مضر أبو الهيجاء يكتب: فلسطين بين نير الاحتلال وضلال بعض القيادات!

تيه في الصميم،

فلسطين بين نير الاحتلال وضلال بعض القيادات!
فلسطين بين نير الاحتلال وضلال بعض القيادات!

يكفي للدخول في الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله مرة واحدة ثم تستكمل بقية الأركان.

لكنه لم يعد كافيا للقيام بفريضة الجهاد ومقاومة المحتل في فلسطين الا أن تشهد في كل مرة وفي كل جولة وفي كل مجلس وخطبة ومحاضرة، بأن إيران وحزبها هي داعم المقاومة وأسها!

فما هو سبب هذا الفجور والعهر السياسي في الترويج لإيران على أنها جهاد ومقاومة نبيلة وصادقة ومخلصة، وأنها عمود وعماد المقاومة في وجه أمريكا المستكبرة؟

الجواب: الشهوة والضلال وعمى البصيرة وغياب الهداية.

لا يشك أحد في جهاد شعب فلسطين منذ قرن، تماما كما هو جهاد بقية الشعوب العربية في مواجهة المحتلين، كما لا يشكك أحد في فريضة ووجوب الجهاد على عموم الأمة لاقتلاع المحتل الإسرائيلي من الأرض المباركة واسترداد أقصى المسلمين.

إن العلقم الذي تجرعه بعض قيادات المقاومة الفلسطينية لأجيال الأمة من خلال الترويج لإيران على اعتبارها مشروع مقاوم حقيقي ومناهض لأمريكا، هو غش في الدين وخيانة للأمانة وتشويه للتاريخ وعبث في وعي الأمة واستمرار للهزيمة ومجلبة لغضب الله.

فهل عميت تلك القيادات -منذ أن سلمت أمريكا مفاتيح طهران للخميني وحتى اليوم- عن حجم الذبح الذي أعملته سكاكين إيران الطائفية في رقاب أطهر الخلق في العراق واليمن والشام ولبنان، ولا يزال؟

وكيف تجتمع أوصاف ومسمى قيادات إسلامية مع عدم اعتبارها بالمطلق لعذابات الأمة العربية والإسلامية على يد ملالي إيران وامتدادها الطائفية المجرمة في اليمن وعموم الشام، وفي العراق الذي يعدم فيه الرجال كل صباح ومساء لأنهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا؟

من هو الكاهن الأكبر الذي أفتى لتلك القيادات الضالة بأنه يجوز للفلسطيني أن يتحالف مع الشيطان، وأن يتلف دين المسلمين ويغشهم ويدلس عليهم بتغيير أوصاف الحرام والتلاعب في دين الله كتلاعب أصحاب السبت، وذلك باعتباره مقاوم لإسرائيل؟

فهل يعي هؤلاء ملة إبراهيم والدلالة حين تل ابنه للجبين؟ وهل يؤمن هؤلاء حقا بأن النصر من عند الله وليس من لدن ملالي طهران القتلة المجرمين والمحتلين لبلاد العرب والمسلمين؟

إن الابتزاز الأخلاقي الذي يمارسه البعض، من خلال استحضار معاني الشهادة والشهداء لتمرير الآثام والمنكرات هو من صفات بني إسرائيل، الذين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، وهو ليس من صفات المخبتين الخاضعين لدين الله وهداه.

إن الجمع بين الفضائل والرذائل، وبين رفض التنازل عن فريضة الجهاد ورفض التراجع عن الحلف مع مشروع إيران المعادي، هو كبر وعمى حل بصاحبه، كالذي يجمع بين الله واللات!

لقد جاوزت بعض القيادات الفلسطينية الحد في عهرها السياسي بترويجها لإيران، وذلك للدرجة التي تجلب غضب الله، واللعنة التي يمكن أن تحل بأهل فلسطين إذا لم ينكروا هذا المنكر، وحتى لا يعم هذا الخبث، فتسري سنن الله علينا ويكون هلاك الصالحين مع الطالحين.

ومن نكد الدنيا أن تسمى تلك القيادات وتوصف بأنها قيادات إسلامية وهي خالية من المرجعية الإسلامية! ثم تمارس قهرا فكريا وحكما استبداديا مع غيرها، فإذا لم تكن في صف إيران فأنت قطعا في صف النظام العربي الرسمي الخائن والوكيل عن الغرب!

لقد عميت بعض القيادات الفلسطينية المقاومة عن أن الصراع بين إيران وإسرائيل هو صراع نفوذ وليس صراع وجود، الأمر الذي جعلها تقبل بأن تكون مطية لمشروع معاد لله والرسول ومفارق وطاعن في هوية الأمة الثقافية ومقدساتها، وهو محتل لبلاد المسلمين وقاتل لرجالها ومغتصب لنسائها ومتلف لعلمائها في أقبية السجون!

إن حالة الكبر والعمى الذي تمر به فلسطين بسبب خيارات قياداتها الضالة، سواء من اختارت التنسيق مع العدو الإسرائيلي، أو التي اختارت الحلف الفولاذي مع العدو الإيراني صاحب مشروع ولي الفقيه … سبب في إتلاف الشعب الفلسطيني وتيه أجياله، وهو سبب في تغول العدو الصهيوني واستعلائه.

لقد هرس الشعب الفلسطيني في غزة، وهو الآن يهرس في الضفة، نتيجة لتصور عليل ومختل تمكن من عقل عموم قيادة المقاومة، حيث صدقت وآمنت تلك القيادات المختلة بأن إيران الملالي وأذرعها الخارجية في الساحات هي مشروع مقاومة يبنى عليه ومعه أمل كبير، وهذا هو السر والدافع الحقيقي لقرار معركة الطوفان التي أتلفت فلسطين وتسببت في تهشيم جزء كبير من خامة النصر فيها، وحطمت مرتكزات لازمة في مشروع التصدي والتحدي الفلسطيني في وجه المشروع الصهيوغربي القائم في فلسطين.

نسي هؤلاء أو تناسوا لأجل مصالحهم ومنافعهم وتألق أحزابهم، بأن فلسطين لن تتحرر من الداخل كما في كل التاريخ، بل خارجها ومحيطها هو من سيحررها من مشروع صهيوني حل على أرض فلسطين، ليستهدف مصر والشام والعراق وعموم الأمة ويمنع نهضتها، وهو الدور الخطير الذي أكملته ببراعة إيران المعادية!

إن فلسطين اليوم بحاجة إلى نبي ولكن النبوة قد ختمت، فأين هو دور ورثتهم من العلماء الربانيين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights