معارض ايراني: القنبلة النووية ورقة نظام الملالي الوحيدة للبقاء في السلطة

 

المعارض الإيراني شاهين قبادي

معارض ايراني: القنبلة النووية ورقة نظام الملالي الوحيدة للبقاء في السلطة

*الكوارث الاستراتيجية التي حلت بإيران نتيجة حتمية لسياسات خامنئي الفاشلة

*الرهان علي القمع بالداخل وإثارة الفوضي في الإقليم سياسة ايرانية مستمرة

*لهذه الأسباب يعتبر نظام خامنئي المفاوضات مع ترامب كارثية

*المعارضة الإيرانية كثفت تحركاتها لنزع ورقة الإعدامات من يد نظام خامنئي

*تفعيل ألية الزناد والفصل السابع خطوات ضروريتان لتسريع سقوط النظام الإيراني

*العقوبات الاقتصادية ليست قادرة وحدها علي انهاء حكم الملالي

*عقارب الساعة تدق ضد خامنئي والمقاومة الإيرانية قادرة علي تحرير شعبنا

أكد المعارض الإيراني  ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شاهين قبادي ان هناك محاولات مكثفة من جانب نظام الملالي، لتسريع إنتاج القنبلة النووية ،باعتبارها الورقة الوحيدة لإنقاذ النظام من السقوط في ظل الرفض الشعبي والعزلة الدولية.

وقال في حوار له مع “جريدة الأمة الاليكترونية” إن النظام الإيراني وفي سبيل سعيه للبقاء في السلطة، لن يتراجع عن قمع الشعب الإيراني في الداخل ،وإثارة الأزمات في الإقليم مشيرا إلي استمرار الدعم العسكري والمالي لحزب الله ،رغم الكوارث التي حلت بالنظام خلال الفترة الأخيرة.

ولفت الي ان هناك صعوبات شديدة في رهان نظام الملالي في الرهان علي المفاوضات مع ترامب ،معتبرا أن الانخراط في المفاوضات بمثابة كارثة ستكشف ضعف النظام امام شعبه و رضوخه امام الضغوط الدولية بشكل يدفع النظام لرفض هذه المفاوضات من قريب أو بعيد.

وأشار الي ضرورة تفعيل ألية الزناد ضد النظام الإيراني مع إدراجه ضمن الفصل  السابع في الأمم المتحدة باعتبارهما سلاحين فاعلين في المواجهة مع نظام الملالي انطلاقا من ان الرهان علي سلاح العقوبات فقطلن يسقط النظام تلقائيا.

الحوار مع المعارض الإيراني شاهين قبائي تطرق لقضايا عديد نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.

*تبدو خيارات النظام الإيرانية صفرية بعد الخسائر العديدة التي تعرض لها في سوريا ولبنان والضربات الإسرائيلية.. فهل تبقي من أوراق لدي النظام ليحافظ علي وجوده في المشهد.

** يجب أن نتذكر أن نظام الملالي قد استمر في حكمه على مدار الأربعين عامًا الماضية مستندًا إلى ركيزتين أساسيتين:

الأولي القمع الوحشي داخل إيران، والذي شمل خلال العقود الأربعة الماضية إعدام 120 ألف معارض سياسي، كانت الغالبية العظمى منهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

أما الركيزة الثانية فتتمثل في تصدير الإرهاب وإثارة الحروب، لا سيما في المنطقة.

والحقيقة أن النظام، وبعد تصاعد الانتفاضات والاحتجاجات داخل إيران، ولا سيما عقب انتفاضة عام 2022 التي زلزلت أركانه، لجأ خامنئي إلى تصعيد الأزمات الإقليمية، وعلى وجه التحديد إشعال أزمة 7 أكتوبر 2023.

معركة طوفان الأقصى

*لكن إثارة خامنئي للسابع من أكتوبر جر علي إيران ويلات عديدة ؟

** لقد صار  الخاسر الاستراتيجي في هذه الأزمة وسياسة الحرب التي انتهجها هو نظام الملالي نفسه.

وقد تجلى ذلك بشكل خاص بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كان يشكل العمود الفقري للاستراتيجية الإقليمية للنظام.

إلا أن النظام، نظرًا لأن بقاءه يعتمد على القمع الداخلي وافتعال الأزمات، فلن يتخلى عن هذين الركيزتين حتى سقوطه.

وما صرّح به كبار المسؤولين في النظام، وخاصة قادة الحرس الثوري، خلال الأسابيع الأخيرة يؤكد هذه الحقيقة.

ويعمل النظام، عبر شبكة واسعة وجهاز أمني قام بترسيخه على مدار سنوات في سوريا، على خلق الفوضى وإثارة الأزمات لمنع أي عملية سياسية طبيعية في البلاد.

كما أنه مستمر، بطرق مختلفة، في تقديم الدعم المالي والعسكري لحزب الله للحفاظ على نفوذه الإقليمي.

*في المقابل هناك حالة من الغموض حول تعامل النظام الإيراني مع ترامب فبزكشيان  وظريف قبل استقالته يرغبان في المباحثات فيما خامنئي يعتبر المفاوضات كارثة في ظل ضعف النظام؟

**الواقع أن النظام الإيراني عالق في مأزق استراتيجي غير مسبوق. فإذا أقدم على تراجع جاد، وشرب ما يسمى بـكأس السم، فسيواجه أزمة داخلية غير مسبوقة، وسيصبح ضعفه وانعدام مستقبله واضحًا للجميع، بما في ذلك الشعب وحتى عناصره الداخلية.وهو السيناريو الكارثي الذي يحذر منه خامنئي باستمرار

أما إذا استمر في النهج الحالي، فسيتعين عليه مواجهة أزمات خطيرة مع المجتمع الدولي، وهو أمر سيكون مدمرًا ومهلكًا للنظام.

على مدى الأربعة عقود الماضية، استخدم النظام المفاوضات كأداة للخداع والمماطلة بهدف الاستمرار في برنامجه للأسلحة النووية وتنفيذ سياساته التخريبية في المنطقة.

*أليس هناك نهاية لمأساة الشعب الإيراني ؟

** الحقيقة هي أن المطلب الرئيسي للشعب الإيراني والحل الوحيد للأزمة في إيران هو الإطاحة بالنظام على يد الشعب الإيراني نفسه ومع ذلك، فإن إسقاط النظام لن يحدث تلقائيًا.

فعلى الرغم من أن العقوبات الشاملة أضعفت النظام بشكل ملحوظ، إلا أنها ليست كافية لإسقاطه. المطلوب لتحقيق هذا الهدف هو وجود مقاومة منظمة وقوة فاعلة على الأرض.

ومن المهم الإشارة إلي إن عقارب الساعة تدق بقوة ضد الملالي، وعلى رأسهم علي خامنئي، الذي لم يعد أمامه أي مخرج من هذا المأزق القاتل، وهو نتيجة حتمية لسياسات النظام الفاشلة على مدار أربعة عقود.

*في هذا السياق ما هي احتمالات استفادة نظام الملالي من التوترات الجارية في المنطقة في ظل رفض تهجير الفلسطينيين ووجود رغبة من المملكة العربية السعودية في التوسط بين طهران وواشنطن؟

**على مدى أربعة عقود، كان النظام الإيراني المصدر الرئيسي، أو بعبارة أخرى، رأس الأفعى، في تأجيج الأزمات وإشعال الحروب وإثارة الفوضى في المنطقة.

هذه حقيقة واضحة أكدت عليها المقاومة الإيرانية استنادًا إلى تجاربها المباشرة والمحددة على مدار عقود، والآن بدأ المجتمع الدولي، وإن كان متأخرًا، في الإقرار بها تدريجيًا.

لا توجد أزمة أو توتر أو فوضى في المنطقة إلا وكان للنظام الإيراني دور مباشر أو غير مباشر فيها، سواء عبر قواته أو من خلال وكلائه وعملائه الذين يعملون على خلق الأزمات، تصعيدها، وإطالة أمدها.

لذلك، فإن النظام لا يفوت أي فرصة لإشعال الصراعات وتوسيع رقعة التوترات في المنطقة.

لكن الحقيقة الجديدة في عام 2025 هي أن النظام قد أصبح ضعيفًا بشكل غير مسبوق، بل إنه في أضعف حالاته خلال العقود الأربعة الماضية.

فهو  يصارع من أجل البقاء، وهذا ما يجعله أكثر خطورة، حيث يسعى بكل وسيلة ممكنة إلى افتعال المزيد من الأزمات للهروب من أزماته الداخلية القاتلة.

*نتنياهو بحضور وزير الخارجية الأمريكي روبيو ان الطرفين لن يسمحان بتحول طهران لقوى نووية في وقت لا يبدو أن الملالي قد يتخلون عن الورقة المهمة الوحيدة الباقية فهل هناك احتمالات بوجود مواجهة عسكرية ام يمكن التوصل لحل وسط؟

**لو كان بإمكان هذا النظام تغيير سلوكه من خلال التفاوض، لكنا قد رحبنا بذلك بكل تأكيد، لأن أي تراجع من قبل النظام سيعجل بسقوطه.

لكن الاعتقاد بإمكانية حدوث ذلك ليس سوى وهم. في 4 فبراير، قال علي خامنئي بوضوح: “التفاوض لا يُعد خيارًا عقلانيًا، ولا ذكيًا، ولا شريفًا.”

الحقيقة هي أن النظام، نتيجة لضعفه الشديد، وعزلته المتزايدة داخل إيران، وضرباته غير المسبوقة على المستوى الإقليمي، قد وجد أن السبيل الوحيد لبقائه هو تسريع مساعيه للحصول على السلاح النووي.

