الأثنين سبتمبر 30, 2024
الأمة الثقافية

عمل مستشارًا سابقًا بوزارة الثقافة الجزائرية.. ومذكراته ستصدر قريبا

مع الأديب الجزائري محمد زتيلي.. وسؤال العلاقة بين المثقف والسُّلطة في جزائر التعددية؟

مشاركة:

( لا وجود للمثقف الثوري في الجزائر والمشارقة هم رُوَّاد الكتابة السَّاخِرة)

(السياسي الثوري عرف في السبعينيات في كثير من البلدان بما فيها الجزائر)

هو كاتب وشاعر وروائي ونقاد وإعلاميٌّ ومستشار سابق بوزارة الثقافة الجزائرية، إنه الأديب محمد زتيلي الذي خرج عن صمته وبلغة المثقفِ الحُرِّ ليرسم لوحة لحضارة البؤس التي يعيش فيها العالم العربي لا سيما المثقفين العرب،

حيث استعرض تجربته الإبداعية التي مارسها طيلة نصف قرن من العطاء والكتابة، فضلا عن ممارساته كرجل إدارة قبل أن يتم الانقلاب عليه قبل خمس سنوات كمدير لمسرح قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، هي مسيرة قلم، دفع مقابلها «السجن» ثمن مواقفه كمثقف في مرحلة مرت بها الجزائر وهي تعيش التعددية السياسية حين وجهت له عدة تهم  بسبب كتاباته التي اتسمت بالجرأة وهو يعالج قضايا  شغلت بال الأمة العربية والإسلامية جمعاء

لا ندري من أين نبدأ، فالأديب محمد زتيلي الذي كان ضيفا على  منتدى الكُتَّاب في طبعته الثانية نظمته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مالك بن نبي بأم البواقي شرق الجزائر بحضور شخصيات أدبية فكرية وأساتذة جامعيين وباحثين وممثلي جمعيات،

وكان محاصرا بأسئلة  الدكتور لخضر معزوز الذي أشرف على تنشيط الندوة، هي أسئلة تعالج قضية قديمة تتجدد كلما تحدد الصراع بين الأنظمة ولمعارضة وصراح السلطة  مع المثقفين، أسئلة لا يطرحها إلا متمكِّنٌ من إدارة النقاشات الحرة، وهو يحاور مثقفا متمكن أيضا من مواجهة الأخر مواجهة متمدنة،

بل حضارية إن صح التعبير وبكل المقاييس الأدبية والإبداعية، فما ميز اللقاء هو استعمال لغة «الضّاد» وبطريقة سلسة جدا تحبب الحاضر (المتلقي) لسماعها،

ولما لا فمنشط الندوة وعلى لسانه احتار في كيف يقدم محمد زتيلي، هل يقدمه كشخصية تتعدد فيها المواهب والأفكار، اجتمعت في شخص واحد هو محمد زتيلي الذي سخّر عمره للإبداع والدفاع عن أفكاره ومبادئه.

أراد الدكتور لخضر معزوز تسليط الضوء أكثر على «العلاقة بين المثقف والسلطة في الجزائر»، ولعل طرحه هذا السؤال على مُحَاوِرِهِ كان في محله، بحكم المهام التي مارسها الأديب والإداري محمد زتيلي، وكيف يجمع رجل الإدارة بين العمل الإداري والإبداع والفن؟،

فهذا السؤال كما يقول محمد زتيلي قديم متجدد ومن الصعوبة بمكان الإجابة عليه، ولكل شخص طريقته الخاصة في تحديد هذه العلاقة بحكم تركيبته النفسية، وفي رده على سؤالنا حول سبب غياب المثقف الثوري في الجزائر؟

مسارات في الحياة الأدبية واثقافية الجزائرية – الأديب الجزائري محمد زتيلي

يقول زتيلي: المثقف الثوري دوره أولا أن يكون مثقفا بأتم معنى الكلمة وأن يكون ثوريا في مضامين ما يكتب، مفرقا بين المثقف ورجل السياسة، وفي الجزائر يضيف لا يوجد السياسي الثوري،

بل يوجد أناس يرفعون اصواتهم يستعيدون فيها قضايا الناس اليومية ليعزفوا بها على أوتارهم، وعلى حد قوله، السياسي الثوري عرف في السبعينيات في كثير من البلدان بما فيها الجزائر، أما المثقف الثوري في الجزائر مهمته تعميق الوعي في المجتمع.

محمد زتيلي يرفع اللبس عن رواية «الدكتورة أحلام»

فعلى غرار مثقفين آخرين حملوا القلم سلاحا في وجه الطغاة،  يحتار من يقرأ لمحمد  زتيلي ومن يكتب عنه، هل يكتب عن زتيلي الإداري؟، أم زتيلي  السياسي؟، أو زتيلي المبدع؟ وبالأخص زتيلي الشاعر؟،

ولعل هذا الوصف الأخير يليق بشخصية في وزن محمد زتيلي، لكن..؟ ففي  الجزائر يموت المثقف ألف مرة في اليوم  قبل أن يموت الموت الحقيقي،

لقد ردّ الأديب محمد زتيلي على كل الأسئلة التي طرحت عليه من قبل الدكتور حتى من قبل الحضور الذين تابعوا الندوة حتى نهايتها دامت حوالي  ثلاث ساعات وبلغة الرجل المتحكم في أفكاره،

