في مشهد استثنائي يعكس تصميم الشعب الإيراني على التغيير، تجمع عشرات الآلاف من الإيرانيين الأحرار من أنحاء أوروبا يوم السبت الماضي، 6 سبتمبر، في ساحة Atomium الشهير في بروكسل،
وقد رفع المتظاهرون شعارات ترفض الحرب الأجنبية أو التنازل عن مطالبهم، ومؤكدين أن الحل الوحيد للأزمة الإيرانية يكمن في الخيار الثالث الذي طرحته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة لمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI): التغيير بيد الشعب والمقاومة المنظمة.
تحولت الساحة إلى بحر من الأعلام الإيرانية والشعارات، حيث ردد المحتجون عبارات مثل “كفى بالإعدامات في إيران!” و”فعّلوا آلية الزناد الآن!” في أجواء مشحونة بالحماس.
وقد افتتحت السيدة مريم رجوي الخطاب الرئيسي، مشيرة إلى أن “الإجابة على الأزمة الإيرانية تكمن في إسقاط الطغيان الديني بكامله! الشعب الإيراني مستعد أكثر من أي وقت مضى، والمجتمع في حالة انفجارية، والحل الوحيد هو التغيير بقوة الشعب والمقاومة المنظمة، لا الحرب ولا التنازل!”.

شارك في الحدث شخصيات دولية بارزة، منها مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي السابق، وغي فيرهوفستات، رئيس وزراء بلجيكا السابق، وجون بيركو، رئيس مجلس العموم البريطاني السابق، بالإضافة إلى الكونجرسمان الأمريكي السابق باتريك كينيدي، والنائب السابق في البرلمان الأوروبي أليخو فيدال-كوادراس، الذي نجا من محاولة اغتيال نفذتها عصابات مدفوعة الأجر من النظام الإيراني. هؤلاء شددوا على ضرورة دعم الشعب الإيراني في مواجهة الاستبداد.
دعا المحتجون قادة الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بحق الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة في تغيير النظام، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي فوراً ضد النظام، ووقف حملات الإعدام التي أودت بحياة 170 شخصاً في أغسطس الماضي وحده.
وانتهت التظاهرة بمسيرة حاشدة اجتاحت شوارع بروكسل، حيث رددت الحشود خطابات تندد بالقمع والفساد.
ركزت السيدة رجوي في خطابها على ضرورة تصنيف الحرس الثوري (IRGC) كمنظمة إرهابية، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ضد مشاريع النظام النووية، ودعم وحدات المقاومة في مواجهة الحرس.
وقالت: “التأخير في هذه الخطوات يخدم مصالح النظام، ويعرض السلام الإقليمي والعالمي للخطر. منح الوقت للنظام يعني عودة الحرب، وهذا لا يمكن قبوله!”.
هذه التظاهرة، التي تزامنت مع ذكرى تأسيس مجلس الوطني للمقاومة، عززت من صوت الشعب الإيراني، مؤكدة أن التغيير القادم سيكون بقوة الشعب نفسه. وأثارت خطاب السيدة رجوي تصفيقاً حاداً، مما يعكس تأييداً واسعاً لرؤيتها.
في الوقت الذي تواجه إيران أزمات اقتصادية وسياسية متفاقمة، يبرز هذا الحدث كدليل على عزم الشعب الإيراني على قلب الطاولة على النظام. المشاركون أكدوا أن التنازل عن مطالبهم أو اللجوء إلى الحرب لن يحلا المشكلة، بل إن الحل يكمن في ثورة شعبية مدعومة بالمقاومة المنظمة.