وهي المعلومات التي كشفت عنها المقاومة الإيرانية، والتي تم جمعها بواسطة شبكة واسعة من مجاهدي خلق داخل إيران، وخاصة داخل مؤسسات النظام نفسه، بشكل يؤكد  أن النظام قد زاد من وتيرة جهوده في الأشهر الأخيرة للحصول على السلاح النووي.

على سبيل المثال، في 31 يناير، كشفت المقاومة الإيرانية عن موقعين سريين يعمل فيهما النظام على تطوير رأس حربي نووي. هذه الحقائق تؤكد مدى خطورة الأزمة النووية الإيرانية، وضرورة التركيز عليها بشكل عاجل.

الخطوة الأولى والأسرع في مواجهة هذا التهديد هي تفعيل “آلية الزناد”، أي إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بالبرنامج النووي للنظام الإيراني.

لكن الحل الوحيد لأزمة إيران، وخاصة أزمتها النووية، هو إسقاط النظام على يد الشعب الإيراني. ومع ذلك، فإن إسقاط النظام لن يتحقق تلقائيًا.

*غير ان العقوبات الدولية اضعفت النظام وقلصت من خياراته ؟

**صحيح أن العقوبات الشاملة قد أضعفت النظام بشكل كبير، لكنها لا تؤدي إلى إسقاطه.

ومن ثم فوجود مقاومة منظمة وقوة فعالة على الأرض هما العاملان الأساسيان لتحقيق هذا الهدف.

*اكتسبت المعارضة الإيرانية زخما عالميا وتأييد واضحا لمساعي لإسقاط الملالي فما هي الخطوات المطلوبة دوليا لتسريع سقوط هذا النظام وإنقاذ الشعب الإيراني من هذا النظام المجرم؟

**يوم الأربعاء الماضي، أعرب أكثر من 150 عضوًا في الكونجرس الأمريكي من الحزبين عن تبنيهم لسياسة مبدئية، تؤكد على رفض الشعب الإيراني لكلٍّ من الدكتاتورية الملكية والدينية.

كما أيدوا خطة النقاط العشر التي طرحتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني.

وأكد القرار على حق الشعب الإيراني، والمتظاهرين، والمقاومة المنظمة في مواجهة قوات الحرس الثوري والجهات القمعية الأخرى، وذلك لإحداث تغيير سياسي وإقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة، وتتبنى السلام، وتكون غير نووية.

وفي اليوم نفسه، وخلال جلسة استماع نظمتها المجموعة البرلمانية لحقوق الإنسان والديمقراطية في إيران، أدلت السيدة رجوي بشهادتها عبر الإنترنت، حيث شددت على ضرورة تبني سياسة حازمة تجاه النظام الإيراني، موضحة أن السياسة الحازمة يجب أن تشمل عدة خطوات أساسية علي رأسها:

*تفعيل “آلية الزناد”، مما يؤدي إلى إعادة فرض جميع قرارات مجلس الأمن الدولي، والقضاء على البنية التحتية النووية للنظام.

*إدراج النظام الإيراني تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة باعتباره تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

*الاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة من أجل تغيير النظام، ودعم نضال “وحدات الانتفاضة” ضد قوات الحرس الثوري الإيراني.

مريم رجوي

*تعد ورقة الإعدامات من الأوراق بيد النظام الإيرانية للحد من المعارضة الداخلية كيف يمكن للمعارضة الإيرانية نزع هذه الورقة من أيدي الملالي؟

**رغم موجة القمع غير المسبوق، الذي تجلّى في تنفيذ ما لا يقل عن 1000 عملية إعدام موثقة خلال عام 2024، تواصلت الاحتجاجات وانتشرت في جميع أنحاء البلاد بين مختلف شرائح المجتمع.

وفي الوقت ذاته، واجه النظام الإيراني اتساعًا غير مسبوق في أنشطة “معاقل الانتفاضة” التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بالإضافة إلى إقبال متزايد من الشباب، وخاصة النساء الشابات، على الانضمام إلى هذه الحركة.

وقد حاول النظام التصدي لهذا التوجه عبر حملات اعتقال واسعة النطاق، وإصدار أحكام قاسية، بما في ذلك الإعدامات، لكنه فشل في إيقاف هذه الموجة.

*غير ان المعارضة الإيرانية تقود حملة شعواء لإسقاط أحكام الإعدام ؟

أطلقت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، حملة دولية ضد الإعدامات في إيران، مما أدى إلى تدويل هذه القضية، حيث لقيت الحملة دعمًا واسعًا من الهيئات الدولية وبرلمانات العديد من الدول، ما زاد من الضغوط الدولية على النظام الإيراني.

إن حملة “لا للإعدام” تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الحملة الشاملة لإسقاط النظام الإيراني

 

.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights