إن مشهد الشاب المصري ابن أرض الكنانة مصر المنتمية والطاهرة، وهو يلقي بزجاجات الطحين والسكر في البحر، مبتهلا إلى الله أن يحملها في البحر إلى أهل غزة المكلومين،
مشهد مؤثر أبكاني مرتين!
الأولى:
كم وحجم وشكل العجز الذي وصل إليه المسلمون في القرن 21، حيث لم يستطع أقرب الناس أن ينقذ أخاه، حتى بات يخاطب البحر ويرسل أشواقه وحنينه ويبث آلامه عبر الأثير!
الثانية:
غفلة قيادات المرحلة البائسة التي تمر بها فلسطين وعموم منطقتنا العربية، عن كنز عظيم وخامة رفيعة هي شعوب أمتنا التي تصطبغ بالدين، وتتشكل وحدتها الشعورية من القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية، ثم بعد هذا لا تجد من تلك القيادات إلا تأثيما للكرام وتمجيدا وتعويلا على مشاريع اللئام!
جانب الصواب كل من فهم الإعداد المطلوب في مواجهة الأعداء دون اعتبار حركة الشعوب خامة التغيير الحقيقية.
فهل ستتخلص قيادات المرحلة الضبابية من دين وديدن الحزبية، وتدرك أن خامة النصر متوفرة حولها في كل مكان وكل الدول العربية، ولكنها تجاوزتها وبنت على حركتها وجماعتها الحزبية، ثم بعدما فشلت جلدت الشعوب المنتمية، ولعنتها على المنابر في نفس الوقت الذي أثنت فيه على أعداء الله والأمة والدين، وذلك انطلاقاً من الأصول غير الشرعية، التي استبدلت مفهوم الحزب ومصالحه بمفهوم الأمة ومصالحها العلية!
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 24/7/2025