بحوث ودراسات

مضر أبو الهيجاء يكتب: هل أحمد الشرع عميل بريطاني-أمريكي؟

إضاءات سياسية أخلاقية عمرانية

لا وألف لا.. فالرئيس السوري للفترة الانتقالية هو عميل لشعبه السوري وخادم عامل لبلاده وأرض أجداده، وهو جزء من النسيج الإسلامي الثوري السوري -بحسناته وسيئاته وعلله ومميزاته-، وفي هذا لا ينازع إلا مغرض أو صاحب شهوة خفية تسعى للمنصب وللرئاسة -ولا يبني أحكاما على الظنون إلا صاحب سريرة خبيثة ومغرضة-، ومن كان لديه حقائق يقينية فإنه لا يدفنها في زمن تطلعاته السياسية وسعار المرحلة الحالية.

المفاجأة المخابراتية السياسية.

نشر السفير الأمريكي البروتستانتي ابن اليهودية روبرت فورد محاضرة له يتحدث فيها بشكل إيجابي عن شخصية أحمد الشرع، وفي الوقت نفسه كان يدس السم في العسل حيث يشير إلى صورة تطعن في شخص أحمد الشرع -عن وعي وقصد-، وتهدم أصول التجربة الثورية الاسلامية في سورية، وتشكك في نزاهة وسوية المنعرج الذي قدره الله على أيدي ثوار سورية البررة، وذلك بعد مسيرة جهادية عنيدة قدموا خلالها مليوني شهيد ونصف مليون مغيب قصريا واثنى عشر مليون مهجر.

لم ينكسر ثوار الشام الأبرار خلال عقد ونصف من الكفاح، سبقها خمسة عقود من الثورات والمواقف الصلبة الأبية في وجه أقوى منظومة أمنية طائفية بلورها كيسنجر في إقليم الشام وأرض سورية، وذلك بعد أن استجلب الأمريكان وثبتوا أقدام مجهولي النسب من أبناء الطائفة النصيرية -العائلة الأسدية-.

لم ينكسر ثوار الشام المباركة ولكن انكسرت الإرادة الغربية الصليبية، وعلمت بريطانيا السامة بأنه لا خيار أمامها إلا الجلوس والتحاور مع الفاعلين والمؤثرين في حاضر سورية، وذلك بعد أن استحضرت مشاريع الأرض لتهزم ثوار الشام، فهزمت جميعها وانكسرت بفضل الله أولا ثم صمود ورسالية أحفاد الصحابة في أرض الشام، ثم بفضل تركيا الجديدة والتي عادت بعد غياب قرن لتضع يدها في يد من نقلوا إليها النور والهداية، فكان لهم فضل إنقاذها من الجاهلية.

الأهداف البريطانية-الأمريكية الخبيثة من الإعلان عن اللقاءات السرية مع الجولاني؟

إن ما نشرته المخابرات البريطانية-الأمريكية قبل أيام قليلة عن لقاءات سياسييها مع الجولاني -أحمد الشرع- في السنوات الأخيرة يستهدف بوضوح تشويه شخصية الرئيس السوري الذي أحدث منعرجا في حاضر سورية -وهدم التجربة السورية بعد إسقاط التجربة المصرية-، لاسيما وأن كتلته الشعبية تتعاظم في عموم المنطقة، وتشكل نموذجا يهدد لبنان والأردن والعراق، والأهم مصر خزان الأمة الكبير ووقودها الذي بدونه لا تكتمل الدائرة ولا يتبدل حال الأمة.

من نافلة القول الإشارة إلى أن المخابرات الدولية لا تترك أحدا إلا وتدرسه وتلتقي به، وذلك بعد أن تستدعيه وتجلبه إلى ديارها -وهو ما فعلته مع عموم الرؤساء العرب-، إلا أحمد الشرع فقد جاءت بنفسها إليه في الديار الشامية.

