بعض تعليقاتي ومقالاتي التي تتناول الأحداث الجارية ليست دعوة لليأس، فكل ما كتبت سابقاً يؤكد إيماني بحتمية النصر لنا في النهاية بإذن الله.
عندما أدعو إلى استخدام ما يتوفر من أدوات القانون الدولي، ويسخر البعض من ذلك، فربما يتذكرون أنه في حالة الحصار يستخدم المحاصر كل ما يتاح له من دفاع حتى ولو كانت بندقية قديمة أو «شومه»، التمسك بقواعد القانون الدولي هو تمسك بأصل العقود التي وقعها هؤلاء المعتدون، وتساعد في بناء رأي عام دولي علي كل حال…
ولكن يبقي أن المقاومة هي السلاح الرئيس.
يقال كثيراً هذه الأيام عن قدرات إيران، وإمكانياتها المهولة في تدمير القواعد الأمريكية، وإغراق الأساطيل التي هي قواعد عائمة بها أحدث وأقوي وسائل الدمار..
يقال ذلك عن إيران المحاصرة منذ أربعين عاماً تقريباً، والمحرومة من قطع غيار سلاحها الجوي، رغم أنه بضاعة أمريكية دفع ثمنها الشعب الإيراني المسكين منذ زمن الشاه..
يقال أن ترامب متردد لأنه لا يستطيع النوم ليلاً بسبب كوابيس مرعبة يري فيها خامنئي، الذي سوف يحرق واشنطن بطريقة ما عن طريق عملائه (كما قيل سابقاً عن جيش صدام السري المختفي في كل عواصم العالم وينتظر إشارة معينة كي يحرق الحضارة)..
لا تنسوا أنه قد قيل عن جيش صدام أنه الجيش السادس علي مستوي العالم، وأنه على وشك انتاج القنبلة النووية والفاصل ست ساعات فقط (كما ذكر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، أمام مجلس العموم – واعتذر عن هذه الكذبة الكبيرة بعد ذلك بسنوات / والغريب أنه بعد سنوات قليلة استقبله العالم العربي ورحب به كوسيط ” نزيه ” في عملية السلام، كوظيفة يشغل بها وقته بعد التقاعد).
لا تنسوا كل مزامير السلاح السري الذي يجهزه صدام وسوف يحرق به نصف إسرائيل (وقد كنت كدبلوماسي أواجه تحركات الموساد لترويج هذه «الانتفاخة» غير المبررة، وتحمل مفكرتي ذلك الحديث الذي دار بيني وبين دبلوماسي عراقي في نيويورك، عندما كنت أحاول إقناعه بخطورة الترويج لمسألة إحراق نصف إسرائيل، فإذا به يحاول إقناعي بأن الحقيقة هي قدرة العراق على إحراق كل إسرائيل).
وأخيراً، وليس آخراً، ليس أسهل ولا أعذب من أن نكتب ما نتمناه، وبما يرضي كل المعذبين الراغبين في الانتقام، ولكن -أعزائي- صحن الانتقام لا يؤكل إلا بارداً، وبعد إعداد واستعداد (واعدوا لهم…)، ولن نخدع سوي أنفسنا إذا واصلنا الرقص على أنغام تكتب في الموساد، وتعزف في المكتب البيضاوي الكائن في البيت الأسود.
صباح نصر قادم بإذن الله، نصر مفتوح العينين، ممسك بالعلم وأعلام الحرية وإرادة الشعوب المستقلة.