مقالات

مضر أبو الهيجاء يكتب: نتنياهو أجبن من العبد الآبق بشار الأسد

إضاءات إيمانية منهجية سياسية

لم يخش ثوار الشام المباركة من نظام الأسد الطائفي النصيري المتوحش غريزيا، بل واجهوه بفدائية منقطعة النظير، تكفي لتزيل مائة إسرائيل.

لم يتوقف أحفاد الصحابة في أرض الشام المباركة عن مواجهة الطاغوت رغم كل أدوات وأشكال القتل التي امتلكها واستخدمها المجرم بشار الأسد وملالي إيران الإرهابيين القتلة.

إن الأسلوب الرخيص الذي يمارسه الحقير نتنياهو في تخويف حكام سورية الجدد وشعبها الكريم هو أسلوب وضيع مجرب وفاشل بامتياز.

لقد خضعت كل شعوب ودول الأرض لمنطق القوة القاهرة إلا شعوب الأمة العربية والإسلامية، فإنها لا تزال ثائرة في وجه طواغيت الأرض ومستنكرة للظلم كائنا من كان صاحبه.

إن قوة أهل الحق في مواجهة الطواغيت وإنكار المنكر -رغم الضعف المادي الكبير- ناتج عن عقيدة التوحيد، وهو دلالة الإيمان واليقين بأن الله أكبر.

نتنياهو أجبن من العبد الآبق الفأر بشار الأسد، ولم يكن بشار الأسد في يوم من الأيام رجلا شجاعا، بل إن حجم قتله وسعاره تجاه أهل الشام الكرام جاء نتيجة عنصرين هما: ذعره الشديد، والدعم الأمريكي الروسي الإسرائيلي والإيراني الكبير.

لن يتوفر لنتنياهو ما توفر لبشار الأسد من دعم سياسي دولي وإقليمي وعربي رسمي، كما لن يتوفر له دعم عسكري من مشاريع عديدة دولية وإقليمية، شاركت بسلاحها وميليشياتها في قتل السوريين خلال 14 عاما عجاف… ورغم ذلك وبمجرد أن رفعت أمريكا يدها عن نظام القتل الأسدي الذي كانت تحميه وتدعمه، سقط النظام وهرب بشار الأسد كالفأر، ولحقه هامان وجنودهما يلوذون بالفرار.

يمكن القول باختصار:

إن النظام الأسدي وبشار الأسد وعمه وأبيه وأخيه وعشيرته التي تأويه وجنودهم وأجهزتهم كانوا عبارة عن شبيحة وبلطجية على المستوى المحلي لصالح المشاريع الإقليمية والدولية، وأما نتنياهو وسموترش وبن غفير وكيان إسرائيل فهم شبيحة وبلطجية على المستوى الإقليمي لصالح المشروع الأمريكي المتصهين.

لقد استفاد النظام الأسدي بشكل ضخم وكبير من الفترة الذهبية على المستوى الإقليمي والدولي، وفي نهاية المطاف هزم ورحل يجر أذيال الخزي والعار يلاحقه.

أما نتنياهو الأسد فهو غير محظوظ، حيث يأتي نباحه وتهديده وحركاته الطفولية الشقية في واقع إقليمي ودولي ليس في صالحه مهما حاز من دعم أمريكي، فالعالم يتجه اليوم إلى احتراب كبير بين الشركاء والأشقاء والمتخادمين في الأمس القريب.

ومن الواجب وعيه سياسيا وعسكريا واقتصاديا، أن وجود تركيا المسلمة في واقع التجربة الإسلامية السورية الواعدة هي نعمة استراتيجية كبرى -حتى دون فعل مباشر-، فلا يمنع المسعور نتنياهو من التهام دمشق اليوم إلا الوزن الإقليمي والدولي المحوري لتركيا ذات التوجهات العامة التي تخدم الأمة.

إن إيران ولي الفقيه كانت مشروع تفتيت ونقمة ونحر للأمة، وأما تركيا فهي نعمة كبيرة، فإن لم تستطع أن تتخذ موقفا مطلوبا لصالح قضايا الأمة نتيجة حساباتها القومية والإقليمية والدولية، فإنها على الأقل لا تتناقض مع ثورات الشعوب ولا تتعارض مع مشاريع نهضتها الإسلامية، بل إن خطها العام في السياسة الخارجية يخدم عموم قضايا الأمة ويفيد كياناتها الفاعلة ومشاريعها الواعدة، وسورية خير شاهد ودليل.

والخلاصة:

إن نتنياهو ليس أكثر من كلب مذعور، لاسيما بعدما رأى بأس جزء قليل محاصر ومستضعف من أهل الشام في غزة والقدس وجنين، فكيف سيصنع مع واقع الشام الكبرى، بعد أن حطم ثوارها الأبرار أصنام الخوف والقوة، وولد ونما وكبر فيها جيل لا يعرف من التاريخ إلا فتح عمر بن الخطاب للشام وتحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس.

وبقدر ما يبرع السوريون حكاما وجماعات وشعب كريم، بالبناء ثم البناء ثم البناء، بقدر ما يقترب زوال إسرائيل كلب أمريكا العقور، وسيأتي اليوم الذي يفر فيه حكام إسرائيل كما فر العبد الآبق بشار الأسد ويسمع لهم صوت ضراط كالشيطان الرجيم.

فهل يعي أحرار الشام الكرام أن معنى قول الله تعالى في كتابه الكريم (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) يكمن اليوم في البناء على كل صعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى