هلكت غزة بأيدي الإسرائيليين وبرعاية أمريكية كاملة، وهي نتيجة ومسؤولية في رقبة القيادات الفلسطينية التي قبلت بزواج المتعة السياسي بين الجهاد والمقاومة المشروعة والواجبة لاقتلاع المحتل، وبين المشروع الإيراني الاحتلالي الطائفي المعادي للأمة والدين، والذي امتطى القضية الفلسطينية وحركاتها الجهادية في سياق معارك النفوذ بينه وبين خدم المشاريع الدولية!
لم يكن هذا ما يسعى إليه المقاومون بل العكس هو ما كانوا يتمنون، ورغم أنهم مجاهدون ومضحون ومخلصون -نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا- إلا أن سنن الله لا تحابي أحدا، فوقع المحظور ولم تقع الكارثة المدوية!
هلكت غزة -وربما فلسطين- ولم يتلف الدين ولم تتشوه ملة إبراهيم، بل حفظ الله دينه، وكشف وعرى أولياء محور الممانعة رغم أنوفهم، وقادهم لاختبار جاوز قدراتهم على الخداع والمناورة!
لقد توسع المشروع الطائفي -الذي يستهدف هدم دين التوحيد وإخراج الناس منه، وادخالهم في دين غريب عجيب خرافي هو دين الشيعة- من خلال ارتباطه بالقضية الفلسطينية بشكل رئيسي، وادعائه حب آل البيت بشكل فرعي!
فتصور يا عبد الله لو أن إيران قاتلت إسرائيل فور عملية 7 أكتوبر، ووصل ملاليها الى غزة وصلى الخامنئي وحسن نصر اللات في الأقصى، لكفر نصف أهل الأرض ولتشيع النصف الآخر، ولأصبحت مصر وفلسطين والعراق واليمن وسورية تلعن أم المؤمنين وتنكر معظم السنة، ويتشكل عقلها من خرافات كهنة الشيعة … ولكن الله أكبر وهو خير الماكرين بمن يستحق، وقد تعهد بحفظ دينه وكتابه سبحانه له الفضل وحده.
أضل الله قادة المشروع الإيراني الطائفي المعادي على علم، ومنعهم من الموقف اللازم في وقته، وأعمى أبصارهم حتى ضلت اجتهاداتهم، فبقوا يصيحون وينعقون ليل نهار ويصرحون ويرسلون الرسائل للأمريكان، ومضمونها أننا لا نريد توسع المعركة وسنبقى ملتزمين بقواعد الاشتباك المتفق عليها، حتى لو هلكت غزة ومات أهلها جوعا وقتلت جميعا قياداتها من الصف الأول وحتى الخامس، ولسان حالها يقول إيران أولا وآخرا ومن بعدي الطوفان للهبلان!
مكروا فمكر الله بهم وسلط عليهم فرعون العصر ترامب ليعض رقابهم بفكه المفترس، ويحطم ركبهم ومفاصل بنيانهم من خلال كلبه المسعور إسرائيل.
لقد خسرنا غزة واستشهد مجاهدوها العظام ومات أهلها جوعا ووجعا، وذلك نتيجة كبر وإصرار قياداتها النافذة على الارتباط والتعويل على إيران، ولم نخسر دين الله ولم تطمس هوية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكما مكر الله بملالي إيران فسيكون مكره أكبر بإسرائيل وأكثر رعبا بالطواغيت الأمريكان.. (ترونه بعيدا وأراه قريبا حين يفر المحتلون كبشار الأسد وكالجرذان).
فهل نعلنها توبة ونتراجع عن كبائرنا السياسية ونؤوب الى رب رحمن ونلتفت من جديد للذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، فنتواضع ونضع أيدينا بأيديهم، ولا تتجاوزهم أعيننا وتتجه الى طهران أو شرق وغرب، بل إلى أمة التوحيد، لنبني معها من جديد ونصحح مسار التضحيات المهروقة خارج الصراط المؤدي للنصر والتمكين لهذا الدين العظيم.
اللهم إياك نعبد وبك نستعين فأعنا على توبتك، واهدنا لصراطك المستقيم وما يحفظ مصالح عبادك وإمائك والمساكين المستضعفين.
مضر أبو الهيجاء جنين-فلسطين 20/6/2025