لقد قام المشروع الإيراني الطائفي بتتفيذ المطلوب منه وزيادة، حيث فكك المنطقة العربية ثقافيا، واحتل بعض عواصمها، وقتل نخبها وقياداتها الفاعلة، كما أفقر وشرد شعوب المنطقة، وذلك لصالح المشروع الصليبي الصهيوني، والذي يلتقي مع ملالي إيران في ضرورة تفكيك واضعاف المنطقة وإخضاع شعوبها، وهو ما تجسدت أعلى صوره من خلال التعاون العمودي والأفقي بين إيران وإسرائيل وأمريكا في اجهاض ثورات الربيع العربي، وتفكيك العراق المجيد، وإخراج أفغانستان الواعدة والواصلة من المشهد.
أما الآن وقد تفككت دول المنطقة، وبات ضعفها الشديد سببا في غياب ارادتها السياسية، واحباط نهضتها في الحقبة الحالية، فإن المطلوب أمريكيا هو إعادة تشذيب إيران لتواكب التصور الأمريكي الجديد، الأمر الذي يستدعي ضرب قدراتها المكتسبة لمنعها من تغيير معبودها وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وعقابا لها على مد جسورها مع الصين كان لابد من منعها وتعويقها من تحقيق برنامجها النووي، استبعادا لاحتمالات تقلباتها الطموحة لتعزيز نفوذها إقليميا.
المهم أن تبقى عقولنا واعية إلى أن إسرائيل في الحقبة الحالية هي العدو الأخطر وجوديا على شعوب ودول المنطقة، وأما ايران فلن تقوم لها قائمة، مع ضرورة الانتباه من توسعها المحتمل في مصر والمغرب العربي الكبير.
وأما أمريكا فهي الكاهن الأكبر الذي يدير المنطقة والاقليم ويوظف الأطراف المتصارعة لتخدم بقاء عرشه ونفوذ سلطانه، فهل يعي الحكام الجدد والحركات العربية والإسلامية القائمة أن المشروع الأمريكي الصهيوني شر مطلق تتجاوز مخاطرة مجموع شرور المشاريع المتعددة المعادية؟
مضر أبو الهيجاء جنين فلسطين 13/6/2025