مضر أبو الهيجاء يكتب: فك الالتباس في موقفي من حركة حماس (5-5)
الخلاصة
إن حركة المقاومة الإسلامية حماس إسلامية المنشأ والمنبت ورسالية الأهداف وقائمة من خلال كتائب القسام الأبرار على جزء من مسيرة الجهاد وواجبه العيني في الأرض المباركة.
لكن حماس لم تثبت على الصراط المستقيم بل زاغت عنه وأخرجت قطار التغيير والتحرير عن السكة الصواب حين اجترحت الكبائر السياسية ودخلت في العملية السياسية في ظل الاحتلال وما نتج عن ذلك من احتراب فلسطيني داخلي وانقسام تاريخي في القضية الفلسطينية، ثم ارتكبت كبيرة الكبائر باستحلالها لحرام بين واضح، مضمونه الحقيقي حلف بين المسلمين مع عدو قائم على الاحتلال والقتل والتشريد والنهب للموحدين هو ملالي إيران القتلة والمجرمين.
إن حركة حماس وقياداتها ومنهجها كان ولا يزال حتى اللحظة إسلاميا وسنيا واضحا، وإن غبشت عليه مواقفها وخياراتها السياسية فإن اتهام البعض لحماس بالتشيع غير صحيح بالكلية، ولكنه حال غير مضمون في استمرار النقاء العقدي بعد لوثتها السياسية، لاسيما عند أبناء بعض القيادات الذين بدأوا يتهموننا نحن بالطائفية وشق صف الأمة باعتبار أن جناحيها هما السنة والشيعة! وهذا لعمري فكر ملوث واثم في رقبة قيادات حماس التي شرعنت التحالف مع إيران، وقد ظهرت أمارات خطيرة في بعض الشخصيات الحركية من أبناء الصف الثاني والثالث في الحركة تشير لمخاطر مستقبلية حقيقية وليست موهومة، ستتجاوز في زاوية انحرافها القيادة الرشيدة في الحد الذي وصلت إليه أفقيا ورأسيا في علاقتها وقناعتها بالمشروع الإيراني ومحوره اللعين!
واجبنا اليوم وغدا أن نقف إلى جانب الجهاد والمقاومة والمجاهدين البررة، وأن نساندهم بكل ما أوتينا من قوة وطاقة وبكافة الأشكال والوسائل، وإن من تقاعس عن هذا الواجب وهو قادر عليه فقد برئت منه ذمة الله، وهو مفارق للمسلمين وعلى ضلال مبين.
أما واجبنا تجاه حركة حماس فهو أن نقف معها وننصرها ظالمة ومظلومة وفق أمر وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كل من تقاعس عن نهي قيادة حركة حماس عن المنكرات التي اقترفتها والكبائر السياسية التي اجترحتها واكتفى بأمرها بالمعروف فهو قد خذل دين الله قبل أن يخذل الحركة، وهو مفارق لأمر وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى انصر أخاك، بل هو مخالف للمنهج الرباني الذي شرعه الله وبينه في تقريعه وتقويمه وتوجيهه لصحابة رسول الله، وفي عتابه لخير الخير محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم عن الخطأ.
إن كلام الله في عبس وتولى الذي جعله الله كلاما متعبدا بتلاوته لم ينزل على سبيل الرواية التاريخية، بل هو منهج رباني جعل الحق متقدما حتى عن الأنبياء، وهو دلالة التوحيد وسر الاستقامة وتمكين الحق واستحقاق للنصر الذي هو حصرا من عند الله.
إننا مع حركة حماس وغيرها من حركات الدعوة والإصلاح والتغيير والجهاد في كل مسار يرضي الله، كما أننا نخالفها وننصح لها ونعاتبها ونقرعها عند كل خلل في الشأن العام يغضب الله ويخالف هدي نبيه صلى الله عليه وسلم، ونحن ضدها في كل ما يتلف دين المؤمنين ويجمل القبيح أو يقبح واجب المصلحين، فويل للمطففين الذين زانوا الأمور باعتبارات أرضية وأسقطوا الاعتبارات الشرعية تجاه الدين وتجاوزوا الاعتبارات السياسية والأخلاقية تجاه دماء عموم الأمة.
نصر الله المجاهدين وأصلح فكر ومنهج وسياسة ومواقف قيادات حركة حماس والجهاد وغيرهما، والدعاء موصول بالهداية لحركة فتح وكل القوى الفلسطينية، ففيها جميعا يتوفر المجاهدون الصادقون الربانيون، كما أنها ابتليت جميعا بقيادات قاصرة أو معوجة أو مرتبطة، تحتاج النصح والإرشاد والتوجيه، وقد ظلم وأخطأ كل من قسم الشعب الفلسطيني وقواه لملائكة وشياطين بحسب ألوان راياتها العمية.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، وما قلته من حق فمن الله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وأستغفر الله.