أكد مهدي عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بأن مؤتمر إيران الحرة في روما يمثل منعطفًا مفصليًا في مسار الكفاح ضد الديكتاتورية الدينية، مؤكدًا أن الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة يشكلان القوة الحاسمة للتغيير الحقيقي.
وأضاف في تصريحات له قائلاً: “لقد شعرت بإلهام كبير وأنا أشهد هذا التفاعل الدولي، حيث عبّر القادة والشخصيات عن التزام عميق بقضية عادلة. وقد قدمت السيدة رجوي رؤية واضحة لإيران ديمقراطية، تعكس من خلال خطتها العشرية قيم الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية.”
وتابع عقبائي مؤكدًا على تضحيات منظمة مجاهدي خلق: “إنها ليست مجرد معارضة تقليدية، بل حركة منظمة دفعت أثمانًا باهظة، تجلّت في دماء أكثر من 100,000 شهيد منذ مجزرة عام 1988 وحتى إعدامات هذا الأسبوع. إن الشهداء، ومنهم بهروز إحساني ومهدي حساني، يجسدون إصرار الشعب الإيراني على ألا يستسلم أو يرضخ.”
كما نقل عن السيدة رجوي قولها: «إنّ بلدنا اليوم على أعتاب تحوّل عظيم، وهذا التحوّل يصنعه الشعب الإيراني ومقاومته. إنها مقاومةٌ شاملة، دفعت أعلى الأثمان، بمئة ألف شهيد، وتسير وفق خارطة طريق واضحة، تبشّر بقيام جمهورية ديمقراطية في إيران؛ جمهورية حرة، غير نووية، بلا إعدامات، بلا حجابٍ إجباري، بلا دينٍ مفروض، ولا حكمٍ قسري.»
وفي سياق متصل، أشار عقبائي إلى أن النظام الإيراني يعاني من أزمة وجودية عميقة، مشيرًا إلى تصاعد الإعدامات الجماعية بوصفها دليلًا على يأس النظام وخوفه من الانتفاضة الشعبية.
وقال: “في عام 2023 تم تنفيذ 850 حالة إعدام، وفي عام 2024 ما يقرب من 1000، أما في هذا العام فقد بلغ العدد حتى الآن 700 حالة. وهذه ليست عدالة بل جرائم ضد الإنسانية هدفها قمع كل صوت معارض.” واستشهد بتحذير المقرر الأممي جويد رحمن من تكرار مجازر 1988، قائلاً: “دعوة النظام في 7 يوليو لإعادة تلك المجازر تؤكد أن بقائه مرهون بالعنف المطلق.”
وبالإضافة إلى ذلك، نبه عقبائي إلى التهديد الإقليمي الخطير الذي يمثله نظام الملالي، مشيرًا إلى أن تصدير الإرهاب وزعزعة الاستقرار يشكل خطرًا داهمًا على أمن العالم العربي.
وأوضح أن البرنامج النووي لهذا النظام، كما حذرت السيدة ميشيل أليو-ماري، يشكل خطرًا أكبر لأنه في يد نظام ديكتاتوري عدواني لا يعرف الحدود.
وأكد أن لا المهادنة ولا التدخل العسكري الأجنبي يمكن أن يشكلا حلًا دائمًا، بل إن التغيير الحقيقي يجب أن ينطلق من الداخل الإيراني، بقيادة المجلس الوطني للمقاومة الذي يمثل الإرادة الشعبية.
وفي الختام، شدد عقبائي على أن دعم المقاومة الإيرانية ليس فقط واجبًا أخلاقيًا بل مسؤولية سياسية تقع على عاتق كل الدول العربية.
وقال: “إن خطة رجوي التي تدعو إلى فصل الدين عن الدولة وضمان المساواة بين الجنسين، تتوافق مع القيم التي نؤمن بها جميعًا في العالم العربي. وإن إيران حرة ديمقراطية ستكون عامل استقرار وشريكًا حقيقيًا للسلام في المنطقة.” وأعرب عن تقديره للدعم الذي قدّمه قادة بارزون أمثال تشارلز ميشيل وماتيو رنزي، مضيفًا: “إن إيران ليست أرضًا للمذابح، بل مهد حضارة عظيمة تستحق الديمقراطية.”
كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والحازم، قائلاً: “يجب إدراج الحرس الثوري في لوائح الإرهاب، كما طالب السيد جوليو تيرزي، ويجب أيضًا إنشاء آلية دولية لمحاسبة مرتكبي مجازر 1988، كما اقترح السفير ستيفن راب. لنقف مع الشعب الإيراني، فدعم المقاومة هو دعم للعدالة والسلام في منطقتنا
وفي الحادي والثلاثين من يوليو 2025، استضافت العاصمة الإيطالية روما الدورة الثالثة من مؤتمر إيران الحرة العالمي، وهو حدث تاريخي بارز جمع نخبة من القادة السياسيين والدبلوماسيين ونشطاء حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم، وذلك في تعبير واضح عن الدعم المتزايد لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية وإنهاء ديكتاتورية الملالي.
وقد قادت المؤتمر السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حيث شدد المشاركون على أن منظمة مجاهدي خلق تمثل البديل الديمقراطي الحقيقي والقادر على وضع حد للقمع والديكتاتورية في إيران.
وفي ظل تصاعد حملات الإعدام الوحشي، بما في ذلك إعدام الشابين بهروز إحساني ومهدي حساني، دعا المؤتمر بشكل حاسم إلى تغيير النظام من خلال إرادة الشعب، رافضًا كلًّا من الحرب والمهادنة مع هذا النظام القمعي.
وتجدر الإشارة إلى أن خطة السيدة رجوي ذات البنود العشرة، التي تدعو إلى إقامة إيران حرة وغير نووية، تُشكّل رؤية شاملة للديمقراطية والسلام، مما جعل المؤتمر صدى عالميًا لصوت الحرية والمقاومة.