من المؤكد أن المنظومة الغربية غير راضية عن أحمد الشرع، وهي خائفة ومضطربة أمام حقيقة المنعرج السوري، ولذلك فقد حرضت وحركت الفلول والطوائف وإسرائيل بهدف بعثرة المشهد السوري ومنعه من التماسك المفضي للبناء، الأمر الذي دفعها لتشويه الشرع -بعد فشل محاولاتها- ومحاولة هدم العلاقة بين منظومة الحكم الجديدة -والتي يشكل أحمد الشرع فيها المركزية- وبين عموم الشعب السوري وجماعاته، وكذلك الحركات العربية المتطلعة للانعتاق السياسي من الهيمنة الغربية.

إن سقف ما استطاعت بريطانيا وأمريكا الوصول إليه هو التشكيك بأحمد الشرع من خلال كشف اللقاءات السياسية المستورة بينهما، والتي جرت على الأراضي السورية، ومضمونها بالنسبة للغرب هو تفحص الرجل الذي لابد من الجلوس معه كمؤثر وفاعل في سورية، وذلك بعد انهيار منظومة الأسد وانكسار المشروع الإيراني وغرق الروس بأوكرانيا.

والسؤال يقول:

ما هو هدف الجولاني من اللقاءات السرية بالبريطانيين والأمريكان؟

من الواضح أن هدف الثوار السوريين -المتصلين بالشوكة التركية- هو تحقيق نقلة نوعية في اتجاه بناء سورية، وذلك بعد النقلة النوعية التي حققوها بدمائهم الزكية وتضحياتهم العظيمة بهدم منظومة النظام الأسدي الأمريكية وإفشال المشاريع المعادية التي ساندته وقاتلت معه، الأمر الذي يوجب التواصل مع الفاعلين والمؤثرين الذين يهيمنون على الأقاليم العربية والإسلامية حاليا.

الخطاب السياسي السوري ذكي منتمي ووفي.

بالنظر لما دار منذ زمن في اللقاءات السرية بين الجولاني والبريطانيين والأمريكان، أو ما يجري حاليا بين أحمد الشرع والإدارة السورية وبين الأمريكيين والإنجليز والفرنسيين، فإن مضمون الطرح السوري في الحالتين ينطلق مما يحقق مصالح الشعب السوري ويبحث عن كل تمكين لأهداف الثوار السوريين بحسب الممكن مرحليا وبشكل تراكمي معقول، وقد استفاد حقيقة من ضعف تجربة مرسي الشهيد، كما استفاد من تجربة وعلاقة الرئيس التركي بالغرب، ونجح في تجاوز سقطات التجربة الفلسطينية سواء في الإطار الإسلامي أو الوطني.

لم يصل أحمد الشرع إلى قصر دمشق كما وصل جل حكام العرب والمسلمين على ظهر دبابة شرقية أو غربية، أو على إثر انقلاب عسكري مدعوم من الجهات الدولية، وإنما جاء نتيجة حقيقة الثورة السورية المباركة والتي خضعت أمام تضحياتها العنيدة العقول والأجهزة الغربية، وذلك بعد أن مدت وكيلها بشار الأسد بكل أسباب القوة، وكلما جثى على الأرض أعادت نفخ الحياة فيه، وقد ساندته طوال حكمه بمشاريع إقليمية ودولية لأجل أن يحفظ المنطقة الأكثر حيوية في تاريخ الصراع مضبوطة ضمن الرؤية الغربية، اقتداء بالدور الوظيفي الذي تقوم به إسرائيل الوفية.

إن اهتراء عظام وكواحل وحوافر النظام السوري الأسدي الأمريكي البريطاني (بشار الأسد وأسماء الأخرس) ألجأ بريطانيا وأمريكا لتحسين علاقتها بأردوغان باعتباره الشوكة السياسية للثورة السورية -أحب السوريون أم كرهوا-، الأمر الذي قاد للعصب الحقيقي المنظم والمؤثر الذي يعتمد عليه الأتراك دون سواه من الأجسام الثورية التي ضعفت أو تشظت، ألا وهي هيئة تحرير الشام وقائدها الذي له دور مركزي في تماسكها وتقدمها، لاسيما وقد جربه الأتراك خلال سنوات في الشمال السوري، فأفلح وتناغم معهم بخلاف الأطراف الثورية الأخرى والتي تميزت بضعف بنيتها أو ضعف عقولها السياسية، أو غياب مرونتها السياسية الواعية التي أزهقت وضيعت فرصا كثيرة قبل أن يظهر الجولاني على الرصيف السياسي لتركيا التي تملك مشروعا ورؤية ومقدرات ودولة حقيقية فاعلة ومؤثرة في المنطقة على المستويين الإقليمي والدولي.

الكيمياء السياسية في إقليم الشام.

إن كل ما سبق توضيحه يشير إلى كيمياء السياسة في فضاء إقليم الشام الذي تحتل سورية فيه المكون الأضخم والأكثر فاعلية في رسم مسار عموم الإقليم وجواره العربي، كما تشكل سورية صمام الأمان في حاضر ومستقبل تركيا.

وكما وعى الجانب التركي تلك الحقائق فتعامل معها انطلاقا من الهوية الثقافية الإسلامية المشتركة، وانطلاقا من المصالح الاستراتيجية، فقد وعاها الغرب السياسي المعادي ثقافيا والمتمثل في العرق البروتستانتي الأبيض الحاكم في بريطانيا والنافذ في أمريكا، وهو ما قاد بشكل لا تخطئه كيمياء السياسة للبحث طواعية -وخضوعا أمام حقيقة الثورة السورية وشعبها العنيد، وحقيقة تركيا الجديدة ونفوذ ودهاء المنتمي أردوغان- عمن يمكن الحديث والحوار معه في فسيفساء الكيانات الثورية السورية القادرة على ضبط المعادلة من جديد، وذلك قبل أن يفلت الإقليم برمته في ظل الزحف الصيني وحلفه الجديد والمتقدم مع المشروع الإيراني وقدرته على ابتلاع الخليج في يومين وليلة.

وبكلمة يمكن القول إن أحمد الشرع ليس عميلا للغرب ولا للشرق، بل بريطانيا هي التي خضعت بمرونة أمام حقيقة الثورة السورية وقوامة المشروع التركي، وذلك بعد انتهاء صلاحية المشروع الطائفي في تحقيق الهدم الكبير لعموم دول المنطقة وتمزيق شعوبها، وبعد حقيقة ثورات شعوب المنطقة التي أشارت لإمكانية انعتاق عموم المنطقة من الهيمنة الأمريكية، لاسيما وقد أنهى جهاد شعب فلسطين بريق إسرائيل وأظهر حقيقتها كوحش حقير خادم للسياسة الأمريكية.

سورية الجديدة والقضية الفلسطينية والمسألة الإسرائيلية.

في ظل العلو الصهيوني الذي أعقب معارك الطوفان، وفي ظل الحلول الأمريكي الذي بعثر ثورات الربيع العربي وحرفها وبدد جهودها، وفي ظل إزهاق المولود الأخطر في مصر، لا يتصور أن تقدر سورية في المرحلة الحالية على إنقاذ القضية الفلسطينية أو رفدها بما ينقذ مسارها السياسي أو العسكري، لكن في كل الحالات فإن قوة الجغرافيا السورية وشعبها ودولتها قطعا سترتد على فلسطين بالقوة، وفي حال ضعف سورية أو ضياعها سيكون ضياع فلسطين المدوي والكبير، والرئيس مرسي الوفي خير شاهد ودليل، حيث كان الانقلاب عليه وقتله هو اضعاف كبير في مسار القضية الفلسطينية وعموم القضايا العربية.

المسألة الإسرائيلية

لا يمكن لحكام سورية التعامي عن إسرائيل، لاسيما وأن تحرشاتها التي تستهدف منع تمدد النفوذ التركي ستبقى قائمة ومرشحة للزيادة، والحقيقة التي ستشهدها سورية هي إما نفوذ تركي يتوسع في سورية أو خضوع لإسرائيل، وأما المنظومة العربية الحالية فهي مكونات تسبح في فضاء الأمريكان بلا إرادة ولا مشروع ولا هوية، لاسيما بعد الانقلاب على الشرعية المصرية.

من الحكمة اليوم أن يتحاشى السوريون الاصطراع مع يد وذراع أمريكا إسرائيل، وبنفس الوقت حرام عليهم وهو جرم تاريخي كبير إن ذهبوا للتطبيع معها من خلال الموافقة على اتفاقيات ابراهام، وليس ذلك انطلاقا من الغيرة على فلسطين، بل لأن التطبيع واتفاقيات ابراهام لن تبقي ولن تذر خيرا في سورية، بل ستكون بداية لسحق الفضائل وإنعاش الرذائل في كل ميدان وجانب -لا سمح الله-.

وبكلمة يمكن القول إن خير ما تبدأ به سورية هو ما انتهى إليه الشيخ الياسين في فلسطين!

الشيخ أحمد الياسين إمام المسألة الإسرائيلية في حاضر سورية الجديدة!

كان موقف الشيخ أحمد ياسين واضحا معلنا ومذاعا يشير فيه بوضوح إلى:

أولا:

عدم إمكانية الدخول في معارك كبرى مفتوحة مع إسرائيل، وذلك باعتبار أن من يقاتلها فإنه يقاتل أمريكا التي ترعاها وتستخدمها.

ثانيا:

إمكانية الدخول في معاهدة طويلة مع إسرائيل مدتها عشر سنوات، وذلك بناء على اجتهاد فقهي في السياسة الشرعية، له حضور في المدارس الفقهية الأربعة.

كان هذا موقف واجتهاد الشيخ أحمد ياسين والذي استشهد وهو ثابت عليه كالجبال في وجه المشروع الصهيوني، صابرا في طريق الدعوة والبناء، ومثابرا في وجه الهوان للنظام العربي الرسمي، حتى حضرت إيران ونجح الملالي في اختراق حركة المقاومة الإسلامية حماس وتموضعوا في رأسها وصاغوا عقلها، وذلك من خلال مفهوم وحدة الساحات المخادع، وفي بطنها من خلال الدعم والمال، وفي أحشائها من خلال محور المقاومة والمنظومة الطائفية المجرمة الراعية له.. فوقعت الواقعة.

وبكلمة يمكن القول إن على حكام سورية الجدد أن يستوعبوا الأخطاء الفلسطينية الجارحة، لاسيما أن الأخطار الإسرائيلية على سورية هي نفس القائمة في جغرافيا أرض فلسطين، والتي تعتبر أهم جيب من جيوب الشام الثائرة.

المسؤولية التاريخية أمام الشعوب والحركات العربية تجاه سورية الجديدة والأصيلة.

لم تكن طبيعة الصراعات السياسية الطاحنة التي اعترت الحركات العربية الإسلامية خلال نصف قرن – وعلى وجه الخصوص السلفية منها والاخوانية- سببا في غياب موقف موحد خلف القائد الإسلامي رجب الطيب أردوغان، وذلك رغم أن حزبه علماني وتجربته مليئة بالملاحظات الداخلية وفي السياسة الخارجية!

فما السبب في توحد صف الفرقاء خلف قائد إسلامي على رأس حزب علماني في دولة لائكية؟

دون شك لا يقل أحمد الشرع عن الطيب أردوغان في انتمائه للمشروع الإسلامي وإرادة الخير لشعبه وفي انحيازه لقضايا العرب والمسلمين، وفي كرهه للغرب الصليبي واليهود الصهاينة المحتلين.

