يا أخي الكريم السيد الرئيس أحمد الشرع، ما الذي يدعوك للتطبيع مع عدو ربك ودينك، ومع قاتل أهلك ومحتل أرضك؟
هل هانت عليك دماء إخوانك في مصر والعراق واليمن ولبنان وفلسطين وعموم الشام؟
قل لي بالله عليك:
هل خضعت لضغوط أمريكية ودولية لا تطيقها، أم هو شرط متفق عليه قبل خروجك من إدلب محررا لدمشق!
أم هي شهوة سياسية تطمع في سلطة أبدية، وتستعين بحبل من الله وحبل من الناس؟
وهل غاب عنك مآل الرئيس المصري محمد أنور السادات، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وما انتهيا إليه من هلاك معنوي وشخصي، وحرف لمسار الأمة واتلاف لمستقبل الناس؟
لقد رحل الرئيس المصري مقتولا على يد الجماعة الإسلامية بعد أن احتضنه جيمي كارتر في اتفاقية السلام بكامب ديفيد، ورحل الرئيس الفلسطيني مسموما بعد أن صافح إسحاق رابين وتبسم له كلينتون في واشنطن!
رحل الرجلان اغتيالا وسما، وذلك بعد أن أحدثا منعرجا آثما وشاذا في مسيرة الصراع العربي الإسلامي مع المشروع الصهيوني الغربي الذي يستهدف عموم المنطقة وشعوبها!
فلماذا يا أخي الكريم ترحل ملوثا بحلف مع أقذر بني البشر وأكثرهم حقدا على المسلمين وقتلا للعرب المسالمين؟
ألست مجاهدا وداعية؟ فأين يتجسد معنى الثبات، لاسيما أنك توليت أمر العامة، وصرت بين الناس مسطرة وقدوة؟
صحيح أنك انتقلت من القاعدة للنصرة ثم الهيئة، فهل تفكرت وهلا وقفت وتدبرت إلى أي خانة سينقلك التطبيع مع قاتل جدك ومغتصب أمك ومشرد أطفالك في سيناء والجولان ولبنان وغزة والقدس وجنين، وجميعها ديار شامية؟
وهل عرضت أمرك على أسيادك العلماء ومكتب الإفتاء؟ أم تجاوزته وجعلته صورة بلا طعم ولا لون ولا رائحة؟
هل قمت باستفتاء شعبك المضحي والثائر والصابر، والذي ستتجرع أجياله عذابات إسرائيلية.. من قتل وفقر وحروب جوع غزية؟
أم ستقوده بسياسة القطيع الأسدية بعد أن تحرر وفك قيد العبودية، ودفع ثمن خياراته من دماء أبنائه، طمعا في مستقبل عز لا ذل بين يدي أبناء القردة والخنازير يستبدلهم بفرعون الشام اللعين؟
ثم إذا انتفض شعبك المجاهد رافضا التطبيع مبديا رأيه بحرية فما هو موقفك العملي تجاهه؟ ولماذا لا تقرأه اليوم وهو واضح وراجح قبل أن يحدث؟
ألا ترى معي أن هناك أمرا غير طبيعي!
فكيف للسلفية الجهادية التي تقدمت الصفوف لتتجاوز التجارب العربية إشكاليات وضعف وخلل الحركات الاخوانية العجوز، ثم عرضت نفسها رائدة في الأمة بعد أن تخلصت من آثام وخزعبلات الصوفية، وبذلك السلاح استعلت على العلماء والمدارس والشيوخ معلنة نقاء التوحيد والانقياد والانضباط بملة إبراهيم عليه السلام!
فكيف لها -بعد كل هذا- أن تشرعن وتقع في الفاحشة السياسية، وتكون هي مجلبة العار الأولى في تاريخ الحركات الإسلامية، ومجلبة للعار في تاريخ الدعوة الإسلامية المعاصرة؟
ثم هلا بينت لنا ولشعبك وللعالم العربي والإسلامي -الذي يعاني برمته فقرا وجوعا وتشريدا وسجنا وجهلا وهلاكا منذ قرن بسبب المشروع الصهيوني الصليبي الغربي والأمريكي- ما هي المصالح الراجحة التي يمكن أن تتكئ عليها لتحليل هذا المنكر وكبيرة الكبائر؟
هل خفي عليك أنه بعد التطبيع الإسلامي السوري مع إسرائيل -لا سمح الله- لن يبقى في سورية والفرات حبة قمح، وسيجف الماء في حوران وستعطش درعا كغزة، وتباد الصناعات والأسواق المحلية، وتتلف المشاريع النيوليبرالية نسيج مجتمع دمشق وحلب وحمص وعموم سورية؟
قل لي بالله عليك:
ما هي الضمانات التي قدمها لك الكاهن ترامب وتزيد عن الضمانات التي قدمها كلينتون لياسر عرفات، علما بأن ياسر عرفات كان حاضرا في المشهد ومعه وإلى جانبه الكتلة الغربية الأوروبية والعربية؟
فاستمع لنصحي يا موحد يا عبد الله وكن مع الشرع يا أحمد الشرع، ولا تسمع لوسوسة الانس الرجيم، حتى لو كان شكله عربي واسمه أمير المؤمنين، فإن الحلال بين وإن الحرام بين، وقد كنت قبل وصولك لقصر دمشق تحاكم اخوانك بقسوة على المشتبهات! فاتق الله.
يا أحمد الشرع لا تكن أنت قابيل الحركات الإسلامية ومن يسن سنة فاحشة سيقتدي بها كل الخليج العربي والمغرب الشريف وبلاد الحرمين، ويكون وزرهم جميعا في رقبتك!
أيها السوريون رسالتي إليكم اليوم أقولها بوضوح:
إذا جاهدكم الحاكم على أن تشركوا بالله أو تقبلوا بالتطبيع مع المحتل، فلا تطيعوه، وقوموا بواجب النصح المسؤول، وحافظوا على دولتكم الجديدة، فهي ثمرة عظيمة، وإياكم ومعادلة الإحتراب الداخلي، فعدوكم الحقيقي هو عدو الله ورسوله.
اللهم احفظ بلاد الشام وسورية من عذابات التطبيع مع عدو وعدتنا بقرب زواله، ومدحتنا بوصف الطائفة المنصورة الذين يقاتلون على أمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم، فاجعل يارب عبدك التائه أحمد الشرع من هؤلاء، ولا تكله لنفسه أو للأنظمة العربية فيهلك ويهلكنا جميعا معه.
#أنقذوا_سورية_وشعبها_الكريم
#لا_للتطبيع_مع_إسرائيل
مضر أبو الهيجاء جنين/فلسطين 12/6/2025