الأمة: في ظل احتدام الحرب التقنية بين الولايات المتحدة والصين، تتزايد بالتوازي وتيرة حرب التجسس بين البلدين بشكل غير مسبوق.
وبحسب تقرير نشرته قناة NTV في 15 يوليو، فقد بلغت هذه الحرب ذروتها الأسبوع الماضي عندما ألقت مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) القبض على شو زيوي (Xu Zewei)، وهو هاكر صيني متهم بسرقة أبحاث حساسة تتعلق بلقاح فيروس كورونا،
وذلك في مدينة ميلانو الإيطالية. وعلّق مدير الـFBI، كاش باتيل، على الحادثة واصفًا إياها بأنها جزء من “مطاردة الحزب الشيوعي الصيني”، مؤكدًا أن الهجمات ضد المؤسسات الأميركية لن تمر دون رد.
في المقابل، أعلنت وزارة أمن الدولة الصينية (MSS) عن إحباط ثلاث محاولات تجسس أجنبية خلال نفس الفترة، مشيرةً إلى أن هناك تزايدًا في محاولات تسلل جواسيس أجانب إلى الصين. وكشفت عن حالة تم فيها استدراج مسؤول صيني بالخارج وتوريطه في تسريب وثائق سرية تحت الضغط.
يرى الخبراء أن أنشطة التجسس بين البلدين قد دخلت مرحلة جديدة، مدفوعة بالمنافسة في مجالات متعددة مثل التجارة، الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات.
وصرّح دينيس وايلدر من جامعة جورجتاون أن الولايات المتحدة تكثف محاولاتها لتجنيد مسؤولين صينيين عبر الإنترنت، فيما تسارع الصين من جانبها إلى استهداف المواطنين الأميركيين ورجال الأعمال في عمليات استخباراتية معقدة.
ورغم أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب خفّفت بعض قيود تصدير التكنولوجيا، مما سمح لشركات مثل Nvidia وAMD بإعادة بيع شرائح الذكاء الاصطناعي للصين، إلا أن الخبراء يرون أن هذا لا يعني بالضرورة انخفاضًا في نشاطات التجسس.
على الجانب الآخر، أصبحت الجامعات الأميركية أكثر تشددًا في مراقبة الطلاب والباحثين الصينيين، خاصة من تربطهم علاقة بمؤسسات كـ”مجلس المنح الصيني (CSC)” أو “جامعة تسينغهوا”، حيث أصبحت هذه العلاقات تحت رقابة الكونغرس الأميركي.
وفي يونيو، اعتقلت الـFBI صينييْن في ولايتي أوريغون وتكساس بتهمة محاولة إرسال معلومات سرية تابعة للبحرية الأميركية إلى الصين.
وفي نفس الشهر، تم ضبط ثلاثة باحثين صينيين في ميشيغان أثناء محاولتهم إدخال مواد بيولوجية إلى الولايات المتحدة بتصريحات مزورة. أما في مارس، فقد تم اتهام جنديين أميركيين حاليين وآخر سابق من أصل صيني ببيع معلومات عسكرية حساسة للصين.
من جهتها، أعلنت الصين مؤخرًا عن توقيف زوجين صينيين قالت إنهما كانا يتجسسان لصالح بريطانيا، في تصعيد جديد للاتهامات المتبادلة في ملف التجسس.