لقد أدركت الحركات السياسية العربية والإسلامية أن بينها وبين تركيا مصير مشترك، حيث تجمعها الوحدة الثقافية، ويستهدفها نفس أعداء الأمة.

كما أدرك الإخوان المسلمون والسلفيون المعارضون أن تركيا هي الإطار الوحيد الذي يحميهم من القتل والسجن والتشريد فلجأوا إليها، ووحدوا مواقفهم خلف أردوغان سواء في الحملات الانتخابية أو في التحديات التي كادت تسقط عرشه كما في انقلاب عام 2016.

وبعد ضياع العراق الكبير وتمزيقه إربا بالأيادي الإيرانية الأمريكية، وبعد إتلاف مصر وضبطها وإخضاعها الكبير بتعاون كامل بين النظام العربي وأمريكا وإسرائيل، وبعد خضوع النظام العربي الرسمي للإدارة الأمريكية بشكل تام والتطبيع الآثم مع إسرائيل، أفلا تدرك القامات السياسية العربية والإسلامية أهمية عودة سورية إلى حضن العرب والمسلمين، بعد أن كانت تتنقل بين أحضان إسرائيل والملالي الإيرانيين ضمن الرؤية والرعاية والإرادة الأمريكية؟

وبكلمة يمكن القول:

إذا كان الوقوف إلى جانب أردوغان وتركيا سنة مؤكدة، فإن الوقوف إلى جانب أحمد الشرع وخلف سورية الحرة فرض وركن وهو واجب الوقت.

وإن من دفعته مصالحه الشخصية وأمنه ورفاهيته الأسرية أن يرعى القائد أردوغان وأن يحافظ على تركيا، فحرام عليه وطعن في أخلاقه ودينه إذا لم يرعى القائد أحمد الشرع، وإذا لم يناصر التجربة الإسلامية الواعدة في أرض الشام المباركة.

وفي أذان البعض أهمس وأقول:

ألا تخشون من تغير الأحوال والتوازنات السياسية في تركيا -لاسيما وأن أردوغان يتعرض لحروب داخلية وخارجية تستهدف إخراجه من المشهد السياسي واستحضار حلفاء الغرب الصليبي وأصدقاء الصهيونية-، فمن سيحويكم ويؤمنكم ويرعى أسركم ومشاريعكم ومنظماتكم إلا السوريين وسورية الجديدة التي خالطتم رموزها الثورية، وتتوأمتم مع دعاتها ومصلحيها وعلمائها المنتمين الأوفياء؟

هل يمكن أن يزل ويخطئ أو يقع في الخيانة الأخ الرئيس أحمد الشرع؟

لا وألف لا.. لا يمكن أن يخون فهو سليل ثورة الشام المباركة حتى وإن التقى بالأمريكان والإنجليز وحتى الإسرائيليين، ولكنه يمكن أن يخطئ ويزل -كآحاد وجماعات البشر- وذلك إذا ترك لوحده، أو تفرد في نظرته وقراره، فحينها سيكون هو الغنمة القاصية التي يأكلها الذئب، فما هو الطريق والحل؟

إن العصا السحرية لا تكمن في عقل وتجربة أحمد الشرع، فهو ككل البشر من الخطائين الذين لا يهتدون إلا بعبادة الله ومعونة منه سبحانه، وهو معنى افتقار المسلم عندما يتوجه في كل ركعة يركعها لله فيقول إياك نعبد واياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم.

إن العصا السحرية التي ستحفظ الشرع تكمن في دور العلماء المسلمين، وفاعلية الشعوب العربية المتمتعة بالرشد والمسؤولية، وهو الرد العملي الذي سيسقط الأهداف البريطانية والأمريكية في الحملة على سورية.

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 20/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى