معارض إيراني : نظام الملالي يترنح بين قمع الداخل وعزلة الخارج
قال مهدي عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في تصريح صحفي حول الأوضاع الحالية في إيران: “إن نظام الملالي يواجه تحديات غير مسبوقة على جبهتين: الجبهة الداخلية والجبهة الإقليمية.
على المستوى الداخلي، يعاني النظام وفقا لتصريحات عقبائي من أزمات اقتصادية خانقة ساهمت في تدهور الحياة المعيشية للمواطنين الإيرانيين، حيث بلغ التضخم مستويات غير مسبوقة، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة، ما جعل الغالبية العظمى من الإيرانيين في حالة من الفقر المدقع.
وأضاف :مع تفاقم هذه الأزمات، تفجرت موجات من الاحتجاجات الشعبية في مختلف مدن البلاد، مطالبة بالإصلاحات السياسية والاجتماعية وبتحقيق العدالة. هذه الاحتجاجات التي بدأت منذ عدة سنوات تزداد يومًا بعد يوم، وتكشف عن رفض عميق لشكل النظام القمعي.”
وأردف عقبائي: “في ظل تصاعد هذه الاحتجاجات، حاول النظام الإيراني الرد بأساليب قمعية متزايدة، حيث سجلت عام 2024 زيادة غير مسبوقة في تنفيذ أحكام الإعدام، متجاوزة الألف حالة، وهو رقم يعكس حجم الفشل الذي يعاني منه هذا النظام في معالجة مشاكله الداخلية. وتكثيف هذه السياسات القمعية لا يتوقف عند هذا الحد،
حيث تصاعدت هذه الممارسات والكلام مازال لعضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشكل واضح مع بداية عام 2025، حيث أعدم النظام الإيراني نحو 20 شخصًا في اليوم الأول من يناير فقط.
ولفت إلي هذا التصعيد في الإعدامات يهدف إلى ترهيب الشعب الإيراني وإخماد أي انتفاضات شعبية قد تلوح في الأفق. كما أن هذا التكثيف في الإعدامات يدل على أن النظام يحاول بكل ما أوتي من قوة وقف رياح التغيير، ولكنه لا يملك القدرة على إيقافها.”
وتابع عقبائي: “من المثير أن هذا التصعيد في الإعدامات يأتي في وقت يعيش فيه النظام الإيراني حالة من العزلة المتزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي. في الداخل، يعجز النظام عن معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.
وعاد عقبائي للقول :كما أن تصاعد الإعدامات يعد ردًا يائسًا من هذا النظام على الاحتجاجات، فهو يظن أن هذه الإجراءات ستتمكن من إخماد الثورة الشعبية، ولكن الحقيقة هي أن الشعب الإيراني لم يعد يخشى القمع والقتل.”
وأشار عقبائي إلى أن قمع النظام الإيراني لا يتوقف عند هذه الحدود بل يتجاوزها إلى زيادة عمليات الاعتقال والتهديدات ضد النشطاء والمحتجين. وقد كشف تقرير حديث نشره الموقع الرسمي للمجاهدين الإيرانيين، عن أن عام 2024 شهد تنفيذ أرقام قياسية في الإعدامات على الرغم من الدعوات الدولية لوقف هذا القمع الوحشي.
ووفقًا للتقرير، فقد أعدم النظام الإيراني أكثر من 1000 شخص في عام 2024، مما جعل العام الماضي واحدًا من أكثر الأعوام دموية في تاريخ حكم الملالي كما أكد عقبائي .
وفيما يتعلق بالمستوى الإقليمي، أكد عقبائي أن النظام الإيراني يواجه أيضًا تراجعًا في نفوذه الإقليمي، حيث تعرض حلفاؤه في سوريا ولبنان إلى ضغوط هائلة، ما جعل طهران غير قادرة على فرض سياساتها كما كانت في السابق. وسقوط نظام الأسد في سوريا وضعف حزب الله في لبنان، ساهم في تقليص قدرة طهران على استخدام هذه الأذرع العسكرية كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية في المنطقة.
، ولا يمكن هنا وفقا لعقبائي تجاهل تزايد الانقسامات الداخلية في هذه الجماعات المسلحة يعكس حالة من الضعف والشلل الذي يعاني منه النظام الإيراني في مساعيه للهيمنة على المنطقة.
وختم عقبائي تصريحه بالقول: “على الرغم من كل محاولات النظام القمعية والوحشية، فإن الشعب الإيراني لم يتراجع عن مطالبه مشددا علي إن إرادة التغيير تزداد قوة يومًا بعد يوم، ولن يتمكن النظام من إيقاف هذه الموجة الشعبية. المستقبل القريب سيشهد لا محالة نهاية لهذا النظام الاستبدادي، حيث يسعى الشعب الإيراني لتحقيق التغيير في ظل الحرية والعدالة والمساواة