أثارت مشاركة دولة الاحتلال في المهرجان الفني في مالمو عاصفة من السخط. ودعا آلاف الفنانين والناشطين في العديد من الدول الأوروبية إلى استبعاد البلاد من المنافسة بسبب الحرب في قطاع غزة، تماماً كما فعلت روسيا عام 2022 بعد الهجوم على أوكرانيا.
رفض اتحاد الإذاعات الأوروبية هذه المطالب وأوضح ذلك على موقع تم إنشاؤه خصيصًا. باختصار، يمكن وصف هذا التفسير على النحو التالي: من الناحية الرسمية، ليست الولايات أو حكوماتها هي التي ترسل الفنانين إلى المهرجان، بل محطات التلفزيون الوطنية. ولا تنتهك هيئة الإذاعة (KAN) قيم وسائل الإعلام العامة بتقاريرها، كما تفعل الإذاعات الروسية. إنهم ينقلون دعاية الكرملين.
يرى حوالي 5000 متظاهر تجمعوا في وسط مدينة مالمو يوم 9 مايو، الأمر بشكل مختلف، ومن بينهم الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ. وكان شعار الاحتجاج هو “استبعاد إسرائيل من المهرجان – من أجل السلام وفلسطين حرة”. وارتدى العديد من المتظاهرين الأوشحة الفلسطينية التقليدية وأعلام فلسطين واتهموا دولة الاحتلال بالإبادة الجماعية والاستعمار. واتهموا اتحاد الإذاعة الأوروبي بالتواطؤ في الإبادة الجماعية والإمبريالية. وعرض بعض الأشخاص صوراً لأطفال فلسطينيين يقتلون ويدمرون في قطاع غزة.
وعلى فترات منتظمة، ومضخمة بمكبرات الصوت، أمكن سماع الشعارات التي كانت محظورة في ألمانيا ولكنها قانونية في السويد: “حرروا فلسطين من النهر إلى البحر”، على سبيل المثال. وبحسب العديد من النقاد، فإن هذا الشعار ينكر حق دولة الاحتلال في الوجود. ومع ذلك، لدى السويد قوانين أكثر ليبرالية فيما يتعلق بحرية التعبير من الدول الأخرى في العالم.
مالمو: تضامن كبير مع الفلسطينيين
ومن أجل تجنب أي تصعيد، تظهر الشرطة السويدية، وبعضها مجهز بأسلحة آلية، تواجدا هائلا في الموقع. مالمو هي ثالث أكبر مدينة في البلاد والعديد من سكانها مسلمون. إن التضامن مع الفلسطينيين مرتفع للغاية. وفي الشارع المؤدي إلى القرية الأوروبية، نقطة التقاء المشجعين، يمكن رؤية الأعلام الفلسطينية على نوافذ وشرفات العديد من المنازل.
محاولة يائسة لإبعاد السياسة
تعد الحرب في قطاع غزة أيضًا موضوعًا كبيرًا بالنسبة لبعض الفنانين. كتب تسعة من 37 مشاركًا رسالة مفتوحة قبل المنافسة يدعون فيها إلى وقف فوري لإطلاق النار. أرادت Bambie Thug من أيرلندا وضع ألوان علم فلسطين. حظر اتحاد الإذاعات الأوروبية هذا تحت التهديد بالتنحية. وفقًا لاعترافه الشخصي، اتبع بامبي ثوغ الطلب على مضض.
