معارض إيراني :استهداف نطنز وفوردو وأصفهان لن يوقف البرنامج النووي أو يغير مساره
*البرنامج النووي سيظل طوق نجاة لإنقاذ النظام من السقوط
*المفاوضات الأوروبية مع نظام الملالي لن يحدث اختراقا في الملف النووي
*النظام يراهن علي مواقع نووية سرية للوصول للعتبة النووية
*استمرار الرهان علي الأذرع الإقليمية يعزز نفوذ الملالي ويجعل محاصرته أكثر صعوبة
*عودة الملف لمجلس الأمن وتفعيل آلية الزناد خيارات مهمة لتضييق خيارات خامنئي
*دعم قوي دولية لطهران والتهريب يفرغان العقوبات الدولية من مضمونا
*دعم المقاومة الإيرانية وخيارات الشعب في التغيير أفضل الوسائل لإسقاط الملالي
*المقاومة الإيرانية ستواصل مساعية لكشف مستجدات البرنامج النووي الإيراني
أكد عضو لجنة الشئون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، علي صفوي،أن الضربات التي استهدفت مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان ،لن تكتب نهاية البرنامج النووي الإيراني، ولن تعدل مساره ،لا سيما ان نظام المالي ينظر لهذه البرنامج باعتباره مسألة حياة أو موت .
وأضاف صفوي، في حوار له مع “جريدة الأمة الإليكترونية “ان المفاوضات الجارية بين النظام الإيراني وبلدان أوروبية لن تشهد أية اختراقات، في ظل تمسك النظام الإيراني بمواقفه ورفضه التخلي عن تخصيب اليوارنيوم، باعتبار أن البرنامج النووي يشكل طوق النجاة لتجنب سقوط النظام .
وشدد علي أن إحالة ملف إيران النووي إلي مجلس الأمن وطبقا للفصل السابع وتفعيل آلية الزناد ،يبقي السبيل الأهم لإجبار النظام علي التخلي عن تمسكه بالبرنامج النووي ،وتليين مواقفه في عديد من الملفات .
ونبه عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلي أن النظام لن يتخلي عن دعم اذرعه الخارجية مثل حزب الله والحوثي في اليمن ،باعتبار ما تشكله هذه الأذرع من أدوات بيده لجعل عملية عزله وإسقاطه شديدة الصعوبة.
الحوار مع المعارض الإيراني تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية .

*ما تقييمك للمفاوضات الجارية بين الثلاثي الأوروبي وطهران؟ هل تعتقد أن هذه المحادثات ستؤتي ثمارًا؟
**يرفض النظام الإيراني الالتزام بالمطالب الدولية بشأن التخلي عن أنشطته المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وتوفير إمكانية الوصول غير المقيد إلى مواقعه النووية وخبرائه.
وبناءً على ثلاثة عقود من المفاوضات غير المنتجة بين الغرب—وخاصة الثلاثي الأوروبي ومجموعة الـP5+1—والنظام الإيراني، فإن التوقع بأن يتخلى النظام عن برنامجه للأسلحة النووية هو أمر مضلل جوهريًا.
حيث يُشكل هذا البرنامج “سياسة تأمين حياة” حاسمة للنظام، حيث يعمل كدرع يحميه أولاً وقبل كل شيء من شعبه الخاص، وفي الوقت نفسه يقيد المجتمع الدولي من اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أنشطته الخبيثة داخليًا وخارجيًاضاربا عرض الحائط بتداعيات القصف الإسرائيلي الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية والبنية التحتيتة.
وتدعم الكشف الأخير عن “خطة كوير” هذا التشكيك. وهذا يفسر لماذا شددت الرئيسة المعينة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، باستمرار على ضرورة تفعيل آليات العودة الفورية للأمم المتحدة، وإعادة تفعيل الست قرارات المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وتوقيف جميع أنشطة التخصيب بشكل قاطع.
كما تدعو إلى إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع لتطبيقه بشكل صارم، مؤكدة أن التغيير الحقيقي للنظام، الذي يديره الشعب الإيراني، وليس المبادرات الدبلوماسية، يمثل الحل الوحيد الممكن للجمود النووي..
*كيف تري تأثير الضربات العسكرية الأخيرة على منشآت إيران النووية، مثل فوردو ونطنز وإصفهان، على استراتيجية النظام النووي؟ هل تعتقد أن هذه الضربات ستغير مسار البرنامج؟
**الضربات العسكرية الأخيرة، التي استهدفت منشآت مثل فوردو ونطنز وإصفهان في يونيو 2025، أحدثت ضررًا كبيرًا في البنية التحتية النووية للنظام.
ومع ذلك، أعلن المسئولون الإيرانيون عزمهم على إعادة البناء واستئناف العمليات، مما يشير إلى عزيمة النظام على مواصلة برنامجه رغم الخسائر.
لا أعتقد أن هذه الضربات ستغير المسار بشكل جوهري طالما أن النظام يرى البرنامج كأداة حياة أو موت بشكل يستوجب الضغط الدولي المستمر وضرورة دعم المقاومة لتغيير النظام من الداخل.
.*في هذا السياق يبرز تساؤل حول دور الحرس الثوري الإيراني في تطوير البرنامج النووي؟ كيف يمكن عزل هذا الكيان عسكريًا واقتصاديًا؟
**الحرس الثوري الإيراني يلعب دورًا مركزيًا في تطوير البرنامج النووي، حيث يدير معظم المواقع السرية ويوفر التمويل والحماية. عزل هذا الكيان يتطلب تصنيفه كمنظمة إرهابية دولية، فرض عقوبات اقتصادية صارمة، ومنع تعاملاته المالية عالميًا، بالإضافة إلى دعم الشعب الإيراني للضغط على النظام من الداخل.
*برايك كيف ترى تأثير العقوبات الدولية على قدرة إيران على تمويل برنامجها النووي؟ هل تعتقد أن هناك حاجة لتشديد العقوبات؟
** العقوبات الدولية أثرت على قدرة إيران على تمويل البرنامج، لكن النظام وجد طرقًا للتعويض عبر التهريب والدعم الإقليمي. نعم، هناك حاجة ماسة لتشديد العقوبات وتوسيع نطاقها لتشمل كل القطاعات الاقتصادية، مع التركيز على قطع خطوط تمويل الحرس الثوري.
*ما مدى مصداقية التقارير التي تشير إلى أن إيران قد وصلت إلى مرحلة القدرة على تصنيع قنبلة نووية؟
**التقارير تشير إلى أن إيران اقتربت من هذه المرحلة، خاصة مع خطة كوير، لكن لا توجد تأكيدات قاطعة لاسيما أن المصداقية هنا تعتمد على استمرار الكشف عن المواقع السرية، وهنا يبرز دور المقاومة الإيرانية في توفير المعلومات الدقيقة.
*ما تأثير دعم إيران للجماعات المسلحة في المنطقة، مثل حزب الله، على برنامجها النووي؟
** دعم إيران للجماعات المسلحة، مثل حزب الله، يعزز نفوذها الإقليمي ويوفر غطاءً لأنشطتها النووية، مما يجعل عزل النظام أكثر تعقيدًا. يجب قطع هذا الدعم عبر ضغوط اقتصادية ودبلوماسية موحدة
*عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمرًا في واشنطن العاصمة في 10 يونيو 2025الماضي ، حيث كشف عن معلومات جديدة حول موقع سري في إيران لم يُعرف من قبل. هل يمكنك التفصيل حول هذا الاكتشاف الأخير؟
** خلال المؤتمر المذكور الذي عُقد في واشنطن العاصمة في 10 يونيو 2025، نشر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية معلومات حاسمة ومفصلة تتعلق ببرنامج الأسلحة النووية السري الإيراني. كشفنا عن وجود “خطة كوير”، التي أُطلقت رسميًا في عام 2009 تحت إشراف مباشر من القائد الأعلى للنظام الإيراني، علي الخامنئي.
وتُعتبر هذه الخطة الخليفة المباشرة لـ”خطة أماد” التي كانت قد أُعلن تعليقها ظاهريًا في عام 2003 بعد أن كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن موقع لافيسان-شيان.
وتركز “خطة كوير” بشكل أساسي على تصميم الرؤوس الحربية النووية وتكاملها مع أنظمة صواريخ الدفع، بالإضافة إلى تطوير تقنيات متقدمة لتحسين قدرات التخصيب والبحث العلمي السري في مواقع موزعة عبر إيران.
وقد تم تصميم هذه الخطة لضمان استمرارية البرنامج النووي العسكري رغم الضغوط الدولية، مع الاعتماد على شبكة من المختبرات السرية التي تُدار بشكل مباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني.
*كثيرا ما تعلن المقاومة الإيرانية عن مستجدات البرنامج النووي الإيراني ؟
** هذا هو الاكتشاف الرابع الذي يكشف عنه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن منذ ديسمبر 2024، حيث سبق أن كشفنا عن مواقع وأنشطة نووية أخرى، مما يعزز من دورنا كمصدر موثوق للمعلومات حول التهديدات النووية الإيرانية.
وتظهر هذه المعلومات المتتالية التزام المقاومة بفضح الخداع الذي تمارسه السلطات الإيرانية، وتوفر أدلة دامغة للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة.
كما أن هذا الاكتشاف يؤكد أن النظام يواصل تطوير قدراته النووية بسرية تامة، مما يستدعي ردًا دوليًا فوريًا ومنظمًا لوقف هذه الانتهاكات.
*كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم الشعب الإيراني في مواجهة النظام؟ ما هي الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها؟
** المجتمع الدولي يمكن أن يدعم الشعب عبر الاعتراف بحق المقاومة في الإطاحة بالنظام، فرض عقوبات موجهة ضد المسئولين، وتوفير منصات لنشر صوت الشعب الإيراني. الخطوات العملية تشمل دعم منظمات حقوق الإنسان وتعزيز التواصل مع المعارضة.

*في النهاية كيف الحل النهائي للتهديد الذي تشكله إيران للأمن الإقليمي والعالمي؟
** قدّمت الرئيسة المعينة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، استراتيجية واضحة باستمرار: تفعيل آليات العودة الفورية للأمم المتحدة فورًا، وإعادة تفعيل القرارات الستة المتعلقة بإيران من مجلس الأمن، وتوقيف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم بشكل لا يقبل المساومة فضلا عن الدعوة لإحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع لتطبيقه بشكل قوي.
من وجهة نظرنا المدروسة، الحل النهائي والمستدام للتهديد النووي للنظام الإيراني، وحتى جميع التهديدات الأخرى التي يشكلها للشعب الإيراني والمنطقة والأمن العالمي، هو تغيير جذري للنظام.
ومن المهم التأكيد هنا أن الخيار أمام المجتمع الدولي ليس ثنائيًا، أي إما الحرب أو التساهل. كما قالت السيدة رجوي، منذ 21 عامًا، ومرة أخرى هذا العام في البرلمان الإيطالي، هناك خيار ثالث: التغيير من خلال عملية عضوية مدعومة من الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، وخاصة بدون تدخل عسكري أجنبي.
*لكن واشنطن أكدت أن قصفها للمفاعلات النووية لا يعني سعيها لإسقاط النظام؟
ولتحقيق ذلك، لا حاجة لتدخل عسكري أجنبي أو مساعدات مالية. يجب الاعتراف بحق الشعب الإيراني والمقاومة في اسقاط هذا النظام. إيران ديمقراطية، علمانية، وخالية من الأسلحة النووية، كما حددتها السيدة رجوي في خطتها ذات العشر نقاط، هي هدف قابل للتحقيق ومطلوب بشدة لتفريغ التهديدات النووية والإرهابية الناشئة من طهران بشكل قاطع.
*في هذا السياق ما هو المطلب الملح للمقاومة الإيرانية من المجتمع الدولي ؟
**يجب علي المجتمع الدولي التخلي عن سياسته الفاشلة في السعي للتفاهم مع هذا النظام، وبدلاً من ذلك الاستثمار الاستراتيجي في الشعب الإيراني—أصحاب الحق الشرعي لأمتهم—وليس تمكين مضطهديهم..