقاء المعتقد والدين!
وفي ظل التحديات والمخاطر القائمة على أرض الشام والقادمة إليها بفعل الكاهن الأمريكي اللعين، هل يدرك السوريون الأحرار نعمة تركيا الجديدة، وأهمية العلاقة الاستراتيجية معها، بدل مغازلة أمريكا والتفاوض مع إسرائيل؟
جزاك الله خيرا يا أخ حقان فيدان فقد كان خطابك متوازنا جادا سويا وعمليا يقبله كل الصادقين المنتمين مهما تباينت عقائدهم الدينية.
ملاحظة: لاشك بأن تركيا دولة علمانية، كما أن الحزب الحاكم فيها ليس حزبا إسلاميا كما أعلن عن ذلك مؤسسه إردوغان، والذي خالف أستاذه أربكان، واجتهد بطريقته ليفتح المسار أمام المسلمين، ولست في هذا الصدد مناقشا ولا مقيما لتجربته من حيث الصواب والخطأ والنجاح والفشل، بل أناقش المسألة السورية التي لابد أن تستفيد استراتيجيا من تركيا الجديدة، فإن نجت سورية وتحقق التمكين للمسلمين في الشام بإذن الله، حينها ستعود تركيا وتصبح إسلامية كما كانت رغم أنف الجميع، وحينئذ ستتجسد معاني بركة الشام التي بارك الله فيها للعالمين.
كتبت في 7 رمضان 1446 هجرية الموافق 7/3/2025 نداء عاجل ومفتوح لإردوغان هذا نصه:
إن تقسمت سورية فالتفكك لا محالة قادم إلى تركيا
أدعو الرئيس الطيب رجب إردوغان للقيام بواجب نصرة الشام، والحيلولة دون تقسيمها الذي تسعى إليه جاهدة أمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران.
أجزم وأكاد أقسم أن أي تقسيم لسورية سيعقبه تفكيك لتركيا، وستبقى إيران موحدة، وتعلو إسرائيل فوق الجميع وتسود أمريكا المتغطرسة لا سمح الله.
سيادة الرئيس أبو بلال إن ما يجري في سورية ابتداء من اليوم وفي ليلة السابع من رمضان، هو حروب ردة مدبرة ومبرمجة، فكن على خطى وهدي أبي بكر، وارفع الراية لنصرة أرض الشام المباركة، وامتداد تركيا الطبيعي وسبب تماسكها وأس نهضتها.
فهلا حللت غدا صباحا الى دمشق وعقدت مع اخوانك حلفا عسكريا مشتركا، وأقمت ثلاث قواعد عسكرية متمركزة حيث يقطن شياطين الإنس من الذين تشير أصابعهم لتركيا.
إن الحلف العسكري بين سورية الجديدة وتركيا الحالية كان حاجة بالأمس، ولكنه أمسى اليوم ضرورة عاجلة وملحة.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 23/7/2025