مع استمرار محاولات التوغل البري بغزة .. نتنياهو وجالانت يواجهان صندوق المقاومة الأسود
3مشاهد جرت خلال الساعات القليلة الماضية مثلت تحولا مهما في الحرب الدائرة علي قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية والتي خلفت أكثر من ٨آلاف شهيد وعشرات آلالاف من المصابين وأكثر من ١٤٠٠قتيل إسرائيلي منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر والتي نجحت فيها المقاومة في كسر هيبة العدو الصهيوني وإلحقت به الهزيمة الاقسى منذ تأسيس الكيان العبري عام ١٩٤٨
المشهد الأول تمثل في مع خروج تصريحات المستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان يؤكد فيها دعم واشنطن لوقف إطلاق نار إنساني موقت في قطاع غزة يتم من خلاله السماح بدخول المعونات الإنسانية ومواجهة تداعيات الحرب علي المدنيين وهو ما مثل تحولا لافتا
: في الموقف الأمريكي والذي كان يتمسك بعض رموزه ومنهم بلينكن باستمرار الحرب علي غزة والقضاء علي حركة حماس مهما استلزم الامر ومهما كانت العواقب
علي المدنيين وهومثل ضوءا أخضر أمريكيا للمجزرة الأخيرة في مخيم جباليا.
هذا الموقف العنيف من قبل رموز إدارة بايدن يعكس بحسب مراقبين ا الكارثة الاستراتيجية التي حلت بالكيان وتعثر مساعيه لاجتياح غزة بريا بشكل دفع المقاومة الفلسطينية لتبني زمام المبادرة والقيام بعمليات انزال خلف قوات العدو في معبر ايريز وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفه.
وقد دفعت -حالة الارتباك التي تشهدها قيادة العدو سياسيا وعسكريا واشنطن لإبداء علي أداء جيش الاحتلال لاسيما من جهة عدم امتلاكه خطة لاجتياح غزة بريا -للإعلان عن أن قرارات الميدان تخص القادة الإسرائيليين وحدهم وليس لواشنطن علاقة بها وبل قامت بسحب الجنرال الأمريكي جيميس جيلين سفاح الفلوحة من غرفة العمليات وإعادته لواشنطن
العدو الصهيوني وارتباك غير مسبوق
وقد اعتبر مراقبون أن واشنطن بهذا القرار تغسل يديها من العملية العسكرية الصهيونية في قطاع غزة بشكل بجنب الرئيس بايدن تبعات الكارثة المرجح أن تواجهها إلة الحرب الصهيونية في القطاع المحاصربشكل يمكنه التأثير بالسلب علي فرص ترشحه في انتخابات ٢٠٢٤في ظل تراجع حظوظه الانتخابية والتأييد له في استطلاعات الرأي الأخيرة .
اما المشهد الثاني الذي أكد تعثر آله الحرب الصهيونية فتتمثل في الحرب الضروس المشتعلة بين نتنياهو وأركان المؤسسات الأمنية الصهيونية وكيف حاول نتنياهو أن ينحي باللائمة علي قادة المخابرات العسكرية امان والأمن الداخلي الشاباك ويحملهم مسئولية ما جري في السابع من أكتوبر سواء عبر إشارات وتلميحات خلال المؤتمرات الصحفية أو بشكل واضح من خلال تغريدة علي منصة “إكس “
هذه التغريدة حمل فيها نتنياهو الطرفين مسئولية الفشل في التنبؤ بهجوم حماس علي غلاف غزة وكذلك تعسر التصدي له وهي التغريدة التي قام نتنياهو بإزالتها وتأكيده علي أن تبادل الاتهامات بالمسئولية عما جرى ليس الأهم حاليا وان الأولوية هي لإنقاذ الدولة.
خلافات داخل مطبخ حكومة نتنياهو
وتعكس هذه التصريحات حالة التخبط والارتباك علي الصعيدين السياسي والأمني بشكل يعجز معه عن تنفيذ الهدف المعلن بالقضاء علي حماس وإنهاء حكمها ونفوذها الأمني وهو ارتباك ظهر بوضوح في فشل الجيش في الغزو البري لغزة وبل عجزه عن مواجهة الأنزال البري خلف خطوطه في معبر ايريز وتكبده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
ثالث المشاهد الخاصة بحرب غزة تتعلق بتطور شهدها الموقف المصري حيث أعلنت مصادر في القاهرة عن استئناف القاهرة جهودها لوقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة وإقرار التهدئة وكذلك العمل علي التوصل لصفقة تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الانسانية وهو تطور جاء بعد عدة أيام من الصمت المصري بعد تعثر قمة القاهرة السلام في الوصول لأي توافق بين الجانبين العربي و الغربي المشاركين والتي سددت ضربة قوية للجهود الدبلوماسية لما يقرب من أسبوعين .
وبحسب مصادر دبلوماسية يبدو أن القاهرة تلقت ضوء اخضر أمريكيا الدخول علي خطة الوساطة مجددا في ظل حالة الفشل التي يعاني منها العدو الصهيوني ونعثره المستمر في مواجهة المقاومة وهوتعثر يستوجب معه العمل لتحقيق هذه التهدئة التي تكرس فشله في تنفيذ هدف الحرب المعلن بالقضاء علي حماس وإنهاء حكمها لقطاع غزة وليس التدخل لإنقاذ قطاع غزة الذي واجه أطفاله ومدنيوه وشيوخه ونساؤه محرقة تقترب من القنبلتين الذريتتين اللتين القيتا علي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين.
لكن جهود واشنطن والدوحة ومعهما القاهرة لإنفاذ صفقة تبادل الأسرى تعرضت لانتكاسة حيث تصر علي ضرورة وقف إطلاق النار ودخول المساعدات وعلي راسها الوفود لغزة كشرط للاستمرار في المفاوضات وهو ما هدد بعودة الصفقة الي المربع صفر في ظل توسع العمليات العسكرية واستمرار محاولات التوغل البري المتعثرة لقطاع غزة.
تعثر مفاوضات الصفقة لم يوقف الضغوط الأمريكية علي نتنياهو للبحث عن مقاربة جديدة للعمليات العسكرية في غزة وكأنها إشارة الأمريكية للتفكير بجدية في عدم جدوي التدخل البرئ لاسيما أن نتنياهو يواجه ضغوطا شديدا من الداخل الاسرائيلي بضرورة تسوية ملف الأسرى بعد توجيه عدد منهن رسائل غاضبة تحمله مسئولية ما حاق بهن منذ السابع من أكتوبر بشكل يصعب من خياراته ويجعل أحلاها مر.
بل أن هذه التطورات قد تدفعه مضطرا لتقصير أمد الحرب وهو ما ينسجم مع تصريحه حول ضرورة استقالة حماس من حكم غزة وهي دعوة أثارت سخرية الداخل الاسرائيلي وزعماء المعارضة ووضعه في موقف لا يحسد عليه في مواجهة التحدى الأصعب في مشواره السياسي.
ومن المهم هنا الاشارة الي أن مجمل التطورات التي شهدتها الحرب علي غزة خلال الايام القليلة والانتصارات التي حققتها المقاومة حتي تشير لوجود معادلة جديدة في الصراع يستمع معها العدو والغرب لشروط المقاومة وتكرس وتأكيدا بأن القول الفصل في الصراع لم يعد بيده وان صفقة تبادل الاسري ستقود في النهاية لفرض شروط المقاومة وكذلك وقف إطلاق النار وهو ما يعكس مدي الكارثة التي حاقت بالعدو خلال شهر أكتوبر 2023تؤكد أن بداية النهاية للكيان ومشروعها الاستعماري غدت من الماضى الذي لن يعود.