أقلام حرة

مضر أبو الهيجاء يكتب: نداء مفتوح للمجاهد أبي عبيدة

الأخ المجاهد الذي نحبه وندعو له ونرى فيه صورة الصحابي أبي دجانة حفظكم الله وبعد:

يا أبا عبيدة، تنتظرك الأمة بطولها وعرضها لتسمعك باكية عيونها وخافق قلبها.

اجعل كلماتك شاهدة لك لا عليك، ولا تجمع في قولك بين المقدس والمدنس، ولا الحق والباطل، ولا تدخل السم في العسل وتروج للحلف مع مشروع معاد ووحدة موهومة مع معتد وقاتل!

أخي الحبيب لا تكن من المطففين فويل لهم، ولا يجوز لمثلك وهو ينتظر الشهادة في كل لحظة أن يتهاون في دين الله ويدني من شأن دماء المسلمين ورقابهم التي تعدم كل صباح في عراقنا المجيد!

من الذي لوث عقلك وأقنعك بأن الأذرع الإيرانية في الساحات تسعى حقا لتحرير الأقصى وفلسطين، وهي التي انقلبت على بلادنا وأهلكت الحرث والنسل وهجرت رواد الأقصى وأحفاد المحررين من كل محيط فلسطين؟

كيف قصر عقلك وبصرك عن عالم عربي واسلامي، ولم تعد ترى أكثر من حدود غزة، التي ننتمي لها ونحبها وننصرها؟

وكيف تزور التاريخ وتظلم الحقائق وتمسح تاريخ أمجاد أوائل، وتزعم أن الوحدة العربية لم تتحقق كما تحققت اليوم مع القتلة والمجرمين في لبنان واليمن والعراق، وتصفها بالوحدة الصادقة بالقول والفعل وأنها الأمل المنشود، ثم تتهم المجاهد عبد القادر الحسيني بدينه وهو الذي يلعن كل مجرم ومحتل وقاتل؟

لو لم أكن فلسطينيا لقلت عنك مأجورا ودخيل، ولكني ابن تلك التجربة التي لوثتها قيادات تعرف الحق وتحرفه.

لا يا أخي يا أبا عبيدة ما هكذا عهدناك ولا هو عهدنا بالرنتيسي والياسين وعزام الأوائل، فكن كهؤلاء ولا تنطق بما يملى عليك، حتى إن انقطع التمويل الإيراني ودعم المحور السياسي، فالمرحلة مرحلة صبر وثبات على الحق.

إن حجم الصبر الذي نلزم به أهلنا في غزة وجنين، وهم الذين يتكبدون من ورائنا الخسائر في الأرواح والأموال والديار دون أن نستشيرهم ودون أن يكونوا جزءا من القرار، يوجب على من أطلق المعركة واتخذ بنفسه القرار أن يكون أكثر صبرا واصطبارا أمام الحاجة للدعم المالي، ونحن من يؤمن ويقول ويؤكد بأن النصر من عند الله وليس من عند سواه، فما بالنا نعرف الحق ونلبسه باطلا ثم نزور الحقائق؟

يا عبد الله يا أبا عبيدة تحدثت بالظن عن شهيدنا عبدالقادر الحسيني وألبسته رغم أنفه رداء المؤيد والمتحالف مع المشروع الإيراني والأسعد بوحدة الساحات مع القتلة والمجرمين، وغدا ستلقاه أمام الله ويحاسبك على قولك هذا!

وأنا أحدثك اليوم يقينا، قبل أن تموت أو أموت، إن اقتلاع الاحتلال الإيراني من عواصمنا العربية أصعب بكثير من اقتلاع المحتل الإسرائيلي من غزة، وإن الدماء التي أهرقت وستهرق في الساحات العربية والإسلامية على يد ملالي إيران توازي الدماء التي أهرقت وستهرق في فلسطين على يد الغاصبين ألف مرة، فما بالك تستهين بواقع أثيم ومستقبل أليم؟

يا فارسنا يا أبا عبيدة لا يجوز لمثلك المجاهد الذي يقدم روحه رخيصة لأجل الحق، أن يكون هو من يبطر الحق ويخفي ويقلب الحقائق، فإن كنت جاهلا بها ولم تعلم شيئا عن خارج ومحيط غزة فاسأل أطفال اليمن وحرائر الشام ورجالات العراق، من الذي سامهم سوء العذاب، وأسأل قريبا منك أهل طرابلس من الذي يحرق مساجدهم ويدوس المصاحف!

وإياك إياك أن تقول لي نحن لا نتحدث عن المذهب والعقائد، فأنا في كل ما سبق أتحدث عن مشروع سياسي وعن عدوان وقتل واحتلال غاشم.

وحتى لا يفتن عقلك المخادعون وأصحاب المصالح، أقول لك هب أن ملالي إيران مؤمنون موحدون وسلفيون من أتباع ابن تيمية الأوائل، ألم يقل لنا ربنا سبحانه وتعالى موجها وآمرا﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا  فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ  فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾

[الحجرات: 9]، فهل أقلعت إيران عن احتلالها والكبائر؟

فإن كنت على أمتك غيور ومستمسكا بالعروة الوثقى فلا تقدم اجتهادات سياسية ضالة ابتليت بها قياداتنا المعاصرة، على قول ربنا ومنهج قرآننا.

وإن كنت بالنسبة لك بعيدا فأنت من غزة وأنا من جنين وهناك من يفرق بيننا مع أننا نسقى من نفس المعين، فدع قولي جميعه واسمع لقول شيخي وشيخك القرضاوي وماذا كان قوله ووصفه للمشروع الإيراني والوحدة الإسلامية الموهومة، وهو العالم الصادق الذي ختم الله بالصدق حياته فرضي الله عنه وأرضاه، وقد مات ناصحا للمسلمين حريصا على الحق والدين -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، ولم يكن العلامة القرضاوي طائفيا ولا جاهلا بالدين.

أخي أبو عبيدة العزيز قبل أن تموت أو أموت فليكن شعارنا فاستقم كما أمرت، والآمر هنا هو الله، ومسؤوليتك واقعة مع علمي بأنك ناطق لأقلام مدانة تكتب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى