قال “مهدي عقبائي”، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن ما يجري اليوم من قمعٍ ممنهج وانتشارٍ عسكري في المدن الإيرانية لا يُعدّ علامة قوة، بل تجسيدًا صريحًا لفزع النظام من الانتفاضة الشعبية القادمة. وأكد أن خامنئي، الذي يدّعي النصر والتفاف الشعب حوله، يرى في “الانتفاضة المنظمة” بقيادة وحدات المقاومة التهديد الوجودي الحقيقي، ولذلك جهّز نظامه بالكامل لحرب داخلية ضد الشعب، لا لمواجهة عدو خارجي.
وتابع عقبائي، في تصريحات لجريدة الأمة الإليكترونية ، إنّ ما نشهده اليوم في إيران من مظاهر قمعية موسّعة وانتشار أمني غير مسبوق، يرقى إلى ما يشبه “الحكم العسكري”، يكشف عن مدى الهلع الذي يعاني منه النظام بقيادة خامنئي من احتمال انفجار اجتماعي أو انتفاضة كبرى قد تطيح به.
وأضاف: “خامنئي نفسه كان صريحًا مرارًا حين اعتبر أنّ الخطر الحقيقي على النظام لا يكمن في الحرب الخارجية أو الغارات الجوية، بل في انتفاضة الشعب الإيراني من الداخل، وهذا ما يفسر لماذا، بالرغم من مزاعمه بتحقيق النصر في الحرب الأخيرة، لجأ إلى عسكرة المدن وتصعيد القمع في الشوارع.”
وأوضح مهدی أن النظام الإيراني يعيش حالة من التناقض الصارخ، حيث يدّعي أن الشعب يدعمه وأنّ النظام متماسك، لكنه في الوقت ذاته يفرض حالة من الطوارئ في البلاد ويستنفر قوات الحرس والبسيج وينصب نقاط التفتيش ويصدر أوامر بإطلاق النار الفوري، ويُصدر أحكام الإعدام على معارضين، ويرسل رسائل تهديد آلية للمواطنين، ويشدد الرقابة الإلكترونية ويلاحق المتصلين بالخارج.
وأشار إلى أنّ هذه الممارسات لا يمكن تفسيرها إلا من خلال إدراك النظام بأنّ الأرضية مهيأة أكثر من أي وقت مضى لانتفاضة واسعة تقود إلى إسقاطه، خاصّة في ظل تصاعد الغضب الشعبي وتدهور الأوضاع المعيشية وتراكم الأزمات.
وأضاف: “إنّ خامنئي يركّز كل قوته على الداخل لأنه يعلم أن القنبلة الموقوتة الحقيقية ليست في الخارج بل في الشوارع الإيرانية.”
وحول خطاب خامنئي الأخير في ٢٦ يوليو، الذي تحدّث فيه عن “الخلايا النائمة” للمعارضة، قال عقبائي: “خامنئي يعلم تمامًا أن البديل الحقيقي والوحيد لنظامه هو مجاهدو خلق والكفاح الشعبي المنظم بقيادة وحدات الانتفاضة.
ومضي للقول لذلك يحاول خلط الأوراق بوضعهم في سلة واحدة مع مجموعات مشبوهة أو متفرقة، في محاولة لتشويه الصورة وضرب الشرعية الشعبية للمقاومة.”
وأضاف: “القمع الذي نراه اليوم يهدف إلى أمرين: أولًا، إعادة الثقة إلى قوات النظام المنهارة التي بدأت تدرك أن ساعة النهاية قد اقتربت، وثانيًا، إرهاب الشارع الإيراني ومنع أي تحرّك شعبي في لحظة يعتبرها النظام شديدة الخطورة.”
وفيما يتعلق بإمكانية استمرار هذا المستوى من القمع، أكّد مهدی عقبائي أن “كل هذا القمع له كلفة باهظة. فهو لا يؤدي فقط إلى إثارة الغضب الشعبي وتسريع لحظة الانفجار، بل يزيد من عزلة النظام دوليًا ويكشف عن ضعفه وخوفه المتزايد من السقوط.”
وشدد على أن القمع المفرط ليس دليل قوة كما يحاول النظام تصويره، بل هو دليل واضح على فقدان الشرعية، كما تشير الأدبيات السياسية والاجتماعية. “الأنظمة القوية لا تحتاج إلى السجون والإعدامات والرقابة. فقط الأنظمة الضعيفة تفعل ذلك لأنها تخشى أن تنهار أمام أول صيحة حرية.”
واضاف عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تصريحه بالتأكيد على أن الشعب الإيراني، بوعيه ونضاله المستمر، يدرك أنّ السبيل الوحيد للخلاص من هذا النظام الدموي هو توسيع رقعة المقاومة وتفعيل الخلايا الثورية في المدن والأحياء،
وخلص للقول في نهاية تريحاته: “القمع لا يُجابَه إلا بالنار، والحرية لا تتحقق إلا بالتضحيات. لذلك فإن المقاومة المنظمة، بقيادة وحدات الانتفاضة، ستواصل تصعيدها حتى إسقاط هذا النظام الفاسد وبناء جمهورية ديمقراطية تقوم على المساواة والعدالة وحقوق الإنسان