سيخرج الإيرانيون ومعهم كل من يناضل من أجل إسقاط نظام الملالي يوم السبت 6 سبتمبر في تظاهرة كبرى بمدينة بروكسل عاصمة بلجيكا ضد النظام الإيراني.
وتمثل هذه التظاهرة صرخة الشعب الإيراني الذي يطالب منذ عقود بإسقاط حكم الملالي، ورفض دكتاتوريتي الشاه والشيخ، وإقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على الحرية وفصل الدين عن الدولة.
لقد اعتمد النظام الإيراني خلال أكثر من أربعة عقود من حكمه على ركيزتين أساسيتين لضمان بقائه؛ الأولى هي القمع الوحشي ضد الشعب الإيراني، والثانية تصدير الإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة.
كما حاول باستمرار امتلاك السلاح النووي لتعزيز سياساته العدوانية وإشعال الحروب في المنطقة والعالمإلا أنّ هذه الاستراتيجية اليوم تواجه ضربات قاسية جعلت النظام يعيش أضعف مراحله داخلياً وإقليمياً ودولياً.

فعلى الصعيد الإقليمي، انهار نفوذ النظام في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، بينما يتلقى حزب الله في لبنان ضربات قاسية غير قابلة للتعويض، وتتعرض ميليشياته في العراق واليمن لضغوط هائلة، فيما يواجه برنامجه النووي حصاراً وضغوطاً دولية متصاعدة.
أما داخلياً، فقد وصل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوزت نسبة التضخم 45%، وسقط الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له في قرن، إذ بلغ سعر الدولار مئة ألف تومان.
كما تفاقمت أزمات الماء والكهرباء والخبز، وبات المواطنون في طهران وسائر المدن يعيشون حالة غير مسبوقة من العطش والظلام. ورغم القمع الدموي الذي بلغ حد تنفيذ 841 إعداماً خلال الأشهر الثمانية الماضية بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإنّ الاحتجاجات الشعبية تتسع يوماً بعد يوم، رافعة شعار إسقاط النظام.
ورغم هذه الهزائم القاسية، ما زال نظام الملالي يصرّ على التمسك بسياسة تصدير الإرهاب والحروب، ولا يتخلى عن تدخلاته في شؤون المنطقة.
فقد جاءت زيارة علي لاريجاني إلى لبنان والعراق لتؤكد رفض النظام نزع سلاح حزب الله، فيما أعلن علي خامنئي صراحة رفض التفاوض وتمسكه بمواصلة المشروع النووي.
وهذه المواقف كلها تثبت أنّ بقاء النظام مرهون بالإرهاب الخارجي والقمع الداخلي، وأنّ منطقة الشرق الأوسط لن تنعم بالاستقرار والسلام طالما بقي هذا النظام جاثماً على صدر إيران.
وتأتي هذه التظاهرة بالتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أعرق وأكبر حركة ثورية شاملة في تاريخ إيران المعاصر. فقد تأسست المنظمة في 6 سبتمبر 1965 بهدف تحرير الشعب الإيراني من الاستبداد.
وقد خاضت نضالاً مريراً ضد دكتاتورية الشاه ثم ضد نظام الملالي، وقدمت أكثر من 120 ألف شهيد من أجل الحرية. ولا تزال المنظمة حتى اليوم تواصل كفاحها من أجل إقامة إيران ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة.
وتمثل التظاهرة المرتقبة في بروكسل فرصة تاريخية للتعبير عن إرادة الشعب الإيراني وصوته المطالب بالحرية والكرامة، وهي ليست مجرد تجمع احتجاجي بل رسالة قوية إلى العالم بأنّ الإيرانيين ومعهم أحرار العالم يرفضون الاستبداد والإرهاب.
وفي هذا السياق دعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أبناء الجالية الإيرانية في أوروبا، وكل القوى والشخصيات المحبة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى المشاركة الفعالة في هذه المسيرة التاريخية يوم السبت 6 سبتمبر، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في معركته العادلة من أجل الحرية والعدالة والسلام..