عاد إلى الوراء مذ كان مدرسا مادة الرياضيات وكيف كان لقاؤه مع الرئيس الراحل هواري بومدين إلى آخر مهمة يقوم بها وهي إدارة مسرح قسنطينة الجهوي قبل أن يتم الانقلاب عليه  في هذه الندوة تحدث محمد زتيلي عن علاقته بالرواية،

وبالشعر مركزا الحديث عن تجربته الإبداعية والروايات التي أصدرها على غرار رواية «الأكواخ تحترق» وهي أول رواية نشرها عام 1977، وغيرها،

وكشاعر يقول الأديب محمد زتيلي فر رده على سؤال الدكتور لخضر معزوز أنه بعد ممارسته عدة مهام من مدرس في الجامعة والمعاهد، وعمله في الصحافة وإدارته لقطاعات ثقافية وجد راحته النفسية في كتابة الشعر،

ولكن يضيف قائلا: (من يقر ولمحمد زتيلي الشاعر سبعة مجموعات شعرية ينتظر طبعها مع إعادة طبع أعماله الأولى ولمحمد زتيلي رؤيته الخاصة للشعر من حيث القراءة والكتابة،

فالشعر من وجهة نظره هو صعب قراءته، فمن يقرأون القصيدة قراءة صحيحة قليلون بما فيهم الأساتذة الجامعيون، متسائلا غن كانت القضية دسمة موسيقية ولغة أم ي نصوص أفقية، ولذا يرى محمد زتيلي أن القصيدة الناجحة هي إذا قرأناها مستمتع بنصها، فهي تخلق الوعي باعتبارها فنٌّ والمتعة تحتاج إلى ثقافة مسبقة.

عودة حمار الحكيم – الأديب الجزائري محمد زتيلي

الكتابة الساخرة قليلة في الجزائر

 يعتبر الأديب محمد زتيلي من بين الذين يكتبون في الأدب الساخر، أو الأدب الهزلي كما يسميه البعض و له في ذلك مواقف، باعتباره وسيلة لمواجهة الهيمنة والاستبداد والردّ  على المستبدين،

حيث تحدث عن الكتابة الساخرة التي يستهزئ بها الناس أو الكتبة الهزلية، موضحا بأن هذا النوع من الكتابة لا يعني السخرية من الناس بل من الأفكار،

موضحا أن الكتابة الساخرة في الجزائر قليلة جدا عكس ما نراه في المشرق، والكاتب المشرقي في رأيه هو مَيَّالٌ إلى الكتابة الساخرة،

وبها يعالج القضايا الساخنة وهذا ما وقف عليه هو نفسه من خلال إقامته بالمشرق، الهدف منها مواكبة تقلبات المجتمع ومعاينة مشاكله بعيدا عن أعين الأمن فهي بمثابة مرآة تعكس فيها أحوال المجتمع وما عايشه من أحداث

وبالتالي فهي أسلوب من أساليب التعبير عن الواقع الإنساني والاجتماعي للفرد والمجتمع، إلا أنه يرى أن الكتابة الساخرة قليلة في الجزائر وهذا بسبب المناخ السياسي الذي اتسمت به الجزائر وحدّة الرقابة والتضييق وغياب الحرية في التعبير والكتابة التنويرية.

محمد زتيلي في مذكراته حقائق تنشر لأول مرة

ولعل مذكراته التي سترى النور قريبا تكشف عن أشياء كثيرة لم يبح بها محمد زتيلي، أو تحفز عنها، فهذه المذكرات -كما يقول هو- كتب فيها 400 صفحة ولا تزال 30 صفحة، يتحدث فيها عن المراحل التي مر بها وهو يخوض تجربته في الإدارة والإبداع ليس كمثقف وأديب  فقط،

بل كمستشار في وزارة الثقافة وتواجده كذلك في المشرق ومن هم كبار الشخصيات التي التقى بهم هناك، كما يتحدث فيها عن الحصار التي عاشته النخبة المثقفة في الجزائر خلال العشرية السوداء،

اتسمت بالعنف والتطرف، فكان على النخبة الإعلامية إلا أن تختار أسلوب الكتابة الساخرة، حيث أسس إعلاميون ومن بينهم هو «جريدة ساخرة»،

لكن هذه الجريدة كما يضيف لم تعمر طويلا  بعد أن تم اعتقاله ومجموعة من الصحفيين وأودعوا السجن عام 1996، وكانت التهمة المس بهيئة نظامية والقذف، يقول محمد زتيلي:

«لم أفلت من المتابعات الأمنية حتى قصائدي كانت محاصرة لاسيما القصيدة التي كتبها في بسكرة عام 1982»، ولم يستثن محمد زتيلي  الحديث عن رفاق دربه من الكتاب والمبدعين الذين كانوا موضع ملاحقات أمنية كذلك كالشاعر أزراج عمر والأديب رشيد بوجدرة، وواسيني لعرج وآخرون،

والعلاقة التي ربطت بينه وبين وزيرة الثقافة خليدة تومي كمستشار في الوزارة ومواقفه الجريئة، خاصة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 وتعيينه على رأس مسرح قسنطينة الجهوي وكيف تم إبعاده.

ورقة علجية عيش

Please follow and like us:
علجية عيش
صحفية جزائرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب